مقالات الرأي
أخر الأخبار

دواء الشتاء – هذي رؤاي – ✍️ عبد العزيز عبد الوهاب

هل تعلم ما الذي يستدفيك كفايةً ؛ طاب عيشك ؛ في هكذا شتاء قارس قارص ؟

 

لا تظنٌن أن البطانية تفعل ذلك على نحو يسرٌ بالك ! فأنت عندما تلمس الفراش ليلا ستجده باردا حتما ، لكنك حين تغادره فجرا فسيكون دافئا لا يزال .

 

سبب ذلك هو أن جسدك يرسل زخات من الحرارة تكفي لتدفئتك ذاتيا لتمتد منك لما حولك .

 

الشيخ الشعراوي نثر خواطره حول قول الحق : وفي أنفسكم أفلا تبصرون ؟ بقوله : إن حرارة جسم الإنسان تظل عند 37 درجة شتاءً وصيفا ، لكنه خلال اليوم الواحد يبث حرارة تكفي لغليان 17 لتر من الماء .

 

يتساوى في ذلك القاعد هنا مع قاطني قرية “أويمياكون” الروسية التي تعتبر أبرد منطقة في العالم حيث تنخفض الحرارة إلى 71 درجة تحت الصفر !

 

أثبت العلماء أن جلد الإنسان يحتوي على 5 ملايين جهاز حساس للألم ، و200 ألف جهاز حساس للحر ، وتوجد تحت الجلد 15 مليون غدة عرقية لتحافظ على حرارة الجسم الداخلية . بينما يعتبر الوجه أكثر الأعضاء تحملا للحرارة والبرودة

 

العرب الأولون أدركوا باكرا وسيلة الإستدفاء الآمنة ، وذلك بالإرتماء في أحضان نسائهم ، لعلمهم أن المرأة الريانة الملآنة الدفآنة ، تدفيء الرضيع والضجيع .

وقد أنشد شاعرهم :

 

و إذا الشّتاء أتَى يجرجِرُ ذيله

و اللّيل ينفثُ برده و يجوبُ

فاهرع إلى ذاتِ الدّلال و ضمّها

فهناك بالحضنِ الحنونِ تذوبُ

 

يحتمون بها بعد أن أيقنوا أن الصوف ما أغنى وأنه لم يعد للنار معنى ، والزوجة هنا تستحق التتويج بالذهب.

 

وهذا من فضل الله عليها ، ورحمته بالزوج المكافح نهارًا كاشحا موصولا بليل لافح .

 

هذا ، بينما يُنصح العزٌاب بشرب الحليب الدافيء المصحوب بالقرفة والزنجبيل للوقاية من البرد حتى يفتح الله . ويجني على نفسه من يتأخر أو لا يفهم في المزايا .

 

لكن ، لماذا لا تشعر نساء بقسوة البرد حتى وهنٌ يرتدين ملابس قليلة القماش ؟

تجيب دراسة نفسية بريطانية بقولها :

 

إن المرأة حين ترتدي ملابس عارية أو قصيرة شتاءً ، فإنها تنصرف كليا للنظر بتركيز عالٍ إلى شكلها الخارجي ومدى جاذبيته ، مما يقلل لأدنى حد من إحساسها بالبرد ، لِم لا وقد شاع :

أنٌ الحُسنَ يأبى استتارا

 

قال ساخر : ثلاثة لا يكترثون لشدة البرد ، هم طائر البطريق والدب القطبي .. قيل ثم من ؟

قال : وفتاة ترتدي تنورة قصيرة !

 

ودمتم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام