*1/* علينا أن نعلم أننا في خضم معركة مصالح وأطماع أقليمية ودولية تكتنفها كثير من التقلبات السياسية والعسكرية، والصراعات الحزبية والمناطقية والجهوية والطائفية والعلمانية، بالإضافة إلى أصابع مخابرات أجنبية تتحكم في تحريك العملاء والطابور الخامس والمندسين هي معركة يستخدم فيها العدو كل فنون ما يُعرف بالحرب “اللامتماثلة” وأبحث في النت عن هذا المصطلح وستندهش لأنها تُطبق فينا الآن دون أن ندري ونعلم، فهذه الحرب يتم فيها إستخدم الإعلام كسلاح قاتل وتطبيق كل قواعد وأساليب الحرب النفسية والتي هي بحر عميق جداً ومحيط كبير وضخم ولها وسائل وطرق متنوعة ومختلفة واهدافها أيضاً مختلفة ومتنوعة.
*2/* هذه المليشيا منذ بداية معركتها ضد الجيش السوداني وضد الوطن اعتمدت على نوعين من الأسلحة سلاح الإعلام و سلاح الحرب النفسية وللأسف كانت متفوقة في هذا المضمار بسبب أن إدارته كانت تتم من خارج السودان بواسطة خبراء وفنيين أجانب وشركات متخصصة وبتمويل خرافي.
المليشيا من خلال الحرب النفسية كانت تستهدف الشعب السوداني كهدف أول يسير بالتوازي مع الهدف الثاني وهو الإستهداف الأكبر للجيش من خلال تطبيقات الحرب النفسية ساعية لإضعاف القدرة القتالية للقوات المسلحة من خلال خفض الروح المعنوية وتشكيك الضباط والجنود في عدالة قضيتهم وواجبهم من خلال رسائل ومنشورات مدروسة يتم اغراق الميديا الإلكترونية بها للتأثير على معنويات الشعب والجيش ودفعهما إلى الإحباط واليأس.
*3/* الحرب النفسية مواجهتها ليست صعبة إذا تسلحنا بالوعي وإستطعنا تحصين أنفسنا بعدم تصديق كل ما ينُشر وكل ما نسمعه من اخبار وذلك بالتريث والتحقق من مصدر الخبر وتجاهل أي إشاعات وأي معلومات وأي فيديوهات وأي صور للمليشيا، وعدم متابعة صفحاتهم ومواقعهم الإسفيرية وعدم التعليق وإلغاء المتابعة، ولابد كلنا كشعب ودولة أن نساهم في إفشال الحرب النفسية وأن نهب جميعاً في حملة ضارية للتبليغ عن هذه الصفحات حتى يتم إغلاقها، وأن لا ننشر او نساهم في انتشار معلومات من غرف المليشيا الإعلامية وداعميهم.
*4/* هذه المعركة ليست معركة القوات المسلحة وحدها بل هي معركة كل سوداني وطني غيور على بلده فلا تنشر إلا انتصارات جيشك بعد التثبت والتدقيق، وأعتبر هذا الموبايل في يدك هو مثل الدوشكا والكاتيوشا والآربجي فهاجم به صفحات المليشيا بالبلاغات، والتجاهل بعدم التعليق والمشاركة ومارس الحرب النفسية ضدهم، وساعد في التضليل والخداع بدلاً من أن يتم خداعك، ما تكتب وتقول (تم تحرير المصفاة) أو (سوق ليبيا كاكي أخضر) أو (هل المليشيا صدت هجوم الجيش على المصفاة) هذه الأسئلة والتعليقات هي نتاج خطة مدروسة ومعلومات يتم وضعها داخل غرف المليشيا الإعلامية وصفحات أعوانهم حتى تساهم أنت بجهل في نشرها ومن ثم يتضح كذبها، ولا تحاول أن تتذاكى فتنشر مثل هذه المعلومات ما اي وكأنك تريد التأكد منها، ويجب قبل أن تفعل ذلك أن تسأل نفسك “عايز تتأكد ليه؟!”، حتى لا تقع في الفخ وتصبح جدادة إلكترونية للمليشيا، ولا تتصرف كأنك صحفي مهني ومحترف ومراسل حربي يبحث عن السبق الصحفي.
*5/* ما حدث بالأمس كان عبارة عن غباء جماعي عم معظم المدن السودانية وحتى الجاليات السودانية بالخارج إنطلت عليهم الخدعة التي سربتها المليشيا بتحرير المصفاة والقصد من هذه الخدعة أن المليشيا تأكدت من قرب استعادة الجيش للمصفاة فبثت هذا الخبر قبل تحريرها لجعل الناس يفرحون ويخرجون إلى الشوارع مبتهجين ليكتشفوا أن الخبر غير صحيح فيصيبهم الإحباط وتكثر الإسئلة عن الاخفاقات والتأخير، كما حدث قبل شهر ونصف حول مدني حينما خرج الشعب وتبين بعد ذلك عدم صحة الخبر، وقد كررت المليشيا أمس هذا الأمر.
*6/* *نبشركم أن المصفاة سيتم تحريرها عاجلاً والمطلوب أن نرد بقوة ونوضح للمليشيا أننا شعب قوي ولا ينال الإحباط من عزيمتنا، ولنخرج مرة أخرى بصورة أكبر وأضخم من الأمس.*
عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو