مقالات الرأي
أخر الأخبار

فاطنة البشير ود البرايو – شـــــــــوكة حــــــــوت – ✍️ ياسر محمد محمود البشر

*لو كانت هناك إمرأة تعبدالله وتتقرب إليه بالتوحيد وتجيد فن جبر الخواطر وإطعام الطعام وحسن الأخلاق لكانت هى الحاجة فاطنة بت البشير ود البرايو و(البرايو) فى العامية السودانيه تعنى الرجل المتفرد لذلك كانت فاطنة هذه أيضا مثل البصمة واحدة فقط قد لا يجود الزمان بمثلها حفظت الله سراً وعلناً فحفظ الله سمعها وبصرها وحفظ لها عافيتها حتى بلغت من العمر ما يناهز ١٠٥ سنة لكن الناظر إليها يخيل إليه أن عمرها لم يتجاوز الأعوام الثمانين بأى حال من الأحوال ذاكرة متوقدة لأحداث كبيرة شهدها السودان وتمسكت بعقيدتها الأنصارية ولا تقبل حتى المزاح معها فى تاريخ المهدية وعندها المهدى خط أحمر عموما هى أنصارية حتى الثمالة لكنها لا تقدس شخص ربها الله ونبيها ورسولها محمد صلى الله عليه وسلم*.

 

*فاطنة بت البشير والبرايو واحدة من عامة الناس قد لا يعرفها معظم قراء (شوكة حوت) لكنها تمثل حالة إنسانية يجب الوقوف عندها هذه المرأة تجيد جبر الخواطر بصورة مذهلة وعندها إطعام الطعام فرض عين إجتماعى لكل من دخل خلوة زوجها العوض وأبو كُمْة وعندما توفى زوجها ظل ديوان ود أبوكُمْة مفتوحات بذات الترحاب والكرم تحت إشراف ورعاية أولاد أبوكُمة ويمكن القول أن حاجة فاطمة بت البشير ود البرايو مثل عود الصندل لا يزيده الإحراق إلا طيبا فبت البرايو زادتها السنوات معرفة ودراية وأنفة وعزة فوق عزها فتوجت نفسها ملكة على كل من عرفها أو تعامل معها فهى أفضل من تجييد تطبيب القلوب التى ران عليها غبار الزمن جراء نوائبه والمصائب التى لا تعرف زمان ولا تعرف مكان ومن أراد أن يعرف معنى الأنانية فى إكرام الضيوف والإعتدال فى كل شئ فليدخل الى دار فاطمة بت البرايو*.

 

*عاشت بت البرايو حياتها العامرة بالطمأنينة والإطمئنان بقرية عبل الواقعة بمحلية أبوحجار ولاية سنار حتى أشرق عليهم صباح الثلاثين من يونيو ٢٠٢٤ يوم سقوط محلية أبوحجار فى يد مليشيا الدعم السريع وتم تشريدها ضمن مواطنى قرية عبل بعد نُهبت أموالهم وسُلبت ممتلكاتهم وأصبحوا هائمين على وجوههم بالمشاريع الزراعية طوال أربعة أشهر من عمر الزمان قضوا موسم الخريف بأكمله تحت الأشجار بغابة عبدالرضى تحتمل لسعات الباعوض ليلا وحرارة شمس الخريف نهارا لم يشفع لها ضعفها أو عمرها فهى واحدة من عشرات الآلاف من الحالات الإنسانية التى تجد حظها من التوثيق أو الحصر عادت الى بيتها قبل أقل من ثلاثة أسابيع وبالأمس ودعت صهوة جواد الحياة الدنيا فى صمت وغابت عن مسرح الحياة الدنيا كما تغيب الشمس بين السحب فى رابعة النهار وبرحيلها تكون الحياة قد فقدت زولة جملية خلق وخلقة وأخلاق وطبع وطبائع*.

 

*قدمت فاطنة بت البرايو للسودان إبنها إبراهيم العوض ود أبو كُمْة أخصائى المخ والأعصاب وقدمت لمجتمعها المحلى بنتها (العمدة) مريم نعم العمدة مريم لها من العقل وقوة الشخصية ما يؤهلها أن تنال لقب العمدة مريم وبما أن المعاصرة حجاب فعندما تشرق شمس هذا اليوم ٢٥ /١٢ / ٢٠٢٤ سيجد اهلها وأبنائها بيتها فارغا فيعلمون أنهم كانوا تحت كنف كنز من كنوز الإنسانية ستفتقدك عبل يا بت البرايو وسيتفقدك أبنائك وأحفادك سيتفقدونك محمد وبكرى ويسرا وحاجة منى سيظل مكانك فارغا وشاغرا سيفتقدك زوارك وسأفتقدك أنا معهم يعتصرنا الحزن على فراقك لكن لا نقول إلا ما يرضى الله فإن فقدك جد لمؤلم وموجع لكنها سنة الحياة تحت مظلة الآية الكريمة (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى)*.

 

نــــــــــــص شـــــــــوكة

 

*رحلت فاطنة بت البرايو الى جوار من لا يظلم عنده أحد رحلت بت البرايو وتركت إثر ضخم من المكارم والمكرمات وحسن الأخلاق وأقاصيص وحكايا ودروس فى مدرسة الإنسانية*.

 

ربــــــــــــع شــــــــوكــة

 

*اللهم يا الله نسألك أن تغفر وترحم أمتك فاطمة بت البرايو وتدخلها فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وتحشرها مع عائشة وأسيا بت مزاحم وتجعل الجنة مسكنها فإنا نشهد لها بالوحدانية تشهد أنك لا إله غيرك وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك اللهم أغفر لها ما بين ذلك وأنت قادر على ذلك*.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام