مقالات الرأي
أخر الأخبار

المؤامرة الإماراتية على السودان مستمرة ولن تتوقف ✍️ عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو

يجب أن ينتبه السودانيون وخاصة صناع القرار وقيادتنا السياسية والعسكرية، إلى بيان أو تصريح دولة المؤامرات التي كانت تُعرف في السابق بإسم “الأمارات” حول الوساطة التركية، فقد أشارت دويلة الشر أو بالأحرى أوردت نصاً من شأنه إفشال وساطة الرئيس التركي وهو حديثها وإنتقادها للجيش لعدم مشاركة وفد الجيش والحكومة في محادثات جنيف، والتي كان من المفترض أن تشارك فيها الأمارات بصفة المسهَّل الطامح ليكون طرفاً أصيلاً في التفاوض ووصياً على مصالح السودان، وأن يختار السودان دور القاصر الذي يجب أن يتوارى خلف وصي، فتصريح او بيان دولة بن زايد وترحيبها بالوساطة التركية ليس هو في واقع الأمر محاولة بريئة لحل الأزمة السودانية، وإنما هو محاولة خبيثة لوضع شروط جديدة لتفاوض جديد من خلال اتهام الجيش بعدم الذهاب إلى جنيف، وهذا الشرط إذا لم ينتبه له الجيش وذهب للتفاوض في أي مكان في العالم فتلقائياً يكون قد تم تجاوز منبر جدة والقفز على مخرجاته التي لا ترغب فيها المليشيا ومن خلفها الأمارات.

 

يجب أن ينتبه السودان فهذه الإمارات التي تمتلك وجهين الأول هو الذي تكتب به خطاباتها بمجلس الأمن وللمجتمع الدولي لتظهر به وكأنها تسعى على تأكيد دعمها للحل السياسي والحوار بدلاً من الحرب لإعادة الهدوء للسودان، ولكي نفهم هذا الوجه علينا أن نتذكر أنه وفي 28 يونيو 2024م وجهت الأمارات رسالة لمجلس الأمن لحماية المدنيين والبنية التحتية بالسودان وفقاً للقانون الإنساني والدولي، والالتزام بتعهدات جدة ودعوة الجيش والمليشيا للامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وهذا عين الخداع والنصب على العالم، فالإمارات بوجهها الثاني الخبيث ما زالت تُقدم الدعم اللوجستي للمليشيا وبالتأكيد من ضمن ذلك معينات القتال التي تطيل من أمد الحرب، بالرغم من أنها قالت بوجهها الأول أن الحرب ليست حلاً، وتدعو السودان للامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن الخاصة بدارفور وبالحرب، وفي ذات الوقت تخرق هذه القرارات بوجهها الثاني وتورد الأسلحة لدارفور وتسعى مع عملائها في تنسيقية تقدم لتكوين حكومة المنفى بدارفور وهو اتفاق بين تنسيقية تقدم والمليشيا وبرعاية الإمارات وبريطانيا، القصد منه هو توفير الحماية للمليشيا المنهارة، لأنه وبعد أعلان هذه الحكومة ستتحرك بريطانيا بصفتها حامل القلم للسودان في مجلس الأمن وتقوم مع حلفائها وبعض المنظمات الغربية والأفريقية بتفعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1591 الخاص بحظر الطيران الحكومي في دارفور وضعوا خطين تحت كلمة “حكومي” فهذا القرار لا يمنع الطائرات الأخرى القادمة من أي جهة لدارفور، وسيتم تهيئة المطارات لإستقبالها وبالتالي سيتم امداد المليشيا بالسلاح من كل صنف ونوع مع الدعم التدريبي وتقويتها ليصبح فصل دارفور حقيقة على غرار السيناريو الليبي الحفتري الإماراتي، وهذا هو التناقض والخداع الإماراتي، فهي تتذاكى على السودانيين وتستخف بعقولهم وتعمل بإسلوب “عصا نائمة وعصا قائمة” وهكذا يمكن توصيف التكتيك الذي تستخدمه وتسخره الأمارات لخدمة أهدافها ومطامعها في السودان، فهي تريد الظهور للعالم بمظهر الذي يبذل كل طاقته لمنع وإيقاف الحرب وتوفير شروط التفاوض من أجل الأمن في السودان، ومن ناحية أخرى فهي متورطة في الحرب وشريك أصيل للمليشيا المتمردة في كل انتهاكاتها ضد المواطنين وضد الوطن بتوفيرها للسلاح واستجلاب المرتزقة حتى من كلومبيا وتبذل جهوداً مكثفة عبر جولات مكوكية قام بها بن زايد ومبعوثيه إلى بعض الدول الأفريقية أو تواصلهم وإغراء كثير من رؤساء تلك الدول الأفريقية التي تساعد الإمارات في تسهيل مرور دعمها لمليشيا ومرتزقة آل دقلو، وهذا الدعم اصبح مؤخرا يحتوى على معينات قتال متطورة ومسيرات استراتيجية وأنظمة متعددة الأشكال لتعويض النقص في عناصر المليشيا وتثبيت الوضع القتالي إلى حين تقويتها بدارفور وهذا هو الكرت الأخير الذي تلعب به الأمارات في السودان فهي تريد من خلال تقوية المليشيا في المرحلة القادمة العمل على توفير الشروط الضرورية من أجل الضغط على الجيش حتى يقبل السودان بالمفاوضات في أي مكان عدا جدة، ولذلك تعمل الأمارات في هذه المرحلة على إصلاح ميزان الضعف لدى المليشيا واعادة التوازن إليها وبعثها من جديد كما يتصورون ويتوهمون أنهم بتقوية ودعم المليشيا لن يبقى أمام الجيش والشعب سوى الإذعان والإختيار بين التفاوض في أي مكان أو إطالة أمد الحرب والخراب، والذي لا تعلمه الأمارات ولن تفهمه هو أن سبب ترحيب السودان بوساطة الرئيس اردوغان وموافقة السيد رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن البرهان عليها «من حيث المبدأ» يعود إلى عزم السودان لتوضيح وتثبيت حقيقة أن الأمارات هي من يؤجج الحرب في السودان وتقديم الأدلة والوثائق التي تثبت ذلك إلى الوسيط التركي والذي بلا شك سيجد نفسه أمام موقف يلزمه بمواجهة الامارات بأفعالها وجرائمها في السودان وهي خطوة يأمل السودان في أن تعيد العقل إلى الأمارات وأن تترك تدخلاتها القذرة في السودان وتتوقف عن تزويد المليشيا الإرهابية بالسلاح والمرتزقة بدلاً من مواصلة الخداع والأكاذيب كما فعلت وكذبت على ادارة الرئيس بايدن بقولها أنها لا تدعم المليشيا، وكل السودان يعلم بأنها تكذب ولتعلم الأماران أن السودان لن يرفض الوساطة التركية ولكن يجب أن نرفض التربح الإماراتي الذي هو اشتراطات وضعتها لقبولها للوساطة التركية، ويبدو أن الإمارات لا تعلم أيضاً أن شروط السودان لإيقاف الحرب تتضمن أولوية أن يتم ايقاف الدعم الإماراتي ومن ثم ذهاب المليشيا إلى منبر جدة لتنفيذ المخرجات المتفق عليها وإلا فإن الحل في البل، وإن دعى الداعي فالتصعيد مع الإمارات نفسها قادم.

 

إن دعم الامارات للمليشيا هو استهداف للأمن القومي للسودان، وهي تعمل الان لتجميع قوات من المرتزقة وعناصر المليشيا في معسكر داخل الحدود الليبية يقع جنوب غرب مدينة الكفرة في مناطق سيطرة اللواء خليفة حفتر، وهذا المعسكر سيكون قاعدة لنقل الحرب ضد السودان إلى مرحلة جديدة بعد فشل المسيرات الاستراتيجية وقيام الجيش بقطع خطوط الأمداد، ولذلك تعمل الان على تجهيز هذا المعسكر داخل الاراض الليبية وتم رصد طائرات الشحن المستأجرة بواسطة الأمارات تقوم بنقل المرتزقة من مختلف دول الجوار الأفريقي ومن سوريا وحتى من داخل السودان فهي تنقل المرتزقة المحليين والمستنفرين من نيالا إلى هذه القاعدة التي تضم أيضاً عناصر من قبيلة التبو ومرتزقة أفارقة وعرب من تشاد والنيجر وجنوب السودان، بالإضافة لمرتزقة من بعض دول العالم الأخرى، كما تجنيد طيارين مرتزقة بواسطة مليشيا الدعم السريع الأرهابية لشن هجمات على مدن في غرب ووسط وشمال السودان وهذا تصعيد خطير يستوجب الإنتباه والرصد ومن ثم القيام بعمل مضاد وكل الخيارات مفتوحة وأولها أن لا تفاوض مع الإمارات.

عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام