مقالات الرأي
أخر الأخبار

انجمينا ونكران الجميل !! – استراتيجيات – ✍️ د. عصام بطران

– من ابتلاءات السودان وأهله نكران الجميل ممن أحسنوا إليهم فلا يجدون منهم إلا جفاء ونداله ، ولعمري هذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران .. ولقد دعتني للخلاف عشيرتي … فعددت قولهم من الإضلال .. إني امرؤٌ فيَّ الوفـــــاء سجيـة … وفعــال كل مهـذب مفضـال.. أما اللئيم فإنه لا يزيده الإحسان والمعروف إلا تمردًا … إذا أنت أكرمت الكريم ملكته … وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا…

– اكثر ما اثار حفيظتي وجعلني استدعي هذه السطور رفض الحكومة التشادية اقامة امتحانات الشهادة السودانية للطلاب اللاجئين على اراضيها، فلن يكفيها دعمها للتمرد الاثم وموالاتها لاسياد المال والدرهم، والشيئ بالشيئ يذكر ان نصف المتعلمين من الشعب التشادي يحملون الشهادة الاكاديمية السودانية ونصف هؤلاء خريجو الجامعات السودانية وعلى راسها (المركز الاسلامي الافريقي) جامعة افريقية العالمية…

– في احدى زياراتي المتكررة الى تشاد ضمن الالية التنفيذية لاتفاقية التوامة بين ولاية الخرطوم والعاصمة التشادية انجمينا تعرفت على انماط المستوى التعليمي هناك فهو مابين ثلاثة ثقافات ، الأولى خريجو المدارس والجامعات السودانية ،والثانية خريجو المدارس والجامعات الفراكفونية اما الثالثة خريجو الخلاوي والمهاجريه (القونية)، إلا أن النمط التعليمي السوداني هو الاعلى كعبا ورغبة في التزاحم لطلب العلم في تشاد والشاهد على ذلك في جلسة تعارف مع عمدة بلدية انجمينا قدم لنا اعضاء حكومة البلدية البالغ عددهم ٢٩ عضوا من بينهم ٢٢ عضو من خريجي مدرسة الصداقة السودانية التشادية التي افتتحت في انجمينا في العام ١٩٧١م وظلت ترفد المجتمع التشادي بالخريجين ثم الحقت مدرسة التوأمة بمدينة ابشه في العام ٢٠٠٢م ..

– كانت ولاية الخرطوم تشرف على تجهيزات المدرسة اذ انتدبت اليها ٢٦ من المعلمين تذهب مرتباتهم شهريا من ميزانية حكومة ولاية الخرطوم ضمن برنامج التوامة بين العاصمتين ..

– لم يتوقف دعم ولاية الخرطوم للعاصمة انجمينا ولك ان تتخيل ان الخرطوم تشرف على مكافحة الباعوض في انجمينا بارسال ٣ طائرات شهريا للرش بالمبيد الرزازي وحين تتاخر الطائرات لاسبوع يتصل عمدة انجمينا بوالي الخرطوم باللهجة التشادية ( ياحاكم ام بعوضة اكلنا) ..

– امتدت اعمال التوامة الى تحملت ولاية الخرطوم خلالها نفقات رصف وانارة اول طريق اسفلت بالعاصمة انجمينا (شارع نميري) وتتبعت انا شخصيا ضمن مهام الالية التنفيذية للتوامة بشهادة للتاريخ (البطاح) الذي يحمل اعمدة الانارة الذي تحرك من سوق ليبيا الى ان دخل العاصمة التشادية بعد اسبوع وشهدنا الاحتفال باول (عمود نور) يزين الطريق…

– شهد السفير عبدالله الشيخ نورالدين على توقيع محضر استلام احتياجات الاحتفال بالعيد الوطني التشادي في ٢٠١٠م، من عربات ولودرات لرصف الطرق، ومحطة اذاعية كاملة، وعدد من البيوت المحمية وحتى مفرقعات الالعاب النارية واضاءات تزيين الطرق التي نقلت بطائرة شحن (يوشن) الى العاصمة انجمينا ..

– يالتفاهة القدر ان تتنكر تشاد على افضال السودان ولحم اكتافهم من خيره ، يالتفاهة القدر ان تتمنع الحكومة التشادية من اقامة امتحانات الشهادة السودانية للطلاب السودانيين الذين اجبرتهم ظروف الحرب للجوء الى تشاد وتسببت في حرمانهم من حقوقهم الانسانية في التعليم وحتى الامس القريب كان الوزراء واعضاء الحكومة التشادية وصفوة المجتمع هناك يتسابقون للظفر بمقعد لتعليم ابنائهم في مدرسة الصداقة السودانية في انجمينا التي تستوعب ٩٠% من التلاميذ (تشاديين) واقل من ٥ % سودانيين حينما كان السودان جنة تشاد على الارض ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام