لا يستطيع كائن من كان أن يحدد التوأمة الزمانية لجغرافية المكان التى فرضتها منطقة الدالى والمزموم فى الوقت الذى يمكن تحديد كثيرا من الثنائيات التى توجد بالسودان كثنائية أم درمان والخرطوم ويمكن تحديدها منذ ١٨٢٤ فى عهد عثمان بك الطويل أو قل منذ أنشاءها أرباب العقائد و ١٨٨٥ عندما أصبحت أم درمان العاصمة الوطنية أو ثنائية الهلال والمريخ التى بدأت فى العام ١٩٢٧ عندما كون يهود أم درمان نادى المريخ ثم تؤامة الإذاعة والتلفزيون التى بدأت فى العام ١٩٤٢ وثنائية الدمازين والروصيرص وغيرها من الثنائيات التى يمكن تحديد تاريخها عدا ثنائية وتوأمة الدالى والمزموم فهى ثنائية طبيعية وجدت مع وجود الحياة فيها ولا يمكن تحديد تاريخ محدد يمكن الرجوع إليه فالدالى والمزموم التى تقع فيها قرية بوزى مكان حرف (الواو) تتوسط المسافة تماما بين الدالى والمزموم وكأن الأقدار هى من أطلقت هذا الإسم على هذه المنطقة حتى الغناء والفن ما إستطاع أن يفصل بينهما حينما تغنى الفنان الأمين عبدالغفار قائلا (كريماً جودو جود أروش خريف الدالى والمزموم) فى الوقت الذى نجد فيه أن الشاعر العبادى كتب قصيدة (السايق الفيات) والتى ذكر فيها معظم القرى الواقعة فى الطريق بين الخرطوم وسنجة ولم يستطع أن يجمع بين منطقتين فى قصيدته حتى وصل سنجة وإذا أستطاع العبادى أن يواصل رحلة الفيات الى المزموم لا يستطيع إلا أن يجمع بينهما فى قصديته ويكتب الدالى والمزموم*.
*من حيث الجغرافيا تقع منطقة الدالى والمزموم فى الجزء الجنوب الغربى لولاية سنار ولها حدود دولية بطول ٦٧ كيلومتر مع دولة جنوب السودان ويحدها من الناحية الجنوبية الشرقية إقليم النيل الأزرق ومن الناحية الغربية ولاية النيل الأبيض عند منطقة المقينص ويمكن القول أن منطقة الدالى والمزموم تأتى فى المرتبة الثانية بعد القضارف فى الزراعة الآلية وتقع فى حزام الصمغ العربى وتنتج آلاف الأطنان من محصول الصمغ العربى أما كميات الذرة والسمسم وحب البطيخ المنتجة من هذه المنطقة يساهم زيادة ميزان الناتج القومى الإجمالى ويمكن القول أن الدالى والمزموم تمثل قدح السودان ولم تتخلف هذه المنطقة عن الزراعة فى أى موسم من المواسم إلا هذا الموسم بعد أن وطأت أقدام مليشيا الدعم السريع هذه المنطقة وحرمت المزارعين من زراعة أراضيهم وسرقت آلاتهم الزراعية ونهبت أموالهم ومدخراتهم وحولت معظمهم الى لاجئين فى دولة جنوب السودان ونزحت البقية الباقية نحو ولاية النيل الأبيض هذا أول موسم تكون مشاريع الدالى والمزموم بوراً بلقع أما الثورة الحيوانية فهى الحرفة الثانية الى جانب الزراعة*.
*عندما أتحدث عن الدالى والمزموم يجب أن تعرفوا وتعلموا علم اليقين أن الدالى والمزموم هى المظلة التى تستظل تحتها الدالي المزموم والمليساء والجفرات وسنادة الزمزمى سنادة عبدالكريم وأم سنيطة وابودور ودعريكى الانجفاو بوزي الترو والترارو والقويزات وود خزين ابوعريف جبل بنا التروس المجاور قلع البيض وقلعة خبير والقربين وأبوسويلك ومورود ويركت السنطات حلة داؤد والقربين ويركت وغيرها من القرى والحلال والفرقان التى تزدحم بها الذاكرة ولا يتسع المجال لذكرها فى هذه المساحة*
*وإن أردت أن أحدثكم عن بعض رموز الدالى والمزموم سأحدثكم بقدر ما ينقص المخيط من البحر لكن يجب أن أحدثكم عن الأمى الذى هزم شريعة المتعلمين الشيخ حامد المبروك ورحمة احمد موسى وعثمان احمد موسى واحمد الفكى واستاذ خميس بريمة وادريس الدوم وآل الجبرة رحمة الجبرة واحمد يوسف الجبرة والعمدة العجبة محمد ادم والعمدة العجبة حمدالنيل وعثمان عبدالقادر وموسى حميدة وسعادة العميد فتح الرحمن محمد توم الناطق الرسمى بإسم قوات الشرطة وعبدالرحمن الدكيمين ومخير الطاهر على وإدريس القيد وإسماعيل تيلة وخالد شاتا وشيخة المزارعين علوية الرضى وإبراهيم حامد ومحمد أحمد حامد ومبارك واحمد الرحمة وآل التوير وحاج صالح وأولاده وحاج زاكي ويوسف جبل والفاضل الفودة واسرة الناظر وحسن جادالله والأمين ودالفكى وفضل المولى ود أحمد والعاقب أحمد وآل الدقار وآل الشريف فرح الدور وأولاد الحاج وأولاد بشري الطيب الصاروخ وآل ادم الامين الفكى (الأمين وعوض وفلاح) وأحمد الفاضل أبوسويلك والغيث تقلى الكنن وفرج الهم وآل تقلى الكنن وفضل المولى حميدة وأسرة دكتور النور بالسنطات ومع ذلك أنا لا أدعى معرفة كل رموز المنطقة إطلاقا بقدر ما أننى اعرف القدر اليسير إنها حدود المعرفة البشرية فلا تعتبوا علينا*
*يمكن القول أن ولاية سنار فى محورها القتالى شهدت عملية (بل) مليشيا الدعم السريع حتى الدالى أما فى مدينة المزموم التى أصبحت خالية من الجنجويد فقد شهدت عملية البل الذاتى حيث هربت مليشيا الدعم السريع وعردوا نحو الحدود الدولية لدولة جنوب السودان خوفا من المصير الذى لحق بهم فى سنجة والدندر والسوكى وود النيل وأصبحت المزموم خالية من الجنجويد بسلاح الهروب والخوف والخزئ والعار*.