نعيش هذه الأيام مناسبة وطنية عظيمة في تاريخ امتنا الا وهي الذكري التاسعة بعد الستين للاستقلال المجيد والذي أعلن من داخل البرلمان في التاسع عشر من ديسمبر للعام ١٩٥٥ ومنذ ذلك التاريخ مرت بلادنا بالكثير من المنعطفات و الاحداث ليس في المجال متسع لذكرها ولكننا نريد ان نلقي الضوء علي هذه الذكري التاسعة والستين علي وجه التخصيص لانها تزامنت مع أخطر مرحلة مرت بها البلاد عبر تاريخها الطويل وهي مؤامرة كبري استهدفت زوال الدولة السودانية عبر تفكيك الجيش الوطني وتمكين المليشيا من السيطرة علي السودان ومن ثم خلق واقع جديد تفرضه المليشيا ومن يستترون خلفها من القوي الإقليمية والدولية لتحقيق اهدافهم بتفتيت الدولة السودانية وتشريد اهلها وتفكيك مؤسساتها ومن ثم نهب ثرواتها
لكن ردة الفعل الاسطورية العجيبة من الجيش وتماسك الشعب اجهض المخطط الشرير في مهده رغم ماحشد له من إمكانيات وتسليح ودعم.
نحن الآن نحتاج الي ان نفكر بشكل مختلف بعد مرور سبعين عاما على انتزاعنا استقلالنا المجيد من بين انياب بريطانيا العظمي فنسأل أنفسنا لماذا تخلفنا عن الركب رغم تميزنا كشعب ولم تكن انجازاتنا توازي هذه السنوات ؟
الإجابة حسب رايئ البسيط والمتواضع اننا لم ننزل بلادنا في نفوسنا ما تستحق من مكانة و منزلة وأننا لم نتجرد من بعض الأشياء السلبية التي اقعدتنا طويلا وحسب ظني ان اخطرها هو الأنانية وحب الذات وتقديم المصالح الضيقة علي المصالح الوطنية العليا عند كثير منا ٠
فقد تعطلت الكثير من المصالح الوطنية بسبب هذه النظرة الضيقة والاحادية وهي تدل عن قلة في الوعي الوطني .
دعونا ننسي الماضي ونبدأ خطوتنا الاولي بصورة صحيحة عنوانها الوطن فعلينا نبذ العنصرية البغيضة والإيمان بأننا سودانيون من بورتسودان حتي الجنينة ومن حلفا حتي جودة تضمنا أرض واحدة لنا نفس الحقوق وعلينا ذات الواجبات وان ما لدينا من إمكانيات بشرية ومادية يجعلنا في طليعة العالم فعلينا ان نخلص في أعمالنا لان الله أمر بذلك ولان الوطن يحتاجنا ان نخلص لننهض ببلادنا والإخلاص لبلادنا يبدأ من فرض إلزامية ومجانية التعليم لان الجهل اساس كل شر وان تكون القيم الوطنية والاخلاقية هي محور هذا التعليم لان الاستثمار في التنمية البشرية والعقول هو أثمن الاستثمارات ثم إصلاح مؤسسات الدولة من الترهل ومن الذين لا يستطيعون ان يضيفوا شيئا من الابتكار او التطوير او القدرة علي صياغة افكار جديدة تسهم في التطوير والتجويد وعلي الذين هم في الهرم العلوي من هذه المؤسسات العمل علي استمرار تواصل الاجيال ونقل الخبرات الي الجيل الجديد بدلا من التمترس خلف الابراج العاجية ومحاربة كل من يريد أن يضيف شيئا لان الحياة ستستمر حيث اننانردد دائمآ الحكمة المشهورة لو دامت لغيرك ما وصلت إليك فلنتجرد من انانيتنا لأجل الله ثم الوطن هذه الأنانية التي وصلت بنا الي حد الغبن والحسد من نجاح الاخرين والذي هو بلا شك لو امعنا النظر لوجدنا انه نجاح للوطن للكبير دون ماشك فلنعلم من هم دوننا باعتبارهم زاد المستقبل ولاننظر إليهم علي انهم منافسين لنا علي الامتياز والمناصب.
علينا أن نعي ان الوطن ليس سيارة فارهة او منزلا فخما او ملابس أنيقة نرتديها الوطن ياسادة شئ بعيد عن الوصف او حصر التفاصيل من لايعرف قيمة الوطن فهو عار علي الوطن ولايستحق ان يعيش علي ترابه ويتنفس هواءه وينعم بخيراته ويمشى بين اهله الطيبين.
الوطن الان هو ان ندعم قواتنا المسلحة بكل ما نملك حتي تتعافي بلادنا من طاعون الشر والمتربصين والخونة والمتعاونين مع العدو.
الوطن هو ان نرفض اي مشروع خارجي يفرض علينا وجود المليشيا ومن شايعها من موظفي الخارج وعملاء السفارات والمخابرات الاجنبية حتي لو استمرت هذه الحرب الف عام وسننتصر في نهايتها بإذن الله.
الوطن هو ان نتذكر الرجال من القوات المسلحة الذين ضحوا بارواحهم وتركوا أسرهم واولادهم لننعم نحن بالامن والامان ونحيا لنتذوق طعم الانتصار أين نحن من تضحياتهم البطولية ومواقفهم التاريخية .
الوطن هو ان نضرب بيد من حديد علي كل خسيس تلطخت يداه الاثمة بالجرائم المروعة التي طالت البلاد والعباد خاصة الذين تعاونوا مع المليشيا فهم أخطر من العدو بألف مرة.
وليمضي زمان المجاملات بلا عودة فليس هنالك كبير في حضرة الوطن فكلنا خدامه وجنوده.
الوطن هو ان نحمل السلاح بيد ونبني باليد الاخري وليعلم أصحاب المشروع الخبيث من المليشيا واعوانها اننا لن نغادر هذه الارض سنعيش فوقها كراما اعزة او ندفن في ترابها ولنا شرف الشهادة والدفاع عنها.
الوطن يااخواني واخوتي هو صرخة الميلاد ونحن نري النور وبراءة الطفولة بين أحضان الام والخالات والعمات والاخوات والجدات وهو حلم الصبا بين الانداد.
و هو نضارة الشباب ووقار الشيخوخة ونحن نجتر ذكريات العمر المديد بإذن
بختصار ياسادتي الوطن هو الروووووووح.