مقالات الرأي
أخر الأخبار

إلى عثمان ميرغني .. أليس فيك لسان رشيد – هذي رؤاي – ✍️ عبد العزيز عبد الوهاب

حذر الأستاذ عثمان ميرغني في تسجيل يستحق الرثاء ، المفاوض السوداني من الإشارة إلى ، أو إثارة موضوع إتهام الإمارات بالتآمر ضد بلادنا ، خلال المفاوضات المرتقبة التي يقودها الوسيط التركي بين الجانبين .

 

رؤية عثمان تنطلق من ضرورة تجاوز الحاضر السوداني الماثل بكل أحماله وتشوهاته ومفرزاته التعسة البئيسة ، التي أنتجتها الإمارات بكل صلف وتجبر وقصدية عنيفة ، إلى البحث عن آفاق العلاقة بين البلدين ومستقبلها والرحابة التي يمكن أن تبحر فيها ؟!

 

السؤال الصغير الذي سيقف فاغرًا فاه في وجه المحلل عثمان ، هو ما الداعي إذًا لوساطة تركيا ، إذا كانت علاقة البلدين في مقام ( العجوة المحلٌاة بالعسل ) وإلام هذا الضجيج والوحيح المتكوٌن من تلقاء هذه الحرب التي أوسعت بها الإمارات ظهر الشعب السوداني صفعا من دون حول منه ولاقوة ؟

 

ما بك يا عثمان ؟ وما الذي طرأ لعقلك يا فهيم ؟

كيف تريد لوفد السودان أن يتغاضى أو يغض الطرف عن إثارة الإتهامات الموثقة في وجه الإمارات ، لنبحث معها ( سبل التعاون المشترك) مما تحترفه الدبلوماسية الباردة ، كأنك تطلب الندى بدل سطوة الحق؟

 

هل تريد أن نطبطب بصغارٍ وإنحناء على أكتاف دويلة الشر نظير جهودها في الغواية واللاسوية عبر إرساء مفاهيم الإبراهيمية ومنابذة كل ماله صلة بالقيم والدين ، أو أن نبصم على منجزها في تشتيت شمل اليمن وسوريا ومحاولتها ضرب استقرار تركيا ، أو تحشٌرها المستمر في دول الإقليم كما في ليبيا ؟

 

حسنًا ، سنقفز للمستقبل ونبحث عن ما يحقق رفاه شعبينا ، ولكن هل قبل تصحيح المسار ومحاكمة الماضي وإطفاء نيران الحرب التي رعتها وسقتها الإمارات بكل منبوذ ومنكور ؟

 

لماذا شرع الطلاق وأُستحسن التكفير والتوبة و تطهير الجراح وإرساء القواعد للبناء الشاهق إن لم تكن ثمة حاجة لضمان سلامة اللاحق ؟

 

ما هذه الذهنية الحضيضة المتدنية يا عثمان ، وقد كنت فينا مرجوًا قبل يومك هذا ؟

 

لماذا تتحدث بلسان المغلوب لا المنتصر ؟ وأنت تطلب من السودان أن يكرع دمه ويقصم ظهره ، عوض أن يذكٌر الإمارات بسوء صنيعها مع وكيلها المليشي بشعب السودان تنكيلا وقتلا وإغتصابًا ؟

 

حجة عثمان المعيبة هنا ، هي أننا بذلك نكون قد حشرنا طرفا خارجيا وهي هنا الإمارات في ( قضيتنا الداخلية) هكذا سماها المحلل الشفوق على مصالح السودان !

 

كأن في عينيك عمًى أو بك صمم عن كل موبقات الإمارات وتحشيدها اللامحدود للمرتزقة لضرب استقرار السودان !

 

تأكد يا عثمان أن السودان لن يعيش على الجراح مدى دهره ، ولن تنتكس له راية حتى وهو تحت الركام ، وإذا كنت وغيرك تعيشون تحت سلطان التفويض والتحشيد والرغائب ، فإن للسودان حماة ثقات مبذولون للذود عنه بالنفس والنفيس . بينما تلحق بالمتكلسين التوصيفات السقيمة .

 

ودمتم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام