مقالات الرأي
أخر الأخبار

وزير الاعلام …وحظيرة الديوك – مسارات – ✍️ محفوظ عابدين

والديك هو ذكر الدجاج له حظ في الامثال العربية ،وفي الامثال الشعبية السودانية يبدو انه كان اكثر حظا ،و(المثل) في حقيقته هو خلاصة تجربة للتعبير به ، أو هو المقتصر المفيد أو تنطبق عليه المقولة أو الحكمة (خير الكلام ما قل ودل) ،والمثل هو كذلك.

والديوك وجدت حظها في الامثال السودانية الشعبية ، منها ديك (العدة) وديك (البطانة) وديك( المسلمية) وكلها امثال تضرب في احوال مشابهة لتقريب المعنى.

و(ديك العدة) عندما يكون وسط العدة( الاواني) المنزلية فاذا نهرته شتتها وكسرها واذا تركته لم تسلم العدة منه ايضا وهكذا حال بعض الناس في الحالتين الضرر واقع منه.

أما (الديك البطانة) فيطلق على الشخص الذي يكلف بمهمة ولاينجزها أو انه يذهب ليستفهم شيئا ولم (يفهم) ويقولون ان فلان مثل ديك البطانة الذي ذهب به صاحبه الى السوق لبيعه ولم يباع ويعود به الى البيت وغالبا ما يحمل الى السوق( مدلدلا) اي راسه الى اسفل وارجله الى الاعلى فيطلقون على ذلك الشخص ان مثل ديك البطانة ذهب (مدلدلا) وعاد (مدلدلا)

أما الديك المسلمية كما يقول المثل( يعوعي وبصلته محمرة) يعني ان صاحبه يريد ان يذبحه ليعد منه وجبة طعام والديك يصيح (يوعوعي) املا ولا يعرف ان مصيره للذبح وكذلك حال قوم كثيرون يسيرون في الحياة ولا يعرفون ما يحيط بهم من (مخاطر) وما يحدق بهم من (مصائب) فهؤلاء مثل (ديك المسلمية).

ولكن هنالك قصة (ديك) ولكنها في اتجاه آخر وتقول ان هناك رجل مريض نفسيا يتخيل انه (حبة عيش) اي انه حبة ذرة أو حبة قمح ولهذا يخاف من( الديك ) خوفا شديدا حتى صارت عنده( فوبيا) لانه يعتقد ان الديك سوف ياكله او يبتلعه وبعد محاولات شديدة مع الطبيب النفسي اقنع المريض انه ليس (حبة قمح) وبالتالي ما في داعي للخوف من (الديك) فرد عليه المريض انا اذا إقتنعت فمن الذي يقنع الديك اني انا لست حبة قمح.

تذكرت هذه الامثال مجتمعة ومعها قصة هذا الرجل المريض وانا أقرأ حديثا طيبا وجميلا من السيد وزير الاعلام خالد الإعيسر بإنه يريد طي الخلافات الايدولوجية والسياسية وغيرها في العمل الإعلامي على الاقل من اجل مصلحة الوطن.ويبدو ان الذين بعث اليهم وزير الاعلام هذه (الرسالة) كثيرون منهم مثل حالة تلك (الديوك )الا ما رحم ربي.

وكثير من هؤلاء مثل (ديك العدة) ومنهم مثل ديك (البطانة) ومنهم مثل ديك( المسلمية).

واذا إقتنع وزير الثقافة والاعلام خالد الإعيسر بطي الخلافات الايدولوجية والسياسية من اجل مصلحة الوطن، لكن يبقى السؤال الذي طرحه المريض نفسيا على الطبيب الذي لازال قائما من الذي يقنع تلك (الديوك) التي تستظل بسموات الفضائيات والاسافير تردح ليل نهار

تحطيما في الوطن وتماسكه الإجتماعي ووحدته الوطنية وبيعه رخيصا أو من دون ثمن لإعداء الوطن .

وخير الكلام مادل وقل سيدي الوزير!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام