مقالات الرأي
أخر الأخبار

تهديدات المسيرات: جريمة حرب لا تغتفر – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

يشهد الواقع السوداني تطورات متسارعة، حيث باتت أمن واستقرار البلاد في مهب الريح بسبب الصراعات المسلحة التي تشهدها البلاد، والتي كان آخر فصولها اللجوء إلى استخدام المسيرات في استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية في الولاية الشمالية. هذا التطور الخطير يستدعي وقفة جادة وتحليلاً عميقاً للوضع، والبحث عن حلول عاجلة وناجعة لوقف هذا النزيف المستمر.

إن استهداف المدنيين العزل والمنشآت المدنية بواسطة المسيرات يعد جريمة حرب صريحة، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. هذه الأفعال الإجرامية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وترويع المواطنين، وتعطيل الحياة الطبيعية. كما أنها تهدد بتقويض النسيج الاجتماعي، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السودان.

إن تحديد مصدر هذه المسيرات وتتبع مسار انطلاقها أمر بالغ الأهمية للوصول إلى مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة. كما أن ذلك يساعد في كشف شبكات الدعم اللوجستي التي تقف وراء هذه العمليات الإجرامية. يجب على السلطات المختصة تضافر جهودها للوصول إلى الأدلة الكافية لإدانة مرتكبي هذه الجرائم، وتقديمهم إلى محاكمات عادلة.

لا يمكن اغفال دور الطابور الخامس في تأجيج الصراعات وتقديم الدعم اللوجستي للمليشيات المسلحة. يجب على الأجهزة الأمنية تكثيف جهودها لمتابعة ومراقبة تحركات عناصر هذا الطابور، وكشف مخططاتهم الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار. كما يجب على المجتمع المدني والمواطنين التعاون مع الأجهزة الأمنية لتقديم المعلومات التي من شأنها أن تساعد في القبض على هؤلاء الخونة.

إن استمرار الوضع على ما هو عليه يشكل تهديداً وجودياً للسودان، ويستدعي تضافر جهود كافة القوى الوطنية للتصدي لهذه التحديات. يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوداني، والضغط على الأطراف المتنازعة للجلوس إلى طاولة الحوار والتوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة ويحقق السلام والاستقرار. كما يجب على الحكومة السودانية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز الأمن والاستقرار، وحماية المدنيين، ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.

المطلوب تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكشف ملابسات الهجمات التي استهدفت الولاية الشمالية، وتحديد المسؤولين عنها، وتكثيف التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية المختلفة لملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة، مع ضرورة دعم المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية في جهودها لمناصرة حقوق الضحايا،والضغط على المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، ودعم جهود السلام.

ختاماً، فإن تهديدات المسيرات التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية في السودان تشكل تحدياً كبيراً للأمن والاستقرار في البلاد. يجب على الجميع العمل معاً للتصدي لهذه التحديات، وحماية أرواح وممتلكات المواطنين، وبناء مستقبل آمن ومزدهر للسودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام