المبادرة التركية …الخوف المستتر والهواجس من المنتظر – مسارات – ✍️ محفوظ عابدين
بدأت المبادرة التركية من أجل السلام في السودان والتي بدأت لقاءاتها فعليا بالسبت في العاصمة الادارية بورتسودان بين (البرهان) السوداني و(البرهان) التركي ،بدات تلك المبادرة تبث شيئا من الخوف وتثير شيئا من الهواجس في نفوس السودانيين خاصة أصحاب الأقلام الذين دائما ما يضعون الاحداث وتطوراتها في منضدة( التشريح) التحليلي حتى يفهم القاريء المتابع لتلك التحليلات ماذا وراء هذه المبادرة خير السودان واهله أم أنها هي طوق نجاة للدول المعتدية وعلى راسها دولة الأمارات العربية المتحدة من تلك الجرائم الدولية التي ثبتت بالادلة القاطعة والبراهين الساطعة ان الأمارات هي من يمول الحرب في السودان (ماديا) و(لوجستيا) من اجل تحقيق اهداف ان كانت ظاهريا معلومة لدى البعض وان كانت مستتر لايعرفها الإ أصحاب الغرض وحتى الآن لم يظهر من جبل جليد المؤامرة إلا تلك الاطماع المادية في الثروات السودانية.
وهذه الثلة من أهل الإعلام والسياسة لم يطرحوا سؤالا واحدا لماذا تنفق الأمارات كل هذه الأموال وكل هذا السلاح ولماذا تجند وتشتري دول الجوار وكم دفعت مقابل الصمت الدولي تجاه الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في حق السودان الوطن والانسان.
السؤال لابد ان يطرح ولابد من اجابة عليها (بسبر) الاغوار والبحث عن( مكامن)السبب الذي تخفيه الأمارات.
اذا وجدت هذه الاجابة من أهل التحليل في الإعلام والسياسة واهل الدبلوماسية قد نجد الحلول التي ترضي اهل السودان،وليس مثل تلك الحلول التي تناقلتها الاسافير عن المبادرة التركية وكأنها طوق نجاة الأمارات ممول الحرب الاول في السودان
وتركيا ليست بهذه (السذاجة) التي ذهبت إليها أقلام التحليل ولايمكن ان تكون مبادرة تركيا مرهونة في نقطتين (وقف) دعم المليشيا مقبل (سحب) الشكوى من منضدة الامم المتحدة.
وان كانت كثير من المبادرات حملت ذات الفهم ولكن مع الاختلاف خاصة في القضية الفلسطينية( الأرض) مقابل( السلام).
ولايمكن لتركيا ان تتحرك بثقلها الدولي بهذا الفهم وهي التي كانت في منطقة وسط بين روسيا واوربا عندما اندلعت الحرب الاوكرانية ،حيث كانت الحكمة التركية حاضرة في الحفاظ على التحرك في المياه الاقليمية والدولية لعبور السلاسل الغذائية من القمح من اوكرانية الى الدول الافريقية وبهذا الفعل وغيره كسبت تركيا احترام العالم.
ولايمكن لتركيا التي تملك جهاز مخابرات من أفضل الاجهزة في العالم ان تكون بهذا الفهم في تكون طوق نجاة الأمارات وكل الادلة والشواهد ضدها،والامارات نفسها هي متهمة ضمن أخرين بانها وراء المحاولة الانقلابية في التي حدثت في تركيا وابطلها وافشلها الرئيس طيب رجب اوردغان بكلمتين للشعب التركي.
واعتقد وحسب فهمي ان المبادرة التركية ان لم تكن لصالح السودان فهي بالتأكيد لن تكون في صالح الأمارات وهذا هو الواقع والمنطق.