مقالات الرأي
أخر الأخبار

اندثار الطبقة الوسطى وأثره على المجتمع ✍️ هشام محمود سليمان 

لطالما كانت الطبقة الوسطى العمود الفقري للمجتمعات فهي تمثل ( رمانة الميزان ) التي تحفظ توازن العلاقات الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع هذه الطبقة لم تكن مجرد مستوى اقتصادي بل كانت الحاضنة الأساسية للقيم والثقافة والمعرفة حيث ضمت المثقفين والمديرين التنفيذيين وأصحاب المهن المؤثرة وجودها كان ضمانا لاستقرار المجتمعات إذ كانت الرابط الذي يصل بين الفقراء والأغنياء ويؤمن سلاسة التنقل بين الشرائح الاجتماعية

أهمية الطبقة الوسطى:-

—————

الطبقة الوسطى كانت بمثابة المحطة التي يمر بها الأفراد عند تغير أوضاعهم الاقتصادية من ارتفع من الفقراء وجد نفسه جزءا من هذه الطبقة ومن تعرض لتراجع اقتصادي من الأغنياء نزل إليها أيضا هذا الدور الوسطي أتاح لها أن تكون بمثابة جسر يربط الأطراف المختلفة في المجتمع ويمنع التصدعات التي قد تنشأ بين الطبقات المتباينة

علاوةً على ذلك شكلت الطبقة الوسطى مركزا للنهضة الثقافية والفكرية فهي كانت تضم الأكاديميين وأصحاب المهن والموظفين في المناصب الكبرى هؤلاء الأشخاص كانوا قادرين على قيادة المجتمع نحو التقدم بفضل استقرارهم الاقتصادي والفرص التعليمية التي أتيحت لهم.

مظاهر اندثار الطبقة الوسطى:-

——————

في العقود الأخيرة تعرضت الطبقة الوسطى لضغوط كبيرة نتيجة التغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية من بين هذه الضغوط:-

1. التفاوت الاقتصادي المتزايد أدى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء إلى تقلص هذه الطبقة فالسياسات الاقتصادية أحيانا تركز على تعزيز مصالح الطبقة العليا بينما تترك الطبقة الوسطى تعاني من الركود أو الانحدار

2. ارتفاع تكاليف المعيشة مع تزايد تكاليف التعليم والرعاية الصحية والإسكان أصبحت الطبقة الوسطى غير قادرة على الحفاظ على مستويات معيشتها السابقة

3. التغيرات في سوق العمل أدى الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي إلى فقدان العديد من الوظائف التقليدية التي كانت تدعم استقرار هذه الطبقة

أثر اندثار الطبقة الوسطى:-

—————-

اندثار الطبقة الوسطى يترك تأثيرا خطيرا على استقرار المجتمعات فغيابها يعني تزايد الاستقطاب بين الأغنياء والفقراء مما يؤدي إلى زعزعة التوازن الاجتماعي وانتشار مظاهر التوتر والاحتقان

اقتصاديا:-

يتراجع الطلب على السلع والخدمات إذ أن الطبقة الوسطى كانت هي المستهلك الأساسي

اجتماعيا:-

يزداد الإحساس بعدم المساواة ما يعزز من فرص انتشار الجريمة والاضطرابات

ثقافيا:-

تفقد المجتمعات مصدرا أساسيا للإبداع والابتكار لأن هذه الطبقة كانت الأكثر ارتباطا بالتعليم والثقافة

ضرورة استعادة الطبقة الوسطى:-

——–

لحماية استقرار المجتمع يجب العمل على تعزيز الطبقة الوسطى من خلال:-

أ . سياسات اقتصادية عادلة تقليص الفجوة بين الطبقات من خلال فرض ضرائب تصاعدية وتوفير برامج دعم للفئات المتوسطة

ب . تحسين فرص التعليم إتاحة تعليم عالي الجودة للجميع لضمان تطور هذه الطبقة

ج . خلق فرص عمل مستقرة

ضمان توفير وظائف مستدامة تلائم احتياجات الطبقة الوسطى.

ختاما :-

اندثار الطبقة الوسطى ليس مجرد قضية اقتصادية بل هو تحد يهدد استقرار المجتمعات بأكملها الحفاظ على هذه الطبقة وتنميتها ضرورة لتحقيق التوازن والعدالة وضمان استمرار تطور المجتمع نحو مستقبل أكثر إشراقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام