هل تعلم ما الذي يستدفيك كفايةً ؛ طاب عيشك ؛ في هكذا شتاء قارس قارص ؟
لا تظنٌن أن البطانية تفعل ذلك على نحو يسرٌ بالك ! فأنت عندما تلمس الفراش ليلا ستجده باردا حتما ، لكنك حين تغادره فجرا فسيكون دافئا لا يزال .
سبب ذلك هو أن جسدك يرسل زخات من الحرارة تكفي لتدفئتك ذاتيا لتمتد منك لما حولك .
الشيخ الشعراوي نثر خواطره حول قول الحق : وفي أنفسكم أفلا تبصرون ؟ بقوله : إن حرارة جسم الإنسان تظل عند 37 درجة شتاءً وصيفا ، لكنه خلال اليوم الواحد يبث حرارة تكفي لغليان 17 لتر من الماء .
يتساوى في ذلك القاعد هنا مع قاطني قرية “أويمياكون” الروسية التي تعتبر أبرد منطقة في العالم حيث تنخفض الحرارة إلى 71 درجة تحت الصفر !
أثبت العلماء أن جلد الإنسان يحتوي على 5 ملايين جهاز حساس للألم ، و200 ألف جهاز حساس للحر ، وتوجد تحت الجلد 15 مليون غدة عرقية لتحافظ على حرارة الجسم الداخلية . بينما يعتبر الوجه أكثر الأعضاء تحملا للحرارة والبرودة
العرب الأولون أدركوا باكرا وسيلة الإستدفاء الآمنة ، وذلك بالإرتماء في أحضان نسائهم ، لعلمهم أن المرأة الريانة الملآنة الدفآنة ، تدفيء الرضيع والضجيع .
وقد أنشد شاعرهم :
و إذا الشّتاء أتَى يجرجِرُ ذيله
و اللّيل ينفثُ برده و يجوبُ
فاهرع إلى ذاتِ الدّلال و ضمّها
فهناك بالحضنِ الحنونِ تذوبُ
يحتمون بها بعد أن أيقنوا أن الصوف ما أغنى وأنه لم يعد للنار معنى ، والزوجة هنا تستحق التتويج بالذهب.
وهذا من فضل الله عليها ، ورحمته بالزوج المكافح نهارًا كاشحا موصولا بليل لافح .
هذا ، بينما يُنصح العزٌاب بشرب الحليب الدافيء المصحوب بالقرفة والزنجبيل للوقاية من البرد حتى يفتح الله . ويجني على نفسه من يتأخر أو لا يفهم في المزايا .
لكن ، لماذا لا تشعر نساء بقسوة البرد حتى وهنٌ يرتدين ملابس قليلة القماش ؟
تجيب دراسة نفسية بريطانية بقولها :
إن المرأة حين ترتدي ملابس عارية أو قصيرة شتاءً ، فإنها تنصرف كليا للنظر بتركيز عالٍ إلى شكلها الخارجي ومدى جاذبيته ، مما يقلل لأدنى حد من إحساسها بالبرد ، لِم لا وقد شاع :
أنٌ الحُسنَ يأبى استتارا
قال ساخر : ثلاثة لا يكترثون لشدة البرد ، هم طائر البطريق والدب القطبي .. قيل ثم من ؟
قال : وفتاة ترتدي تنورة قصيرة !
ودمتم