مقالات الرأي
أخر الأخبار

اوجه اختلاف هذه الحرب اللعينة الدائرة في السودان (1/ 2) ✍️ البروفسيور : فكري كباشي الامين العربي 

بسم الله الرحمن الرحيم

تختلف هذه الحرب اللعينة الدائرة في السودان لتعدد الابعاد الداخلية و الخارجية والتي ادت الى اشتعالها عن كل الحروب الاخرى التي دارت في السودان في العصر الحديث وسوف احاول استعراض بعض منها في عجالة وعلى راسها اول اوجه الاختلاف هذه الحرب اللعينة الدائرة في السودان يتمثل في البعد الذي يعتبر عنصر اساسي في البيئة الخارجية السياسية والاقتصادية والذي يظهر متجليا في محاولة الاستحواذ على الموقع الجيوستراتيجي للسودان والموارد الطبيعية، المتمثلة في المياه والأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والمعادن إضافة إلى البترول والغاز الطبيعي والمنتجات الزراعية والحيوانية ، والتي جعلت من السودان مسرحاً جاذباً للصراع الدولي والإقليمي، يأتي ذلك في الوقت الذي يتزايد فيه التنافس بين الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي مع روسيا والصين على الهيمنة على النظام العالمي، خاصة بعد تفجُّر الحرب الأوكرانية وتداعياتها السلبية على الاقتصادات الغربية، فضلاً عن التقاطُعات والتناقُضات الإقليمية واحد اهمها يتمثل في التنافس للوصول إلى البحر الأحمر ذي الأهمية الإستراتيجية والسيطرة عليه، الأمر الذي رفع حدة التوترات , حيث هناك ثلاثة موانئ رئيسية في السودان على ساحل البحر الأحمر، وأكبرها الميناء الجنوبي المتخصص في استقبال الحاويات، كما بدات بعض المحاولات بتطوير ميناء “أبو عمامة” على ساحل البحر الأحمر من خلال استثمارات تصل إلى 6 مليارات دولار دون الالتفات الى بعض الابعاد الاجتماعية اذ ان هذا الميناء المَنْوِيّ تطويره ينافس الميناء الرئيسي في بورتسودان مع عدم المراعاة للاثار الاجتماعية الناجمة والتي تترتب على ذلك ممن فقدان العديد من اهالي المنطقة لفرص العمل , ذلك ان المنياء الرئيسي يعتبر المشغل الاساسي لمعظم المواطنين من السكان المحلين والحكمة والمسؤولية الاخلاقية تقتضي اعداد دراسات تتكفل بوجود بدائل تتناسب مع اوضاعهم وتكفل لهم سبل العيش الكريم دخل وطنهم دون من او اذى ، كما أنه يثير مخاوف جماعات مهتمة بالبيئة من تأثيراته السلبية لوقوع الميناء في منطقة محمية تم تسجيلها لدى منظمة اليونسكو ضِمن التراث الطبيعي العالمي.

 

وثاني اوجه الاختلاف هذه الحرب اللعينة الدائرة في السودان كذلك التاثر الكبير بالاقتصاد الدولي من خلال العرض في البورصات العالمية للمعادن نتيجة لدخول الذهب الإفريقي والذي يمثل ذهب “جبل

عامر” هي منطقة إستراتيجية تقع في شمال دارفور، وقد لعبت دوراً جوهرياً في رسم الخريطة السياسية والاقتصادية بالسودان منذ انفصال الجنوب الغني بالنفط عن الشمال عام 2011، فضلاً عن أن منطقة سنقو تقع في جنوب نيالا الجدير بالذكر أنه بعد الانفصال، بدأ السودان في البحث عن بدائل، فوجد ضالته في التعدين وخاصة الذهب.

كذلك ثالث اوجه الاختلاف هذه الحرب اللعينة الدائرة في السودان عن الحروب السابقة , في كل الحروب السابقة والتي حدثت في العصر الحديث في السودان لم يحدث أن اقتربت أي قوات متمردة على الدولة من القصر الجمهوري أو القيادة العامة طيلة سبعين عامًا، هي عمر الحركات المتمردة في السودان ذلك ان قادة التمرد من قوى مسلحة كانت موجودة داخل القصر الجمهوري وكافة مفاصل الدولة وكل المرافق الحيوية والمواقع الاستراتيجية داخل العاصمة الخرطوم في مدنها الثلاثة الخرطوم وبحري وامدرمان دون استثناء .

وكذلك ان رابع اوجه الاختلاف هذه الحرب اللعينة الدائرة في السودان يتمثل في الأبعاد الإثنية والجهوية لهذه الحرب. الصراعات والحروب التي شهدها السودان في تاريخه، لم يكن الاصطفاف القبلي والإثني حاضرًا فيها بمثل ما هو حاضر في هذه الحرب , ويمكن القول ان قوات الدعم السريع نجحت في استمالة بعض القبائل للاصطفاف معها ضد الجيش السوداني ورغم أن مجهوداتها لم تحقق نجاحًا كاملًا، الا إنها نجحت في استقطاب بعض المكونات القبيلة على أساس إثني وجهوي. ( نواصل )

البروفسيور : فكري كباشي الامين العربي

13 يناير 2025م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام