في ساحة الفكر الإنساني تظهر الفروقات الكبيرة بين الأفراد بناء على اهتماماتهم وطريقة تفاعلهم مع ما يدور حولهم تختلف العقول وفقا لأولوياتها ونطاق تفكيرها إذ يمكن تصنيفها إلى ثلاثة مستويات أساسية:-
العقول الصغيرة التي تغرق في التفاصيل العقول المتوسطة التي تنشغل بالأشخاص والعقول الكبيرة التي ترتقي إلى مناقشة الأفكار العميقة
هذا التصنيف يظهر الفرق الجوهري بين القادة العظام والقادة الصغار
العقول الصغيرة:
———-
أسرى التفاصيل
العقول الصغيرة تنشغل بتفاصيل الأحداث والجوانب السطحية منها تهتم بالأسئلة الصغيرة ماذا حدث؟ كيف حدث؟ من فعل هذا؟ بدلا من التركيز على الأسباب أو النتائج هذه العقول تغرق في الجزئيات دون أن تضع الأمور في سياقها الأكبر مما يجعلها غير قادرة على رؤية الصورة الكاملة
مظاهر الانشغال بالتفاصيل:-
————
تحليل مفرط للأمور اليومية التي لا تؤثر على الجوهر
الاهتمام المفرط بالشكليات والأشياء التافهة
غياب الرؤية المستقبلية أو الاستراتيجيات بعيدة المدى
أثر هذا التفكير:-
———-
التركيز المفرط على التفاصيل يجعل هذه العقول محدودة الأفق وغير قادرة على التفكير النقدي أو الإبداعي تهدر الطاقة في أشياء عابرة لا تترك أثرا
العقول المتوسطة:-
———-
في دائرة الأشخاص
أما العقول المتوسطة فتوجه اهتماماتها نحو الأشخاص سواء أكان ذلك بالمقارنة أو التنافس أو التركيز على العيوب والمزايا الشخصية تصبح النقاشات منصات لجدالات حول من هو الأفضل ومن يستحق الإشادة أو النقد متجاهلة القضايا الجوهرية أو الحلول الحقيقية
ملامح الانشغال بالأشخاص:-
تقييم الأمور بناء على الشخصيات لا الأفكار
الانغماس في الجدل الشخصي وتصفية الحسابات
السعي لإثبات الذات على حساب الآخرين
عواقب هذا التفكير:-
————
هذا النمط من التفكير يخلق بيئة تنافسية غير صحية ويعطل العمل الجماعي إذ تصبح الأولوية للفرد لا للمجموعة أو الهدف المشترك
العقول الكبيرة:-
——-
ميادين الأفكار
العقول الكبيرة هي التي ترتقي فوق التفاصيل والأشخاص لتغوص في أعماق الأفكار هذه العقول تدرك أن التغيير يبدأ من الأفكار الكبرى لا من الأشخاص أو التفاصيل الصغيرة يتمحور تفكيرها حول القضايا الأساسية والحلول الجذرية التي تصنع الفرق
خصائص التفكير المرتبط بالأفكار:-
———-
شامل واستراتيجي
التركيزتحليل المشكلات من منظور شامل واستراتيجي
التركيز على الأسباب والنتائج بدلا من الأعراض
استلهام الرؤى المستقبلية وتحفيز الآخرين على تحقيقها
أثر العقول الكبيرة:-
العقول التي تناقش الأفكار هي التي تبني حضارات تطور المجتمعات وتحدث التغيير الحقيقي تساهم هذه العقول في صياغة الحلول المبتكرة وتحقيق إنجازات مستدامة
القادة العظام والقادة الصغار المفارقة الجوهرية:-
القادة العظام هم تجسيد للعقول الكبيرة يتميزون بقدرتهم على التفكير الاستراتيجي وتوجيه طاقاتهم نحو صياغة الأفكار والرؤى التي تلهم الأفراد يركز هؤلاء القادة على بناء مؤسسات مستدامة وصنع إرث يمتد عبر الأجيال
في المقابل القادة الصغار يعكسون العقول الصغيرة أو المتوسطة ينشغلون بالتفاصيل اليومية والصراعات الشخصية مما يجعلهم غير قادرين على إحداث تغيير دائم قصر نظرهم يحد من قدرتهم على مواجهة التحديات الكبرى أو تحقيق إنجازات ذات معنى
كيف نرتقي بنقاشاتنا؟:-
من أجل الوصول إلى مستوى العقول الكبيرة يجب أن نتعلم التركيز على الأفكار بدلا من الانشغال بالتفاصيل أو الأشخاص
اصيغ هنا بعض الخطوات المهمة:-
أولا . تعزيز التفكير النقدي
طرح الأسئلة الكبرى وتحليل القضايا من جذورها
ثانيا . التركيز على الأهداف الاهتمام بما يساهم في تحقيق رؤية أكبر
ثالثا . الابتعاد عن الجدل الشخصي تحويل النقاشات إلى حوارات بناءة تهدف إلى التقدم
رابعا . الانفتاح على الأفكار الجديدة الاستماع للرؤى المختلفة وتقييمها بموضوعية
اجعل دائما همك ان تكون من ذوي العقول الكبيره
لانها هي التي تترك بصمتها في الحياة بينما تضيع العقول الصغيرة والمتوسطة في الدوائر المغلقة بين القادة العظام والقادة الصغار يظهر الفارق في الطريقة التي يديرون بها نقاشاتهم وقراراتهم الأفكار هي وقود التغيير والعقول التي تناقشها هي التي تستحق أن تقود فلنجعل النقاشات منصة للأفكار ولنتجنب الغرق في دوامة التفاصيل أو الصراعات الشخصية