شكرًا مصر لاهتمامها بالشأن السوداني ورعايتها الجالية في ظل ظروف الحرب – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
تتوالى الأحداث في السودان، وتزداد معها أهمية الدور المصري في دعم الاستقرار والسلام في هذا البلد الشقيق. إن اللقاء الذي جمع وزيري خارجية مصر والسودان، والذي أكد فيه الجانب المصري على دعمه الكامل للسودان، ليس مجرد زيارة بروتوكولية، بل هو تأكيد عملي على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، وعلى الوعي المصري بأهمية دور السودان في الأمن القومي العربي.
لقد أظهرت مصر اهتمامًا بالغًا بالأزمة السودانية منذ بدايتها، وذلك من خلال عدة مبادرات، أبرزها الدعوة لوقف إطلاق النار، وكانت مصر من أوائل الدول التي دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، وهو مطلب أساسي لبدء أي حوار سياسي، والدعم الإنساني، فحرصت مصر على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، وتسهيل وصول المساعدات الدولية إلى المناطق المتضررة، وتعزيز التعاون الإقليمي، فعملت مصر على تعزيز التعاون الإقليمي لحل الأزمة السودانية، وذلك من خلال التنسيق مع دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية، وحماية الأمن المائي، فأكدت مصر على أهمية حماية الأمن المائي لدولتي المصب، وهي مصر والسودان، وهو ملف حيوي بالنسبة للبلدين.
إن الموقف المصري من الأزمة السودانية يمثل نموذجًا للقيادة الإقليمية الحكيمة والمسؤولة. فمصر ليست مجرد دولة جارة للسودان، بل هي شريك استراتيجي له، تربطهما علاقات تاريخية وثقافية واجتماعية عميقة.
إذا ما قارنا الموقف المصري بمواقف دول أخرى في المنطقة والعالم، لوجدنا أن مصر تتميز بقدر كبير من الموضوعية والحياد، وبسعيها الحثيث إلى تحقيق مصالح الشعب السوداني الشقيق. ففي حين تركز بعض الدول على مصالحها الضيقة، تعمل مصر على تحقيق مصلحة مشتركة بين البلدين وبين المنطقة بأكملها.
لا شك أن للأزمة السودانية آثارًا سلبية على المنطقة بأكملها، حيث تهدد بتوسيع رقعة الصراع والإرهاب، وتزيد من حدة التوترات القائمة. ولذلك فإن الجهود المصرية ترمي إلى احتواء الأزمة ومنع امتدادها إلى دول الجوار.
إن الحل للأزمة السودانية يتطلب حوارًا شاملاً بين جميع الأطراف السودانية، مع ضمان مشاركة جميع القوى السياسية والمجتمعية. وعلى مصر أن تستمر في لعب دور الوسيط النزيه بين الأطراف المتنازعة، وأن تدعم أي مبادرة تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
إن الشكر موصول لمصر على اهتمامها بالشأن السوداني، وعلى دعمها للشعب السوداني في محنته. فمصر ليست مجرد دولة جارة، بل هي جزء لا يتجزأ من النسيج العربي، وهي حارس الأمن القومي العربي.