مقالات الرأي
أخر الأخبار

الدكتور ود أبوك ودغدغة مشاعر الإعيسر ✍️ محمد قور حامد

إن الإعلام هو ماعون يحوي النسق السياسي لما يتمتع به من ديناميكية تفعيل الحراك المجتمعي والأخذ بالجماهير نحو بناء الرأي العام والذي هو رأس مال عمليات البناء السياسي، هذا البناء الذي يتسع ليشمل القواعد الشعبية المشاركة والصانعة للقرار السياسي وهو لاينفك كثيرآ حال كونه وبإعتباره (مشيمة”) خصبة”للتنمية السياسية بناءآ وتطورآ. هكذا يعتبر الاعلام التنموي وبما يؤسس له من بناء سياسي، معيارآ ل(شرعية السلطات السياسية).. فهي علاقات جدلية بين الإعلام وبناء التنمية السياسية. لذلك أجدني استبعد ان تتم تنمية سياسية بمعزل عن الإعلام وهو محل نقل المعلومات و(الأفكار والقناعات).. ولعل كل ذلك يمثل هرمآ وبناءآ شامخآ لمعرفة الحقوق والواجبات لرفاهية المواطن لدول تتسم حكوماتها بالشفافية وتكرس خطابها السياسي لسوق إنسانها نحو الإتجاهات السياسية وفق مرتكزات الديمقراطية التعددية التي تعزز من الإنتماء الوطني. ولايمكن لنقل هكذا ديمقراطيات أن تنمو إلا في ظل السلام ونبذ العنف وعدم تبني سياسات الإقصاء السياسي أو علي أساس القبيلة بين بني الوطن الواحد وعدم نشر فايروس خطاب الكراهية..

 

هذه الخارطة التي تمثل ماكيتآ قشيبآ ..ككاتب صحافي متخصص في دور الإعلام في البناء السياسي..رأيت الوزير الشاب خالد الإعيسر .يمشي بارده منذ إلقائه أول خطاب له حين توليه مهام وزارة الإعلام ونيله ثقة السيد الفريق البرهان..

الإعيسر الوزير تحدث مثيرآ عن طي ملف وسجل خطاب الكراهية..غير أن هذه الجملة الفضفاضة تحتاج إلي آلية من الفهم والوعي لإبطال مكنيزمات مثل هكذا وضعية قد تنخر في جسد الوطن..

وبينما يبحث السيد الوزير عمن يسند هذا الخطاب بالإدراك والوعي المعرفي ، حتي غيض له شيطان الحرب الدكتور محمد عبدالله ودابوك المنشق عن إستشارية حميدتي..

 

كانت تلك المفاهيم التي ذكرت بضرورة توفرها لكي ملف الكراهية هي التي تعتمل في ذهن الوزير الإعيسر والتي أعلن عنها في أول خطاب له بعيد لقائه البرهان وتسليمه مهام الوزارة..

ولكن لم يلبث الإعيسر كثيرآ حتي وقع في فخ الدكتور محمد عبدالله ود أبوك المسيري الاحمر العجائري الفيراني العواني..من مدينة الميرم بغرب كردفان.. الدكتور السياسي ود أبوك خطيب مفوه ورجل كليم ويمتاز بجرأه الطرح لقضايا لم يحالفه التوفيق في كثير من عواقبها منذ أن كان عضوآ برلمانيآ عن الأسود الحرة في برلمان البشير ومن ثم وزيرآ بالشمالية..

إن تتحد مجموعة المنشقين من صفوف الدعم السريع الي القوات المسلحة من أجل بناء وطن موحد بإبنائه وتعزيزآ لممسكات وحدته..هذا هو الوضع الطبيعي والتاريخي الذي يمكن أن يذهب في إتجاهه كثيرون..

ولكن أن يتحدث ود أبوك عن خطاب الكراهية واكأنما موضوعآ من شاكلة تلك التي تناقش في أركان النقاش بالجامعات دون النظر في تعزيز مكنيزمات مثل هكذا خطاب ذهب بسببه كثيرون أبرياء وراء القضبان ؟ فذاك يدل على أن ود أبوك مازال يفكر بمكنيزمات تقليدية تجاوزها الناس.

حتي نطوي سجل خطاب الكراهية عكس ما يتصور ود أبوك بأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد ندوة ومؤتمر صحفي كفيل بطي هذا السجل! نكن ساذجين في ذات الوقت الذي يكون نجح فيه ودابوك في دغدغة مشاعر الوزير الشاب وهو يحمل رؤي ثاقبه ويطرح ملفات تحتاج إلي خبراء وليس منسلخين بسببهم تأسس ذات الخطاب الذي يعملون علي وقف آلته الحاصده.

لايمكن طي خطاب الكراهية إلا إذا كنا قد نجحنا في إبطال القواعد القانونية التي تسند هذا الخطاب وبإيقاعها للعقوبات تكون عززت من تكريس ومنهجة خطاب الكراهية..

مطلوب من الوزير الشاب الإعيسر لقاءات مع حقوقيين وقانونيين بالإحتراف الأكاديمي العلمي وليس السياسي.. لتعريف متي وفي اي الأحوال يمكن أن نتهم مجرد مواطنآ منتم„ لمنطقة ما أنه ضد وحدة البلاد وأنه يعمل علي نشر الكراهية والبغض بين أبناء الوطن الواحد .

حتي نستطيع طي ملف الكراهية لابد لنا من مناقشة القوانين التي تضع إتهامات تحت مسمي الوجوه الغريبة.

لابد للإعيسر أن يحمي عرش امبراطوريته الإعلامية بمناقشة مكنيزمات وفي اي مستوي تتجلي وتتضح خطورة هكذا خطاب …أن التسميات علي وسائل التواصل الإجتماعي والمعالجات التاريخية ونيل البعض من البعض بحجج إمتلاك شهادة بحث السودان لمجموعة دون اخري..وان ماترشح به وسائل الإعلام من ممارسة لأفكار تعتمد سياسات الإقصاء السياسي والإجتماعي والنظرية الدونية..كل ذلك لايمثل خطورة علي وحدة الوطن..ولكن تكمن الخطورة حينما يفشل الإعيسر الوزير من مناقشة خطاب الكراهية داخل الدوائر العدلية والقانونية محل تصدير القواعد القانونية التي تنظم العلاقة بين الفرد والدولية ..يفشل الإعبسر حينما لايضع مسودة يطالب فيها السيد البرهان بإبطال عمل المحاكم المتعلقة بالنظر في تلك الإتهامات التي حدت من تواصل أبناء الوطن ..حيث يخاف الكثيرون اللجوء من مناطقهم نحو الشمال أو الشرق حيث يستشري بين المواطنين طاعون هذا الخطاب الطار د.

لابد للإعيسر حتي لايقع في براثن الخطب الفضفاضة لاي منسلخ يؤسس لمنطق اعوج، لابد له من أن يخطو خطوات علمية مدروسة حتي لايفقد اسطر هذا الخطاب الذي ربما تناثرت أوراقه في جيوب سماسرة الحرب ومزكي اوارها ومصاصي دماء الشعب السوداني الموحد الذي يسعي الي سلام دائم وتعزيزآ لممسكات الوحدة الوطنية عكس ما يتصور المنسلخون.

خطاب الكراهية سيظل عصابة بضم العين.. في أعين أبناء السودان فيما إذا لم يجد نقاشآ قانونيآ تتبناه مؤسسة الرئاسة وتديره مع المؤسسات العدلية والقانونية..

عاش السودان واحدآ موحدآ جامعآ لكل ابنائه رغم الحرب التي ستنتهي يومآ علي نحو يخلق من تجربة الحرب سودانآ وأمة” عظيمة..

فقط أبعدوا المنسلخين من ملف خطاب الكراهية ومايفندون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام