الســــــُودان ..أحزاب ما بعد الحرب – شـــــــــوكة حــــــــوت – ✍️ ياسر محمد محمود البشر
*الأحزاب السياسية مجرد أوعية سياسية تستوعب قضايا وهموم المواطن وليست رافعة للسياسيين للوصول الى كراسى الحكم والسلطة وإذا أخذنا فى الإعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية بها حزبين سياسيين فقط وبريطانيا كذلك والصين اما فى الهند فهناك قانون واضح يحدد الحزب القومى بعدد المقاعد التى يحرزها فى البرلمان القومى بعدد من المقاطعات وهناك أحزاب ولائية أما فى السودان فإننا نحسب أكثر من خمسين حزبا سياسيا واكثر من أربعين حركة مسلحة فى منتصف الطريق ما بين العمل العسكرى والعمل السياسى إذا وضعنا فى الإعتبار أن تعداد سكان السودان لا يتجاوز الأربعين مليون نسمة بأى حال من الأحوال فإننا نجد أن عضوية بعض الأحزاب المسجلة تقل عن المائة ألف عضو وهذه معادلة سياسية مختلة يجب النظر إليها والحديث عنها بمنتهى الصراحة والوضوح*.
*ويمكن القول أن هناك أحزاب سياسية تعرف بأسماء مؤسسيها على سبيل المثال حزب الأمة مسار وحزب الأمة نهار وحزب الأمة الزهاوى ومبارك الفاضل والصادق الهادى والإتحادى الدقير وإشراقة والبعث السنهورى وكل هذه الأحزاب تدعى العمل السياسى من أجل المواطن ويأتى المواطن فى ذيل قائمة إهتماماتها ولا يمكن أن تتناسل الأحزاب بهذه الصورة الأميبية فإذا إختلف إثنان داخل حزب قام أحدهما بالإنشقاق وتكوين حزب سياسى ضرار ويكون الهدف المباشر من تكوين الحزب من اجل المشاركة فى السلطة والحكم من دون قواعد ومن دون إنتخابات*.
*لا يخفى على أحد أن حكومة الإنقاذ ساعدت بصورة كبيرة فى إضعاف الأحزاب وعملت على تكوين أحزاب جديدة منهكة يسيل لعاب قادتها للسلطة والمال وأنفقت عليهم الإنقاذ إنفاق من لا يخشى الفقر وكانوا ينفذون سياسة وبرامج المؤتمر الوطنى أكثر من عضويته وليس من المعقول أن تجد مرشح فى دائرة قومية يدعو الناخبين لترشيحه على مستوى الدائرة وفى ذات الوقت يدعو لترشيح مرشح المؤتمر الوطنى لمنصب والى الولاية ورئاسة الجمهورية لحزب المؤتمر الوطنى مقابل أن يخلى له المؤتمر الوطنى الدائرة المعنية فهذا فى حد ذاته سلوك سياسى مختل يرتقى لمستوى الفساد السياسى*.
*السودان بعدد سكانه يجب أن لا يتجاوز عدد الأحزاب فيه حزبين أو ثلاثة أحزاب على أسوأ تقدير أما مسألة وجود خمسين حزبا سياسيا فهذه فوضى سياسية لا توجد إلا فى السودان إذا نظرنا الى اقرب الدول إلينا فإننا نجد عدد الأحزاب الموجودة بالسودان تعادل عدد الأحزاب الموجودة بمصر وأثيوبيا ونيجيريا وتشاد وافريقيا الوسطى وجنوب السودان ومن هنا يجب أن يتم تعديل قانون الأحزاب وتكون هناك شروط واضحة لتكوين الأحزاب السياسية فى السودان لفترة ما بعد الحرب وأن تتم عملية إدماج قوات الحركات المسلحة فى الجيش السودانى حتى يكون هناك جيش واحد وحزبين فقط*.
نــــــــــــص شـــــــــوكة
*الفوضى التى تعم السودان اليوم بدأت بالأحزاب السياسية وأصبحت دُوُرْها مثل المدارس الخاصة وكل حزب ساهم فى إشعال الحرب الدائرة فى السودان الآن* .
ربــــــــــــع شــــــــوكــة
*السودان لا يسع هذه الأحزاب الحالية فالسودان يمكن أن يسع الجميع وحزبين سياسيين أو ثلاثة أحزاب فقط*.