الثقافة في مواجهة البارود: نداء سوداني من قلب الأزمة – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
في خضم الحرب الدائرة في السودان، وفي أجواء مؤتمر وزراء الثقافة العرب، يطل علينا صوت سوداني حزين يردد سؤالاً ملحاً: ما قيمة الثقافة والاندماج العربي في ظل الدمار الذي يعصف ببلاده؟ هذا السؤال يجسد المعاناة الحقيقية التي يعيشها السودانيون، حيث تتداعى مؤسساتهم الثقافية وتنهب آثارهم، في حين تتغنى الدول العربية بالقيم المشتركة والوحدة الثقافية.
يشير وزير الثقافة السوداني إلى أن مليشيات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب بحق الثقافة السودانية، حيث دمرت متاحف ومكتبات ومؤسسات تعليمية، ونهبت الآثار. هذه الجرائم ليست مجرد خسارة مادية، بل تمثل اعتداءً على الهوية الوطنية والتاريخ السوداني.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: أين التضامن العربي في مواجهة هذه الجرائم؟ هل يقتصر دورنا على إدانة هذه الأعمال وتقديم التعازي؟ أم أن هناك مسؤولية أكبر تقع على عاتقنا جميعاً؟
يؤكد الاعيسر على أهمية إدراج الثقافة كبناء وليس وسيلة حرب. هذا الرأي جدير بالتفكير، فالثقافة يمكن أن تكون أداة للتقارب والتسامح، ولكنها يمكن أن تكون أيضاً سلاحاً يدمر المجتمعات. في حالة السودان، تستخدم الثقافة كسلاح لتدمير الهوية الوطنية وتفتيت النسيج الاجتماعي.
يوجه الاعيسر دعوة إلى الدول العربية لتقوية القوانين واتخاذ التدابير لمنع النهب وحرق المؤسسات الثقافية، ودعم السودان في استعادة آثاره المنهوبة. هذه الدعوة تستوجب منا جميعاً التحرك الفوري والجاد.
إن الأزمة السودانية تكشف عن هشاشة المشروع الثقافي العربي، وتظهر الحاجة الملحة إلى تفعيل آليات التضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة. يجب أن نتحرك جميعاً لدعم السودان في إعادة بناء مؤسساته الثقافية، وحماية تراثه الحضاري، والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
المطلوب تفعيل آليات التضامن العربي، فيجب على الدول العربية تفعيل آليات التضامن العربي لدعم السودان في مواجهة هذه الأزمة، مع دعم إعادة بناء المؤسسات الثقافية، فيجب على الدول العربية تقديم الدعم المالي والفني لإعادة بناء المؤسسات الثقافية السودانية، بجانب حماية التراث الثقافي، فيجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حازمة لحماية التراث الثقافي السوداني من النهب والتهريب، مع دعم الحوار والتفاهم، فيجب تشجيع الحوار والتفاهم بين مختلف مكونات المجتمع السوداني، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية.
إن الثقافة هي مرآة تعكس هوية الأمم، وهي وسيلة لبناء الحضارات. علينا جميعاً أن نعمل على حماية هذا الإرث الثمين، وأن نجعله أداة للسلام والتنمية، وليس سلاحاً للتدمير والخراب.