التصدي للادعاءات الكاذبة .. نحو وحدة وطنية مبنية على الحقيقة ✍️ هشام محمود سليمان
في الأيام الأخيرة تداولت بعض الأوساط الإعلامية تصريحات مسيئة ومضللة منسوبة إلى فضل الله برمه ناصر تحاول إثارة الفتنة بين أبناء السودان الادعاء الكاذب بوجود (قانون الوجوه الغريبة ) الذي يهدف إلى تجريم أبناء غرب السودان بناء على لون بشرتهم أو سحناتهم. مثل هذه الادعاءات لا تعدو كونها افتراءات تهدف إلى زرع الشقاق وتعميق الانقسامات في مجتمعنا المتنوع
أولا لا يوجد أي دليل قانوني أو رسمي على وجود قانون بهذا الاسم القوانين في السودان تخضع لإجراءات معلنة ومقرة ولا يمكن لأي قانون أن يمر دون أن يكون موثقا ومعلنا للجمهور إذا كان هناك حديث عن قانون ينتهك حقوق المواطنين استنادا إلى مظهرهم فإنه يجب أن يكون مدعوما بحقائق واضحة ودلائل موثوقة ولكن في حالة هذا ( القانون المزعوم ) لا نجد أي أثر أو تصديق رسمي على وجوده
ثانيا من الخطورة بمكان أن يتم توجيه اتهامات بدون دليل وبدون وعي بعواقب هذه التصريحات استخدام مثل هذه الأكاذيب في الإعلام لا يؤدي إلا إلى تحريض الفتن وإثارة النعرات العرقية بين المواطنين هذه الأساليب المضللة تضر بالوحدة الوطنية وتعمق الخلافات بين أبناء الوطن الواحد الذين يعانون من تحديات أكبر مثل الأزمات الاقتصادية والصراعات السياسية
ثالثا تاريخ الصراعات في السودان يشهد على دور بعض الشخصيات السياسية في إذكاء الانقسامات العرقية والمناطقية لكن من غير المنطقي أن يقوم من كان له دور في تأجيج هذه الصراعات بالترويج لخطاب الوحدة الوطنية الآن بدلا من العمل على تعزيز السلام والمصالحة يسعى البعض لإعادة فتح جروح الماضي لتحقيق مصالح ضيقة
إن الرد على هذه الادعاءات يجب أن يكون عبر تعزيز الحقيقة والتأكيد على ضرورة الوحدة الوطنية السودان بلد متعدد الأعراق والثقافات وكل منابعه التاريخية والدينية تشهد على هذا التنوع الغني اليوم يحتاج الوطن إلى جهود موحدة تعزز من السلام وتحقق العدالة للجميع بغض النظر عن العرق أو اللون فمتي يعني فضل الله برمه ناصر ذلك
الوقوف ضد هذه الأكاذيب ليس فقط مسؤولية الإعلام والسياسيين بل هو واجب كل مواطن سوداني غيور على مصلحة وطنه لن يكون هناك تقدم حقيقي إذا استمرينا في العيش في ظل الانقسامات والتشويش على الحقائق علينا أن نكون أصحاب صوت واحد من أجل السودان وطننا الذي يتسع للجميع