مقالات الرأي
أخر الأخبار

على خطى النقيب المتمرد – قلم ورصاصة – ✍️ نقيب / صهيب عزالدين

خلال العام ٢٠١٦م كنت مكلفاً بقيادة إحدى المحطات الواقعة جنوب مدينة الدلنج ، صباح أحد الأيام وردتنا شكوى من بعض مواطني إحدى القرى المجاورة بتعدي أحد الضباط مع قوة صغيرة عليهم ضرباً وترويعاً ، أثار الأمر إستغرابنا فمن المعتاد إفادتنا بأي تحركات لأي قوات في حدود مسئوليات محطاتنا نسبة لمقتضيات الوضع العملياتي إضافة لذلك العلاقة بين المعسكرات والقرى حولها علاقة تكاملية يسودها التعاون والإحترام المتبادل فكلاهما يحتاج الآخر ولا بقاء له بدونه وفي أسوأ الظروف يتم تسليم المجرمين والمعتدين طواعية لجهات الإختصاص فالقانون يحترم والمواطن له حرمته كذلك.

 

 

علمنا فيما بعد أنه المقدم سليمان الباعش وأن سبب ذلك التصرف شخصي ومن بنات أفكاره حتى تمت محاسبته وإبعاده بعد تلك الحادثة وخلف لنا حرجاً كبيراً محته الأيام بعد ذلك.

 

 

تذكرت تلك الحادثة بعد مشاهدتي لفيديو أعلن فيه تمرده فإليك ولمن أتبعتهم مني عشراً :

 

أولا : حمدا لله على سلامة الجيش السوداني منك فقد أعاذه الله وطهره من الخبث والخبائث .

 

ثانياً : القوات المسلحة تلفظ خبثها كما يلفظ الكير خبث الحديد فلا بقاء لخائن فيها وإن طالت إقامته.

 

ثالثاً : القوات المسلحة منظومة كاملة الشخص الواحد فيها لا يساوي عدد صحيح يمين الفاصلة العشرية بعشر خانات فلن تضرها إقامتك أو تمردك فما أنت إلا بعرة في ذيل كبش لا يضيره إن سقطت أو تعلقت .

 

رابعاً : ليس بغريب عليك هذا التصرف فالمليشيا تشبهها وتشبهك فكراً وفعلاً فقد ضللت الطريق للقوات المسلحة والآن عدت لمن يشبهك .

 

 

خامساً : تحدثت عن العنصرية بعد بقائك ٢٩ عاماً كما ذكرت بتلك المؤسسة ونلت من إمتيازاتها ما يعلمه الجميع وتعلمه وأخذت منها ما حرم منه غيرك وذلك يفند حديثك فالقوات المسلحة مؤسسة جامعة لا يسأل فيها أحد عن قبيلته وهي سودان مصغر ولكنك اخترت ضيق القبلية البغيضة على سعة القوات المسلحة فبئس ما اخترت.

 

سادساً : ينطبق عليك المثل القائل ( لو أمطرت السماء حرية لرأيت العبيد يحملون المظلات ) ، أنت حتى قبل تمردك كنت ضابطاً برتبة رفيعة تؤهلك لقيادة أكبر التشكيلات نلت ما نلت من تأهيل وقضيت ثلثي عمرك في تلك المؤسسة فكيف رضيت لنفسك العمل تحت قيادة صبيان الدعم السريع بجهلهم وحداثة سنهم .

 

سابعاً : هل انضممت للمليشيا قائداً ؟ ما هو ترتيبك و إنت (نمرة كم في الناس ديل) فقد سبقك قجة وجلحة واللواء ستاير وضنيبو وجعز الناقة وعبدالله إبريق وآخرون لو ذكرنا أسمائهم لوجبت علينا الطهارة والغسل سبعاً إحداهن بالتراب ، هؤلاء قدموا للمليشيا ما لم تقدمه وثقة قيادة المليشيا فيهم أكبر من الثقة فيك فأنت خائن غير مؤتمن وأرى مكانك في سجنك مجاوراً لسفيان منفوخة .

 

ثامناً : يعلم الجميع أنك تمردت منذ بداية الحرب هروباً من المدرعات التي لم يضرها خروجك بل زادها منعة فلم بلغ بك الجبن أن تظهر بعد عامين من بداية الحرب ، أعلم أن المليشيا تستخدمك كدمية لتغطي بها عورتها التي انكشفت في الجزيرة وسنار وبقية المحاور ولكنك لست سوى خرقة بالية فشلت في ذلك فالله لا يهدي كيد الخائنين .

 

تاسعاً : مسيرة القوات المسلحة ماضية لا يضرها من أقبل ومن أدبر وحواء الجيش ولود فالقوات المسلحة تشابه النظام الكوني فهي باقية ونحن من نتبدل فمع كل بكاء على مفقود تأتي صيحات مولودين كثر فقدر جيشنا هذا أن الله قد كتب له الخلود فكيف يفنى وشعاره الله – الوطن.

 

عاشراً : قال الله عز وجل ( وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) صدق الله العظيم .

 

رحم الله الشهداء.. شفى الجرحى.. رد المفقودين

 

العزة والرفعة والمنعة لقواتنا المسلحة الباسلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام