التعليم الإلكتروني والفني.. ركيزة أساسية لتحول تعليمي شامل في السودان – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
يشهد العالم تحولات جذرية في كافة المجالات، وعلى رأسها مجال التعليم الذي بات يعتمد بشكل متزايد على التقنيات الحديثة والوسائل الرقمية. وفي هذا السياق، يأتي تأكيد وزير التربية والتعليم الاتحادي على أهمية التعليم الإلكتروني ومواكبة التطور التكنولوجي ليؤكد على ضرورة التحول نحو منظومة تعليمية أكثر مرونة وكفاءة.
إن التعليم الإلكتروني ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة ملحة تواكب متطلبات العصر الرقمي. فهو يوفر فرصاً تعليمية متساوية للجميع، ويسمح بتخصيص العملية التعليمية لتلبية احتياجات كل طالب على حدة. كما أنه يعزز من مهارات التفكير النقدي والإبداع والتعاون، وهي مهارات أساسية لسوق العمل في المستقبل.
ولكن، لا يقتصر الأمر على التعليم الإلكتروني وحده، بل يجب أن يشمل الاهتمام أيضاً بالتعليم الفني. فالتعليم الفني هو الركيزة الأساسية لتنمية الصناعة والاقتصاد، وهو يوفر الكوادر المدربة التي تحتاجها البلاد لبناء مستقبلها. إن الاهتمام بالتعليم الفني يعني الاستثمار في رأس المال البشري، وهو استثمار مضمون العائد.
أهمية دمج التعليم الإلكتروني والفني في منظومة التعليم من أجل مواكبة التطور التكنولوجي، لتساهم في إعداد أجيال قادرة على التعامل مع التقنيات الحديثة والابتكار، ورفع كفاءة التعليم، بتوفر بيئة تعليمية تفاعلية ومحفزة للتعلم، وتوفير فرص عمل، بتخريج كوادر مؤهلة لسوق العمل ومتطلباته، وتنمية الاقتصاد بدعم الصناعة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، من أجل العدالة الاجتماعية توفير فرص تعليمية متساوية للجميع.
من التحديات التي تواجه تطبيق التعليم الإلكتروني والفني في السودان نقص البنية التحتية بعدم توفر الإنترنت عالي السرعة في جميع المناطق، وقلة الأجهزة بنقص الأجهزة الرقمية اللازمة للتعلم الإلكتروني، ونقص الكوادر المدربة، بعدم وجود معلمون مدربون على استخدام التقنيات الحديثة، واصرار الاعتماد على التعليم التقليدي بوجود مقاومة للتغيير من قبل بعض المعلمين والطلاب.
مقترحات لتطوير التعليم الإلكتروني والفني في السودان، بتوفير البنية التحتية، بالاستثمار في شبكات الإنترنت وتوفير الأجهزة الرقمية للمدارس، وتدريب المعلمين بتنظيم برامج تدريبية مكثفة للمعلمين على استخدام التقنيات الحديثة، وتطوير المناهج الدراسية بتحديث المناهج الدراسية لتشمل المهارات الرقمية والتقنية، وضرورة الشراكة مع القطاع الخاص بالتعاون مع الشركات لتوفير التكنولوجيا والبرامج التدريبية، ودعم وتشجيع البحث العلمي في مجال التعليم الإلكتروني والفني.
إن التحول نحو التعليم الإلكتروني والفني ليس بالأمر السهل، ولكنه ضرورة ملحة لبناء مستقبل أفضل للسودان. فمن خلال الاستثمار في التعليم، نستثمر في مستقبل أجيالنا القادمة.
ويمكن الاستعانة بالنهضة التعليمية الفنية والتقنية في مصر من حيث توفر الجامعات التكنولوجية والمعاهد الفنية المتخصصة بجانب البحوث البحوث المكثفة في هذا المجال.
ختاماً، فإن التعليم الإلكتروني والفني هما ركيزتان أساسيتان لتحول تعليمي شامل في السودان. ومن خلال تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، يمكننا تحقيق هذا التحول وتحويل السودان إلى دولة متقدمة في مجال التعليم والتكنولوجيا.