أزمة مياه ولاية القضارف الجهود التي بذلت وأسباب الفشل ✍️ هشام محمود سليمان
مقدمة:-
تعاني ولاية القضارف في السودان من أزمة مياه خانقة منذ أن أصبحت ولاية قائمة بذاتها في عام 1994 ورغم الجهود الكبيرة التي بذلت عبر العقود الماضية إلا أن مشكلة توفير مياه نظيفة ومستدامة لم تحل بشكل جذري
يشكل هذا الوضع مأساة إنسانية تؤثر على حياة المواطنين وتحديا تنمويا يعوق تطور المنطقة في هذا المقالاريد ان اسبر اغوار هذه المشكله من خلال توضيخ ا الجهود التي بذلت و الأسباب التي أعاقت النجاح والمعاناة اليومية التي يعيشها سكان القضارف مع التطرق لدور المنظمات الدولية العاملة في الولاية وعجزها على المساهمه حل هذه القضية
الجهود المبذولة لحل المشكلة :-
——–
من أقدم الجهود التي بذلت لحل هذه المشكله
1. محاولات توفير مياه القضارف عن طريق نقل المياه من خزان سنار كان المشروع يعتمد على خطوط أنابيب طويلة ولكنه واجه مشكلات فنية وتقنية حالت دون تحقيق الأهداف
2. مشروع مياه بحيرة سد أعالي عطبرة وسيتيت
هذا المشروع كان طموحا لتوفير المياه من مصادر قريبة نسبيا وتم تخصيص موارد كبيرة له ورغم ما احرزه المشروع من تقدم إلا انه لم يكتمل بالصورة المتوقعة التي كان يمكن ان تنتهي هذه المشكله
3. جهود أبناء الولاية والمغتربين
لم يبخل أبناء القضارف داخل وخارج السودان كدابهم دائما في تقديم الدعم المادي والفني لحل مشكلة المياه حيث كانت هناك مبادرات مجتمعية عديدة وجهود شعبيه كبيره ولم تبخل الراسماليه المحليه بشي فقد قدمت كثيرا أحل هذه المشكله لكن الاستدامة كانت التحدي الأكبر
4. دور المنظمات الدولية
على مر السنين تدخلت العديد من المنظمات الدولية لدعم مشروعات المياه في الولاية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومنظمة اليونيسيف ومنظمات أخرى معنية بالإغاثة والتنمية شملت جهودهم:-
أ . حفر آبار جوفية في المناطق الريفية
ب . تمويل وتدريب كوادر محلية لإدارة مشاريع المياه
تقديم مساعدات طارئة عبر توفير خزانات مياه متنقلة للمناطق الأكثر تضررا خاصه في الريف
لكن هذه الجهود ظلت محدودة الأثر بسبب عدم انسجامها مع خطط الدولة وتداخل الصلاحيات بين المنظمات والسلطات المحلية
أسباب فشل المحاولات:-
————–
رغم تعدد الجهات الفاعلة والجهود المبذولة ظلت المشكلة قائمة لعدة أسباب رئيسية
1. غياب التخطيط الاستراتيجي
افتقرت هذه المشاريع إلى خطط طويلة المدى تأخذ في الاعتبار التغيرات السكانية والبيئية والتوسع الكبير في المدينه وقيام أحياء طريفيه لم تربط بسيمة المياه الداخليه
2. ضعف التنسيق بين الجهات المحلية والدولية
أدى عدم التنسيق بين السلطات المحلية والمنظمات الدولية إلى تداخل الجهود مما قلل من فعالية التدخلات
3. ضعف الإدارة والتنفيذ
كثير من المشاريع أُديرت بطريقة غير فعالة مع غياب الرقابة الصارمة والمتابعة الدورية
4. شبهات الفساد
تشير تقارير إلى وجود سوء إدارة للموارد المالية ما أدى إلى تعثر بعض المشاريع أو تنفيذها بمستوى متدن
5. عدم التزام الدولة بدعم استدامة مشاريع المنظمات الدولية
غالبا ما تكون مشاريع المنظمات قصيرة الأمد ولا تدعمها الدولة بخطط تكميلية تضمن استمراريتها
6. مشاكل البنية التحتية
تدهور البنية التحتية كان عقبة رئيسية حيث أن شبكات المياه غير مؤهلة لتحمل الضغط المطلوب لتوفير مياه مستدامة
معاناة سكان القضارف:-
———-
يعيش سكان القضارف معاناة يومية للحصول على مياه الشرب حيث يضطر البعض إلى قطع مسافات طويلة أو شراء المياه بأسعار باهظة هذا الوضع ينعكس على الصحة العامة علي المواطنين
التعليم والإنتاجية الاقتصادية
التدخلات الدولية ساهمت في تخفيف الأزمة بشكل جزئي لكنها لم تتمكن من تقديم حلول مستدامة نظرا لعدم استدامة المشاريع وعدم تكاملها مع سياسات الدولة سكان المناطق الريفية يعانون أكثر حيث يواجهون تحديات مضاعفة بسبب ضعف الخدمات الأساسية
وتوصيات:-
إن حل أزمة مياه ولاية القضارف يتطلب إرادة سياسية قوية وتخطيطا استراتيجيا متكاملا وتعاونا بين الحكومة والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي
1. تعزيز الشفافية والرقابة على المشاريع
2. تحسين التنسيق بين المنظمات الدولية والجهات المحلية لضمان تكامل الجهود
3. الاستثمار في البنية التحتية لشبكات المياه مع التركيز على المناطق الريفية
4. دعم مشاريع المنظمات الدولية بخطط وطنية تضمن استدامتها
5. تعزيز الشراكات مع الجهات الدولية لتبني تقنيات مبتكرة مثل تحلية المياه أو جمع المياه من الأمطار
6 . تحجيم دور اللوبي العامل في الاستثمار في مياةده الشرب لانه يعيق اي مشاريع تعمل علي الحل الجذري لمشكلة مياه القضارف
إن إنهاء معاناة سكان القضارف مسؤولية جماعية ويجب أن تكون أولوية على جميع المستويات لتحقيق تنمية مستدامة في المنطقة