وزارة الثقافة والاعلام في ثوبها الجديد تثير الاعجاب – اخر العلاج – ✍️ خالد فضل السيد
الناظر للمشهد الاعلامي بالبلاد في بدايات الحرب يلاحظ ان الاعلام كان هو اضعف الحلقات باعتراف الخبراء العسكريين والاعلاميين الامر الذي جعل اعلام التمرد يتسيد المشهد ويقوم عبر الاسافير ومنصات التواصل الاجتماعي بنشر اخباره المضللة والمفبركة مما اربك المشهد فتاهت المعلومات والاخبار المؤكدة والموثوقة وسط هذا الزخم من الاخبار في الاسافير وحتي الاعلاميين والصحفيين انفسهم الذين ينتظرهم القراء للمعلومات المؤكدة نجدهم في سبيل اداء الواجب يلهثون لايجادها من عدة مصادر لتاكيدها في ظل الاشتباكات العسكرية و الرصاص المتطائر فوق الرؤوس مما ادي الي اسر واغتيال عدد منهم بواسطة مليشيا الدعم السريع التي اصبحت تترصدهم .
في تلك الفترة ساهمت الضبابية والتعتيم الاعلامي في انتشار الشائعات بسبب التاخير في بث المعلومة المؤكدة مما جعل اعلام التمرد يفبرك الاخبار والفيدويهات المدبلحة ويبثها عبر الاسافير والقنوات الفضائية التي تتعاون معهم مما يجبر الاعلام الرسمي للظهور ولكن لنفي الخبر القادم من الخارج .
غياب الاعلام الرسمي في بداية الحرب كان هذا هو الخطا الفادح الذي ارتكبته الحكومة وقد دفعت ثمنه باهظا وتضرر منه الوطن و المواطن كثيرا بسبب انتشار الاخبار الكاذبة والمضللة التي تسببت في زعزعة المواطنيين وتخويفهم فكان لها الاثر الكبير في النفوس وانتشار الشائعات في الساحة .
ولكن مما يحمد له في تلك الاوضاع المتازمة اعلاميا في السابق قام الاعلاميين الوافدين من ولاية الخرطوم الي الولايات المختلفة
بالرغم مما يعانوه من شظف العيش و نزوح وظروف قاسية ومشاكل في السكن بتلبية نداء الوطن باعتبار ان الحصة وطن فقاموا بتكوين روابط تجمعهم وتوحد كلمتهم في بوتقة واحدة من اجل الدفاع عن الوطن كرابطة الصحفيين السودانيين بالبحر الاحمر ورابطة اعلامي الخرطوم بنهر النيل وغيرها من الروابط الاعلامية الاخري بولايات السودان المختلفة فتصدو بقوة لهذه الهجمات الاعلامية الشرسة من المليشيا وقد نجحوا في ذلك بشهادة المسؤولين والدستوريين بالدولة .
قام الاعلام الوافد بدافع الوطنية وحب الوطن
بتغطية هذه الفجوة الاعلامية بدعم القوات المسلحة والمساندة لها اعلاميا والوقوف معها في خندق واحد في معركة الكرامة ضد هذا الغذو البربري فشاركوا داخليا في التعبئة والاستنفارات التي انتظمت البلاد باستخدام كل الوسائط الاعلامية والمنابر الاعلامية المتاحة وخارجيا وعبر القنوات الفضائية العالمية تصده الاعلاميين هنالك لعملاء المليشيا الذين يروجون للاكاذيب المضللة التي تهدف لتاليب الراي العام العالمي ضد البلاد فقارعوهم الحجة بالحجة واظهرو للعالم خداعهم وتزيفهم للحقائق علي ارض الواقع وهو مايؤكد ان سلاح الاعلام اخطر من البندقية في الميدان لتاثيره علي الراي العام الداخلي والخارجي وقد نجحت جهودالاعلاميين بالداخل والخارج في افشال الخطط الاعلامية الموجه من مليشيا الدعم السريع ضد السودان التي حشد لها الداعمين عددا كبيرا من الخبراء والتقنيين والاجهزة المتطورة بمليارات الدولارات لمساندة قوات المليشيا ومرتزقتها علي الارض .
وبذلك استحق الاعلام الوافد الداخلي والخارجي بمختلف تخصصاته من صحافة واذاعة وتلفزيون ومواقع الكترونية وناشطيين وطنيين وسام الجدارة في العمل الوطني فقد ساهموا في تحريك الراي العام الداخلي والخارجي ضد مليشيا الدعم السريع بفضح افعالها الارهابية وكانت لهم بصمات واضحة في معركة الكرامة..
في ظل هذا الوضع المعقد والدعم الدولي الذي تجده مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها استخباراتيا وعسكريا واعلاميا انتبهت الحكومة لخطورة الاعلام فاتجهت للاهتمام بوزارة الثقافة والاعلام باعتبار ان الاعلام لايقل شانا من البندقية في الميدان فتم اصدار القرار الرئاسي بتعيين الاستاذ خالد الاعيسر من قبيلة الاعلاميين انفسهم لادارة دفة العمل الاعلامي في هذه المرحلة الخطيرة من عمر الحرب .
درج الاعيسر منذ توليه مهام ادارة الوزارة بالتحرك فورا لمعالجة الخلل الذي صاحب الجانب الاعلامي وازالة المعوقات والعقبات التي تواجهه وتحد من مقدراته والنهوض به الي بر الامان وقد شهدت الوزارة في عهده تحولا واضحا في الرسالة الاعلامية بتوحيد الخطاب الاعلامي الامر الذي ساهم في دحض الاشاعات وفضح الاعمال الارهابية لمليشيا الدعم السريع ومرتزقتها وقد ضربت الوزارة بذلك اروع الامثلة في العمل الاعلامي في ظل هذه الحرب بعد فتح ابوبها علي مصرعيها للاعلاميين والمستفسرين لتمليك المعلومات لمن يريد حسب كلام السيد الوزير الاعيسر في المنبر الدوري ( علي الاعلام والمواطن ان يسال وعلي المسؤول ان يجيب) .
اهتمت الحكومة بوزارة الثقافة والاعلام بصفتها الناطق الرسمي باسمها وان تاتي متاخرا خيرا من ان لا تاتي فكانت وزارة الثقافة والاعلام عند الموعد فاصبحت هي راس الرمح والدينمو المحرك الذي يتم الاعتماد عليها في هذه المرحلة والمرحلة القادمة مرحلة مابعد الحرب .
ولم تخذل وزارة الثقافة والاعلام التوقعات في عهدها الجديد وقد بدات بالفعل تتلمس الخطي للانطلاق بخطط مدروسة وممنهجه لتطوير العمل الاعلامي بالبلاد .
في ظل هذا الوضع الذي تتوالي فيه انتصارات القوات المسلحة في كل المحاور كانت وزارة الثقافة والاعلام حاضرة وبقوة في الساحة والتي لاتقل ضراوة من الحرب في الميدان فالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة بمساندة جهاز الامن والمخابرات العامة وقوات الشرطة بمختلف اداراتها والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمستنفرين عكست مدي انزعاج الدول الداعمة للتمرد وقيادات المليشيا ومرتزقتها من هذا التقدم العسكري الذي انعكس بدوره في ساحات القتال وادي الي هزيمة المليشيا وتقهقرها الامر الذي جعل اعلام التمرد يعود الي ممارسة تضليله عبر الاخبار الكاذبة والمفبركة للتقليل من انتصار الجيش وتبخيسها لكن الوزارة كانت لهم بالمرصاد فنجحت في تفنيد الاكاذيب والاخبار المفبركة والفيديوهات المدبلجة التي يطلقها اعلامهم الضلالي عبر الاسافير ومنصات التواصل الاجتماعي
فتلاشت اكاذيبهم وتمت محاصرتهم تماما وغابوا عن المشهد ولم نعد نسمع لهم صوتا ولا حسا بعد تاهت فقاقيعهم في الهواء .
ومما يفرح حقا شهدت وزارة الثقافة والاعلام في هذه المرحلة تحولا واضح في مسيرة العمل الاعلامي بالبلاد وترقيته حيث تمخض عنه المنبر الاسبوعي الذي تقيمه الوزارة عبر وكالة السودان للانباء ( سونا) والذي تتم فيه استضافة احدي المؤسسات الاستراتيجية
والتي يتم نقل جلساتها مباشرة عبر التلفاز والمواقع الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي وهذا العمل جعل المواطن يعود مرة اخري للشاشة البلورية ونشرات الاخبار لمتابعة اخبار الحكومة وبالذات اخبار المعارك العسكرية لحظة بلحظة لارتباطها بعودهم الي الديار .
هذا التحول الذي قامت به وزارة الثقافة والاعلام احدث تحولا في المشهد الاعلامي بالدولة وقد اصبح منبرها الاسبوعي منبرا هاما لتمليك المعلومات للراي العام الداخلي والخارجي وقفل الباب تماما امام الارهاصات والتخمينات والتحليلات الاخبارية التي كان يقوم بها اعوان المليشيا في القنوات الفضائية الداعمة للتمرد والتي اضرت بالدولة كثيرا في الفترة السابقة .
هذا العمل الاعلامي الضخم الذي تقوم به وزارة الثقافة والاعلام بتمليكها الحقائق للراي العام الداخلي والخارجي عبر موظفيها وربانها الاستاذ خالد الاعيسر اكد انه تم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وحقيقة هذا العمل والانجاز الكبير الذي تقوم به الوزارة يستحق الاشادة للجهود الكبيرة التي بذلت حتي ظهرت الوزارة بثوبها القشيف الذي يعتبر فخر للدولة باعتبارها الناطق الرسمي باسمها .
نشيد بهذا الانجاز والابداع لوزارة الثقافة والاعلام والذي كانت حصيلته هذه المنابر الاعلامية الاسبوعية التي تستضيف فيه كل فترة احدي مؤسسات الدولة لتمليك الحقائق للراي العام الداخلي والخارجي وكذلك التحية موصولة للعاملين بهذه الوزارة الذين يعملون في تناغم وانسجام حتي ظهرت الوزارة بهذه الاطلالة البهية في هذه الظروف التي تمر بها البلاد .
هذا الانجاز الذي تحقق ليس فخرا لوزارة الثقافة والاعلام وحدها بل هو قلادة شرف ومصدر فخر واعزاز لكل الاعلاميين بمختلف تخصصاتهم لانها تمثل بيتهم الثاني والرئة التي يتنفسون بها وعبرها يصل صوتهم لاصحاب القرار وللراي العام باعتبارهم السلطة الرابعة .
الانجازات والاشادات التي وجدتها وزارة الثقافة والاعلام وضعت السيد الوزير والعاملون في الحقل الاعلامي بمختلف تخصصاتهم في تحدي حقيقي ينبقي المحافظة عليه في ظل التحديات التي تواجه الدولة والاعلام فاي انتكاسة لاقدر الله ستكون عواقبها وخيمه بعد ان وضعت قيادات الدولة العليا الكره في ملعب الاعلاميين بتعين وزير من قبيلة الاعلاميين كما كانوا ينادون ويناشدون دوما عبر كتاباتهم والكرة الان في ملعب الاعلاميين لاثبات الذات . ولتحقيق تلك الاهداف والمقاصد لابد للاعلاميين بمختلف تخصصاتهم من التكاتف والتعاضد والوقوف صفا واحدا وترك الخلافات وليكن الشعار هو ( اختلاف الراي لايفسد للود قضية) وليضع الجميع في حسبانهم ان الحصة الان وطن وينبقي استخدام المهارات و الخبرات لتحريك دولاب العمل الاعلامي بالدولة بعد ان وضعت الحكومة ثقتها في الاعلاميين
الذين ظهرت بصماتهم واضحة للعيان .
نامل من قيادات الدولة العليا اعطاء وزير الثقافة والاعلام الصلاحات كاملة فيما يتعلق بالعمل الاعلامي فهذا هو مجاله املين عدم تكبيله بالقرارت والتدخل في طريقة ادارته وادائه ويتم تقيده وبذلك تضيع المجهودات التي بذلها من اجل تطوير الاعلام والذي بدات بوادره تظهر للعيان بعد توحيد الخطاب الاعلامي عبر الوزارة التي اصبحت مكانا لتمليك الراي العام الداخلي والخارجي للمعلومات والاخبار وبذلك اعادت للدولة هيبتها وسيادتها . ونؤكد انه لم تتحقق تلك الاهداف مالم يتم ابعاد العملاء والماجورين الذين خانوا شرف المهنه ومازلوا يعملون داخل المؤسسات الاعلامية الحكومية مثبطين من الهمم وخافضين للروح المعنوية بتحجيم دور الاعلاميين . وعلينا ان لاننكر ان هنالك من يتربص باعلام الدولة والاعلاميين من الداخل والخارج ويقف عائقا في سبيل اداء واجبهم مما ترتب عليه هزيمة اعلام الدولة بالداخل ونستشهد بكلام الفريق ياسر العطا عضو مجلس السيادة الذي صرح عبر وسائل الاعلام ان هنالك اجهزة متطورة تم استجلابها من الخارج بملايين الدولارات مازالت قابعة في المخازن ولن يتحرك احد نحوها بعد تعرضها للامطار والاتربة وهو مايؤكد حقيقة الاستهداف والتامر الذي يواجهه اعلام الدولة من الداخل والذي يتطلب علاجه استخدام المشرط الجراحي لازالة الوجع والسرطان الذي اصاب جسم الاعلام واعياه .
ونعلم تماما ان ما يحدث لتكبيل الاعلام بالداخل واسكات صوته هو مخطط استخباراتي ممنهج ومدعوم من الخارج يتم تنفيذه عبر العملاء بالداخل لتحجيم اعلام الدولة الرسمي علي حساب اعلام التمرد وهذا بالتاكيد لا يفوت علي فطنة الاستخبارات العسكرية وجهاز الامن والمخابرات العامة والجهات الامنية الاخري .
حقيقة نحن ليس في موضع ومقام يجعلنا نقيم الوزارة وعلي راسها اعلامي ضليع ومخضرم كالاستاذ خالد الاعيسر والذي نعتبره قدوة لنا في العمل الاعلامي والذي بمجهوده تمخض ميلاد جديد لهذه الوزارة التي اصبح يشار اليها بالبنان في عهده ونعلم ان شهادتنا فيه مجروحة كاعلاميين لكن كان لزاما علينا ان نفرد مساحة لهذه الوزارة ونشيد بمجهوداتها وانجازاتها من باب الواجب الذي تمليه علينا ضمائرنا وشرف المهنة واعطاء كل ذي حق حقه.