مقالات الرأي
أخر الأخبار

لا مستحيل تحت الشمس ✍️ عبدالرحمن الأمين

كنت واحدا من المتحاملين على وزارة التربية والتعليم على المستويين الاتحادي والولائي. ومرد

ذلك التحامل شكوى عدد من الطلاب من سقوط أسمائهم ومن ثم لم تظهر أرقام جلوس خاصة بهم. كنت اقيس التنظيم الحالي بالتنظيم الذي كانت عليه الامتحانات يوم ان كان يشرف عليها سكرتير امتحانات السودان. وكيف انها كانت مضرب المثل حينها في دقة الاعداد والتنظيم وفي ضرب سياج عال من السرية عليها.

اليوم بعد ان شاركت في منبر صحفي اعدت له رابطة الصحفيين والاعلاميين الوافدين لولاية نهر النيل بمشاركة وزارة الاعلام وقفت على كثير من المعلومات التي غابت عني وادركت كم ظلمت جهدا سابق الزمن لكي يجعل من امتحانات الشهادة السودانية أمرا ممكنا رغم كل المقعدات والحرب وآثارها والنزوح وتداعياته واللجوء وضغوطاته.

الجهد الذي بذل في ظل هكذا ظروف من الظلم بمكان عقد مقارنة بينه وماكان ينجز علي عهد سكرتير امتحانات السودان التي كانت تعقد في ظروف يحفها الأمن والأمان. ثم أنه امكن تدارك كل الاشكالات بشأن

سقوط الأسماء وتأمين أرقام الجلوس لكل راغب في الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية.

إعداد الطلاب الذين تدافعوا للجلوس لامتحانات الشهادة

التي ستنطلق يوم السبت 28 ديسمبر والذين بلغ عددهم لحظة

عقد المنبر الصحفي 343644 من اصل نحو 500 ألف طالب وطالبة كان مقررا جلوسهم قبل اندلاع الحرب بما يعني ان نسبة من سيجلسون للامتحان تبلغ 67% مرشحة للزيادة لتقترب

من 70% . هذا يعني ان ارادة حقيقية توفرت للجلوس للامتحان.

وان من حرموا من الامتحان والبالغ

نسبتهم 30% إنما جاء حرمانهم من

تلقاء من حبسوهم عنها بقوة السلاح

ومن جعلوا من السياسة أداة مكايدة للشعب السوداني. لا يمكن لأي عاقل ان يستوعب منطق من يقف بوجه الامتحانات بدعوى انه سينعم بها البعض ويحرم منها آخرون. والسؤال بداهة من المتسبب في حرمان الطلاب من أداء امتحاناتهم ومن الذي يغامر باضاعة مستقبلهم.

ولاية نهر النيل تحملت هذه المرة عبء الامتحانات والإشراف عليها واستضافتها وتحمل عبء الصرف على كل الطلاب الوافدين إليها واقامت نفيرا يتولى مسؤولية استضافة الطلاب في داخليات

والتكفل باعاشتهم طيلة فترة الامتحانات.

افادات المنبر الذي تشاركه وزير التربية والتعليم الاتحادي المفوض ووزير نهر النيل أكد أنه لا تنازل عن المهنية والحرفية التي تدار بها امتحانات الشهادة السودانية من إعداد ومراقبة وتصحيح وكنترول

واعلان نتيجة وإنه لن يحرم طالب من الجلوس للامتحانات تقديرا لظروف عدم الاستقرار والتنقل من ولاية لأخرى.

من الإنصاف القول ان الامتحانات التي تعددت مراكزها والتي يجلس لها طلاب نازحون بلغوا نحو 120 ألف طالب قدموا من 12 ولاية للجلوس لها . ويجلس لها ألوف الطلاب خارج السودان غالبهم احتضنتهم مصر الشقيقة. وحرمت تشاد من أراد الجلوس للامتحانات

لكن العزاء ان امتحانات الدفعة 2024 ستعقد بعد 3 أشهر ليلحق بها من حرموا منها . ان ما تحقق يعد مفخرة ومعجزة ويؤكد انه لا مستحيل تحت الشمس.

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام