الانتصار والمسؤولية.. ضرورة التحلي بالصبر والحكمة – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
يشهد السودان تحولات تاريخية عميقة، حيث يواجه تحديات أمنية وسياسية واقتصادية متراكمة. وفي ظل هذا المشهد المعقد، برزت أهمية دور القوات المسلحة في حماية الوطن وحفظ أمن المواطنين. وقد حققت هذه القوات انتصارات مهمة على المليشيات، مما أثار مشاعر الفرح والانتماء لدى الشعب السوداني.
إن الانتصار العسكري ليس نهاية المطاف، بل هو بداية مرحلة جديدة تتطلب حكمة ووعياً. فبينما يحتفل الشعب السوداني بتحرير أراضيه، يجب أن يتذكر أن بناء الوطن يتطلب أكثر من مجرد القوة العسكرية. فالمعركة الحقيقية هي معركة البناء والإعمار، وهي معركة تستدعي تكاتف جميع الجهود وتوحيد الصفوف.
لقد شهدنا في العديد من الحالات، كيف أن الانتقام والعنف يؤديان إلى دوامة من العنف لا تنتهي. فبينما نفهم الغضب الذي يشعر به بعض المواطنين تجاه من تسببوا في معاناتهم، إلا أننا ندعو إلى ضبط النفس والتحلي بالصبر والحكمة. فالتصرفات الانفعالية والانتقامية لا تساهم في تحقيق العدالة، بل تزيد من حدة الصراع وتؤخر عملية المصالحة الوطنية.
إن تحقيق العدالة هو الهدف الأسمى الذي يجب أن نسعى إليه جميعاً. ولكن تحقيق العدالة لا يعني أخذ القانون باليد، بل يعني اللجوء إلى القضاء وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء. إن أي تجاوزات أو انتهاكات للقانون يجب أن تعاقب عليها الجهات المختصة، وذلك لضمان سيادة القانون وحماية حقوق جميع المواطنين.
إننا ندعو الشعب السوداني إلى التكاتف والوحدة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه. فالتحديات التي تواجه السودان كبيرة ومتشابكة، ولا يمكن مواجهتها إلا من خلال العمل الجماعي والتعاون البناء.
نثمن دور القوات المسلحة في حماية الوطن وحفظ أمن المواطنين، ونؤكد على أهمية استمرارها في القيام بدورها الوطني. ولكننا ندعوها في الوقت نفسه إلى احترام القانون وحقوق الإنسان، والتعامل بحزم مع أي تجاوزات قد تحدث من قبل بعض أفرادها.
إن الانتصار العسكري هو خطوة مهمة على طريق تحقيق الاستقرار والتنمية في السودان، ولكن هذا الانتصار لا يعني نهاية المعركة، بل هو بداية مرحلة جديدة تتطلب منا جميعاً بذل المزيد من الجهد والعمل. فلتكن هذه المرحلة بداية لبناء السودان الجديد، السودان الذي يحترم فيه القانون، ويحمي فيه الإنسان، ويعيش فيه الجميع في سلام ووئام.