انتهاكات المليشيا في حق المواطن السوداني مابين صمت المجتمع الدولي وماساة الضحايا – أخر العلاج – ✍️ خالد فضل السيد
جرائم تشعقر لها الابدان وتبكي لها الاعين لفظاعتها دون مرعاة لانسانية او قيم دينية تدل علي ان مرتكبها وحشي وليس ادمي تجرد من الاحاسيس والمشاعر والروابط الاسرية التي تحكي او تعبر علي انها انتقام من انسان هذا البلد الذي لا ذنب له سوي انه يعيش في وطن حباه الله بهذه الموارد الطبيعية التي بدلا من ان تكون نعمة صارت نغمة عليه بسبب اهمالها لاسباب خارج من الارادة وبفعل فاعل منذ استقلال البلاد من المستعمر .
المؤامرة الدولية التي انتجت الحرب اليوم والتي يعاني منها كل الشعب السوداني لم تكون وليدة اللحظة والصدفة بل مخطط لها منذ ازمان قديمة فتم ممارسة العمل الاستخباري الدولي وعبر العملاء والتجنيد السري لبعض القيادات تم حبك المخطط بدقة متناهية حتي لا يستفيد السودان من هذه الموارد فتم ايقاظ الفتنة وهي نائمة ولعن الله من ايقظها فكانت نتائجها تاجيج الصراعات والنعرات القبيلية والجهوية مما جعل الجميع يحارب بعضهم فاصبحنا نتقاتل فيما بيننا ونحن كنا اخوة وابناء عمومة فتفرقنا بسياسة فرق تسد وهو ما اوردنا موارد الهلاك الذي مازلنا نعاني منه حتي اليوم وكان سببا في ضياع مواردنا بسبب انشغالنا بالحروب والخلافات المتعمدة واللهث خلف المصالح الشخصية علي حساب المصالح العامة .
فمتي نحس بالوطنية ونتكاتف مع بعضنا لمحاربة هذا المخطط و الخطر الذي يتربص بنا لافتراس هذا البلد حتي وان كان ثمنه ابادة الشعب باكمله طالما انه يرفض الرضوخ والهيمنة ويتمسك بقيمه ووطنيته في سبيل العزة والكرامة دفاعا عن البلد .
ولاننكر ونتوجع من الالم ونتحسر بشدة عندما نري بام اعينينا ان من اوصلنا الي هذه المرحلة من الدمار والهرجلة السياسية هم بعض ابناء جلدتنا الذين غابوا عن الوعي وباعوا زممهم ووطنهم من اجل حفنة دولارات فتسببوا فيما يحدث الان للبلد من دمار وخراب وتشرد قسري للمواطنيين وبواسطتهم تم ضربنا من الداخل وهو ما اوجعنا وضربنا في مقتل .
نحن شعب يعيش بالمبادئي والقيم الجميلة نرحب بكل زائر ياتينا من الخارج ففتحنا الدواوين في المنازل لاستقبال الضيوف وعابري السبيل حتي الاجانب الذين استضفناهم من دول الجوار وغيرها في بلادنا بدون اوراق ثبوتية في حين تتعامل معهم الدول الاخري بالقانون الصارم هاهم اليوم ينكروا لنا هذا الفضل والجميل ويشاركون مع اعداء البلد مع المليشيا المتمردة كمرتزقة لقتل شعب استضافهم وفتح لهم الابواب مشرعة للعيش بكرامة لم يجدوها في اوطاننهم فخانوا العشرة والملح والملاح واستباحوا الوطن الذي اواهم هم واسرهم من التشرد والضياع فكان جزاه مشاركتهم مع المليشيا المتمردة كمرتزقة وساهموا في تدمير البلد وارتكبوا جرائم لم نالفها من قبل كجرائم الاغتصاب والعنف الجنسي والتشهير بها في صورة درامية اقرب الي الافلام السينمائية والتلفزيونية من الواقع فهل هو هذا ذنبنا اننا اويناهم وعاملناهم كابناء بلد ووثقنا فيهم ام اننا نعيش بقيمنا واعرافنا وتقاليدنا السمحة في زمن تخلت فيه البشرية عنها واصبح الجميع يعيش بقانون الغاب وصدقت العبارات التي تقول ( اتقي شر من احسنت اليه ) .
الان بعد ان بدات الحرب تلفظ انفاسها الاخيرة وحتي لا تضيع الحقوق ويتم تقديم المجرمين الذين ارتكبوا جرائم في حق المواطن والوطن تم تكوين لجنة قانونية من كل الاجهزة القانونية والعدلية لرصد انتهاكات مليشيا الدعم السريع وبدات اللجنة بالفعل عملها نامل من المواطنيين وكل متضرر ساعي لاسترداد حقوقه ان يتعامل مع هذه اللجنة القانونية عبر مدها باي ادلة او مستندات تساهم في القبض علي كل من ارتكب جرما في حق الوطن او المواطن حتي نساهم جميعا في القبض علي هؤلاء المجرمين داخليا وخارجيا عبر الاجراءات القانونية الموثقة بالادلة والبراهين .
نعلم ان هنالك جرائم يتكتم عليها المجتمع كجرائم الاغتصاب والعنف الجنسي والحمل غير الشرعي للفتيات من هؤلاء المتمردين لذا وجب علي الاسر واولياء الامور ان يقوموا بدورهم بعدم التستر علي تلك الجرائم التي تعرض لها احد افراد الاسرة حتي لاتضيع الحقوق ويتم تقديم المذنب للعدالة وقد راعت اللجنة المكونة لحصر تلك الجرائم الخصوصية بعدم ذكر الاسماء وعمل محاكمات مغلقة تقديرا لمشاعر الاسر والمغتصبات او اللاتي حملن عنوة تحت تهديد السلاح وقد اكد النائب العام بنفسه صحة تلك الاجراءات في المؤتمر الصحفي باعتباره جزء من لجنه حصر وانتهاكات مليشيا الدعم السريع .
نعلم ان مثل هذه الجرائم لا يتم التبليغ عنها خوفا من العار والوصم الاجتماعي خصوصا التي تتعلق بالاغتصاب والعنف الجنسي لذلك علي وسائل الاعلام بمختلف انواعها باعتبارها مصدرا مؤثرا المساهمة في نشر التوعية وازالة الهواجس والخوف من الاسر التي تعرضت لانتهاكات من تلك المليشيا حتي يتمكنوا من التبليغ وتقديم بلاغات لكي لايفلت الجناة من العقاب وقد اكدت الجهات المختصة في لجان رصد انتهاكات مليشيا الدعم السريع بالتنسيق مع الاجهزة الامنية والعدلية ان هنالك إجراءات لمثل هذه الجرائم تتم في غاية السرية عند البلاغ او المحاكمات مراعاة لمشاعر الاسر وتقديرا لهم بعد افادة اللجنة ان القانون ياخذ بالبينة لذلك لابد من احضار اي شهود ان وجدوا او اي مادة تثبت الواقعة .
واوضحت اللجنة المختصة بهذه القضايا انه خلال المحاكمات لا يتم ذكر الاسماء والمحاكمات ستكون مغلقة ومحصورة في الشهود ولحساسية الامر تم التاكيد علي التكتم علي مثل هذه الجرائم عند المحاكمات فهؤلاء النساء او الفتيات المغتصبات لم يكن بارادتهن فعل ذلك بل تحت تهديد السلاح وهذا ليس عار فقد اصبحن ضحايا غصبا عنهن .
ولمعالجة هذه القضية علي اجهزة الاعلام بالذات التلفزيون تقديم البرامج التي تتعلق بهذه المواضيع لنشر التوعية علي نطاق واسع بالذات للاسر التي تعرض احد افرادها لاي فعل مشين من افراد المليشيا .
ونامل من الكتاب والدراميين المساهمة في نشر التوعية بهذه القضية عبر انتاج الاسكتشيات والمسلسلات والافلام التي تتناول هذه القضية بكل جوانبها حتي تتمكن الاسر من التبليغ عن هذه الجرائم وحتي تتمكن اللجنة عبر الادلة والبراهين المتوفرة من القبض علي هؤلاء الجناة بالسرعة المطلوبة .