مقالات الرأي
أخر الأخبار

نقابة الصحفيين السودانيين بين الحياد والانتماء السياسي – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

يشهد المشهد السياسي السوداني تحولات متسارعة، وانعكست هذه التحولات على العديد من المؤسسات، ومن بينها نقابة الصحفيين السودانيين. فقد شهدنا في الآونة الأخيرة تحركًا ملحوظًا من قبل عدد كبير من أعضاء النقابة، يطالبون بإنهاء انضمام النقابة إلى تحالف “تنسيقية القوى المدنية”. هذا التحرك يثير العديد من التساؤلات حول الدور المنوط بنقابة الصحفيين او مثيلاتها ، وعلاقتها بالعمل السياسي.

من المبادئ الأساسية التي يجب أن تقوم عليها أي نقابة مهنية، هي مبدأ الحياد والاستقلالية. فالنقابات هي مؤسسات تمثل مصالح أعضائها، وتدافع عن حقوقهم المهنية والمادية. ومن ثم، فإن انخراطها في أي تحالف سياسي من شأنه أن يؤثر على قدرتها على تمثيل جميع أعضائها على قدم المساواة، وقد يؤدي إلى تهميش آراء بعضهم.

في حالة نقابة الصحفيين، فإن الحياد يكتسب أهمية خاصة. فالصحفيون هم حراس الحقيقة، ومن المفترض أن يكونوا قادرين على تغطية الأحداث بشكل موضوعي ونزيه. إن انحياز النقابة إلى تيار سياسي معين من شأنه أن يضعف ثقة الجمهور في الصحافة، ويؤثر على قدرتها على أداء دورها الرقابي.

هناك عدة أسباب دفعت عدداً كبيراً من أعضاء نقابة الصحفيين إلى المطالبة بالانسحاب من تحالف “تقدم”. من أهم هذه الأسباب، الحفاظ على استقلال النقابة، فيرى المطالبون بالانسحاب أن انضمام النقابة إلى تحالف سياسي يمس من استقلاليتها، ويجعلها أداة في يد هذا التحالف، ضمان تمثيل جميع الصحفيين ويؤكدون أن النقابة يجب أن تمثل جميع الصحفيين دون استثناء، وأن الانحياز إلى تيار سياسي معين قد يؤدي إلى تهميش آراء الصحفيين الذين لا يتفقون مع هذا التيار، الحفاظ على صورة الصحافة، يرون أن انخراط النقابة في العمل السياسي قد يؤثر على صورة الصحافة، ويجعلها تظهر على أنها أداة في يد السياسيين.

تواجه نقابة الصحفيين السودانية تحديات كبيرة في ظل الظروف الراهنة. فمن جهة، هناك ضغوط كبيرة عليها للانحياز إلى تيار سياسي معين، ومن جهة أخرى، هناك مطالب بضرورة الحفاظ على استقلاليتها وحيادها.

إن القرار بشأن انسحاب نقابة الصحفيين السودانيين من تحالف “تقدم” هو قرار حاسم، ويتطلب من النقابة أن تأخذ في الاعتبار مصالح جميع أعضائها، وأن تتخذ القرار الذي يضمن الحفاظ على استقلاليتها وحيادها. كما يتعين على النقابة أن تعمل على تعزيز قنوات التواصل مع جميع أعضائها، وأن تستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم.

إن الحفاظ على استقلال نقابة الصحفيين هو أمر حيوي لضمان حرية الصحافة، ولتعزيز الديمقراطية في السودان.

ثم، لماذا هذا الكم الهائل من النقابات والاتحادات والجمعيات التي تمثل الصحفيين السودانيين، ويمكن توحيد كل هذه التنظيمات في مجلس ينظم مهنة الصحافة ويحدد معايير معينة للصحفي، ومراجعة كل القيود الصحفية والبطاقات المهنية ، وأن يكون هذا المجلس بالانتخاب الحر المباشر بعد تكوين لجنة معينة محددة الشروط تسعى لتكوين المجلس وفق الضوابط المحددة وأهمية المرحلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام