مقالات الرأي
أخر الأخبار

بالله ليه يافراش؛ خلاّك وراح القاش؟! ✍️ عادل عسوم

صدق نيوتن عندما جعل الأبعاد رباعية بإضافة الزمن إلى المكان والمادة والقوة.

ومابرحت نظريته باقية بالرغم من ادغام انشتاين للزمن في المكان ليعيد الأبعاد إلى ثلاثيتها،

والزمن يبقى البصمة التي توثق لحراك الناس وأنسنتهم ونسج حبل وصل سنوات العمر مابقيت الحياة تصحو على أشعة شمس الصباح لتستحيل يقينيات ورؤى وأحداث ومشاعر…

لذلك تكون أحداث الطفولة نحتا في الصخر لا تزيله معاول الحياة وان ثقلت وقست…

كنت أيامها يافعاً أحبُّ الناس والمعرفة ولم أزل، يالجلستي القرفصاء بين يدي جدي وهو يزرع في الناس الحُبَّ والسماح قبل معارف الدين والدنيا، كم كنت أهوى حديثه عن سِيَرِ الأمم الغابرة والشخوص التي وردت في سياق قصص القرآن، وقد أجمل لنا ذلك يوما وقال:

(من أسباب زوال النعمة عدم الطاعة وعبادة غير الله).

فأضحت لي قناعة ويقين، وتدور بي عجلة السنوات لتتجمّل أمسياتي بأغنية الراحل الجميل زيدان (فراش القاش) إلى أن يقول:

بالله ليه يافراش

خلاك وراح القاش؟!

حينها تذكرت حديث جدي رحمه الله برغم يقيني بكون مراد الشاعر حبيبة قد نأت عن حبيب، فسياق البيت أوقظ في دواخلي (يقينية) العبادة بأن تكون لله وحده…

وساق خيالي كل العذر للقاش الذي ظلم الفراش حين (خلاهو وراح القاش)، إذ كيف للفراش أن (يعبد) غير الله؟!

وأنى له ذلك؟!

وبقيت الأغنية بأداء العندليب الأسمر أثيرة عندي، فكسلا لي مكان ميلاد، وأهلي فيها أحباب خلص، ولكن كلما عنت لي الأغنية أو طرقت مسامعي أقوم بتحوير مفردة العبادة إلى العشق، فأقول مدندنا مترنما:

مين علمك يافراش

(تعشق) عيون القاش.

اللهم كن لأهل كسلا الأحباب، وأدِم عشق فراش القاش للقاش.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام