مقالات الرأي
أخر الأخبار

خذوهم بالبينة وليس بالشبهات ..!! – استراتيجيات – ✍️ د. عصام بطران

(الكنابي) في ولاية الجزيرة وهي معسكر (camp) العمالة المؤسمية بمشروع الجزيرة حيث يرجع تاريخ انشاء اول (كنبو) في العام 1923م لتجهيز الحقول عقب عمليات الهندسة الزراعية تمهيدا لتشغيل مشروع الجزيرة الذي دخل الانتاج الزراعي والحصاد لمحصول القطن في العام 1926م ..

– ليس لسكان (الكنابي) اثنية محددة اذ ان العامل المشترك لتوافدهم الى مشروع الجزيرة هو العمل في عمليات تجهيز وفلاحة الارض وحصاد المحاصيل الزراعية وكسب لقمة العيش الحلال ، لم تجمعهم قبيلة او عصبية ، بينهم من وفدوا من خارج السودان وهذه حقيقة معروفة ولكن جلهم سودانيين لهم حق العيش الكريم في كل بقعة من بقاع الوطن الكبير تحت ثوابت الارض المتفق عليها عرفا وشرعا في ملكية الارض ، فالسودان يسع الجميع ولكن تظل حواكير دارفور ملك لاهلها وحقول دلتا طوكر ملك لاهلها وكذلك جبراكات كردفان وجروف الشمال ، لايستطيع احد ان يتجرأ على حقوق الملكية باسم الهامش والتهميش تلك العبارة الفضفاضة التي تحمل في ظاهرها الحقوق وفي باطنها الفتنة ..

– ظل سكان الكنابي منذ العام 1923 محل تقدير وامتنان من سكان الجزيرة تعلم ابنائهم جنبا الى جنب مع اولاد الجزيرة ووصل بينهم الود في التلاقي في الافراح والاتراح واواصر الراوبط الاجتماعية والثقافية والرياضية وفي بعض الاحيان التصاهر وبروز عنصر ومكون اثني ثالث من عمليات المصاهرة ..

– التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين سكان الكنابي وقرى الجزيرة كان السمة المميزة والنموذج المحتذى لاندماج الحراك البشري والاجتماعي، لم ينكر أهل الجزيرة وجودهم بينهم وفيهم من انفتح على المجتمع وانتقل من ممارسة الأعمال الزراعية إلى المهن الصناعية والهندسية وتواتر إلى مجتمعاتهم من تخرجوا من الجامعات وتحصلوا على أعلى الدرجات العلمية أطباء، مهندسون، أساتذة جامعات حملة درجات علمية رفيعة…

– من هنا بدأت رحلة البحث عن الذات وتضخيم الحقوق المطلبية بدعاوى التهميش وعدم امتلاك الارض عبر الخطط الاسكانية لامتدادات قرى الجزيرة التاريخية بينما نال معظمهم اراضي الخطة الاسكانية بالمدن الكبيرة وتملك منهم الكثير للاراضي عن طريق البيع والشراء وهذا حق اصيل طالما كان عبر التراضي وحلال البيع والشراء ..

– للاسف عمدت الطبقة المتعلمة من ابناء الكنابي على تنمية روح الكراهية ضد سكان القرى وتصور لهم ادعاء الحقوق على حساب اصحابها ،لم يعمل أبناء الكنابي المتعلمين وهم يحملون ثقافة ابن الجزيرة المتسامح المنفتح على الغير ويوظفونها لصالح الترابط الاجتماعي وبناء مجتمعات جديدة اساسها الاحترام المتبادل والاعتراف بسماحة مجتمع اهل الجزيرة الذي شكل لوحة سريالية جمعت كل اطياف القبائل السودانية ..

– لعل المشهد قد تغير عقب استباحة مليشيا الدعم السريع المتمردة لولاية الجزيرة وانخراط اعداد كبيرة من ابناء الكنابي الذين تتراوح اعمارهم بين ال 17 الى 40 عام وساهموا تحت عصابة المليشيا في اعمال النهب والسلب والتنكيل بسكان القرى ، والحق يقال ان ذلك تم تحت رفض وامتعاض الاباء والامهات الا ان المواطنين بالقرى قد شاهدوا ذلك على مرأى من البصر بالشواهد والادلة القاطعة ..

– كل ذلك لا يبرر على الاطلاق الهجوم الشرس ولغة الوعيد للانتقام من سكان الكنابي خاصة أن قطاعا كبيرا منهم بريء مما فعله الصبية (الحاقدون) من أبنائهم ، فليكن شعار أهل الجزيرة التسامح وانتهاج الشرع والقانون مسلكا للعقاب خاصة أن المعركة قد حسمت لمصلحة الشعب وقواته المسلحة وعادت الحقوق إلى أصحابها…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام