مقالات الرأي
أخر الأخبار

الهوية الثقافية بين استعادة الكرامة ورهانات الطمس بين فرانز فانون وعبد الله حمدوك ✍️ هشام محمود سليمان

المقدمة:-

الهوية الثقافية ليست مجرد انعكاس لتقاليد الشعوب وعاداتها بل هي العمود الفقري لكرامة الأمة واستقلالها في سياق التحولات السياسية والاجتماعية يبرز دور القادة في الحفاظ على هذه الهوية أو تهميشها ومن بين الشخصيات التي ارتبط اسمها بقضايا الهوية الثقافية المفكر الثوري فرانز فانون الذي جعل من استعادة الهوية شرطا للتحرر الوطني مقابل سياسات عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني السابق التي وصفت بأنها أضعفت الهوية الوطنية وفتحت الباب أمام الهيمنة الخارجيه

فرانز فانون:

النضال من أجل الاستقلال والهوية الثقافية:-

—————–

فرانز فانون أحد أبرز مفكري القرن العشرين ناضل بلا هوادة ضد الاستعمار مؤكدا أن الاستعمار لا يقتصر على السيطرة السياسية والاقتصادية بل يمتد ليشمل طمس الهوية الثقافية والنفسية للشعوب

رؤيته للتحرر:-

فانون رأى أن استعادة الهوية الثقافية هي السبيل الوحيد لتحرير الشعوب من قيود الاستعمار إذ أن الاستعمار يزرع الدونية الثقافية والنفسية في نفوس الشعوب المستعمرة

نضاله العملي:-

لم يكتفِ فانون بالكتابة والتنظير بل انخرط في الكفاح المسلح في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي مؤكدا أن النضال يجب أن يشمل القضاء على كل أشكال الهيمنة

رسالة واضحة:-

دعا إلى بناء ثقافة وطنية تعزز الشعور بالكرامة والاستقلال مؤكدا أن الاستقلال الحقيقي يبدأ من التحرر النفسي والثقافي

عبد الله حمدوك:-

الدعوة إلى الوصاية الدولية:-

——————–

في المقابل جاء عبد الله حمدوك في سياق سياسي مختلف ليقود السودان خلال مرحلة انتقالية بعد ثورة ديسمبر 2018 غير أن سياساته أثارت جدلا واسعا خاصة فيما يتعلق بالهوية الوطنية والاستقلال السياسي

خطاب الوصاية الدولية:-

في خطوة اعتبرها كثيرون غير مسبوقة ومناقضة للكرامة الوطنية كتب عبد الله حمدوك خطابا طالب فيه بوضع السودان تحت الوصاية الدولية بحجة أن الأزمات التي يعانيها البلد تتطلب تدخلا خارجيا

المفارقة:-

في الوقت الذي كان فانون يناضل للقضاء على الاستعمار كان حمدوك يدعو لإعادة شكل جديد من التبعية الدولية وهو ما اعتبره البعض نقيضا لمفهوم الاستقلال

السياسات الثقافية:-

—————

ركزت سياساته على الإصلاح الاقتصادي والانفتاح السياسي لكنها افتقرت إلى رؤية لتعزيز الهوية الوطنية مما زاد من الشعور بالتغريب داخل المجتمع السوداني

الاتهامات بالتغريب:-

—————-

تبني مفاهيم مثل إدارة النوع (Gender Mainstreaming) والسماح بممارسات تتعارض مع القيم التقليدية أثار جدلا واسعا حول دور الحكومة في الحفاظ على هوية السودان الثقافية والدينية

المقارنة:-

النضال من أجل الكرامة الوطنية

الفرق بين رؤية فرانز فانون وسياسات عبد الله حمدوك يظهر بوضوح في التعامل مع قضية الكرامة الوطنية والاستقلال فانون جعل من الهوية الثقافية محورا لتحرر الشعوب رافضا أي شكل من أشكال الهيمنة الخارجية في المقابل غابت هذه الرؤية عن سياسات حمدوك الذي ذهب حد المطالبة بالوصاية الدولية مما أثار تساؤلات حول أولويات قيادته ومدى التزامه بمفاهيم الاستقلال والهوية الوطنية في النهاية يبقى الحفاظ على الهوية الثقافية هو الأساس لأي مشروع وطني يسعى لتحقيق الاستقلال الحقيقي والتنمية المستدامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام