⭕ في مدينة شندي التي تقع في قلب السودان العظيم ، وُلِد الطفل ليكون رمزًا للإنسانية والعطاء في زمن الحاجة . كانت هناك معاناة كبيرة بين أبناء قرى الجزيرة بعد أن تعرضوا للتهجير على يد قوات الدعم السريع، مما أجبرهم على النزوح إلى مدينة شندي. استقبلت المدينة النازحين بأذرع مفتوحة، وكان هناك نوع من الدعم والسند استشعره كل وافدين الجزيرة لامس قلوب النازحين الطيبين . لم تكن الظروف سهلة، لكن روح التعاون كانت حاضرة بوضوح.
بادر أحد أبناء شندي، والذي لم يتردد لحظة، بتقديم ثلاثة خراف كوجبة طعام للنازحين. وهي سماية المولود الذي أصبح رمز ، اجتمع شباب المدينة في مركز شبابهم، وبدؤوا في تنظيم ذبح الخراف وتجهيز الوجبات الساخنة. كانت هذه المبادرة تعبيرًا عن النبل والكرم السوداني الذي لم ينطفئ حتى في أحلك الظروف. تضافرت جهود الجميع، وتحقق الهدف بسرعة، وكانت البسمة ترتسم على وجوه الأطفال عند رؤية الطعام الذي ينتظرهم .
⭕ تأثرت المدينة بشكل كبير بهذه المبادرة، حيث عادت أصوات الضحك وأجواء الفرح إلى شوارعها بعد أن مرت بأوقات عصيبة . كانت تلك اللحظة بمثابة جسر للربط بين القلوب، حيث شعرت الأسر النازحة بأهمية الحماية والتضامن المجتمعي في مواجهة الأزمات. زاد الإيمان في قوة العطاء والأمل، وأصبح الجميع يدرك أن العطاء الحقيقي هو الذي يأتي من القلب.
⭕ لم يكن تأثير المبادرة محصوراً في الفعالية المباشرة، بل تجاوز ليشمل المجتمع السوداني ككل. أحس الناس بشعور الوحدة والأمل، وكانت الروح المعنوية تتعزز بفضل هذه الجهود. عبرت قصة السماية، والتي ولدت بشغف العطاء، عن رمز الاعتناء بالآخرين وضرورة الوقوف جنبًا إلى جنب في أوقات الشدة.
⭕أصبح العطاء من قلوب أبناء شندي مثالًا حيًا في مبادرة اطعام وعلاج تحت قيادة ودو السيدح ورفاقه الميامين ورعاية إدارة الشباب والرياضة ومركزها الذي أصبح قبلة لكل محتاج أو متعسر ، هو كتاب يُروى للأجيال القادمة، ويتعلم منه الجميع أهمية مساعدة الآخرين في الأوقات الصعبة. في النهاية، كانت السماية رمزًا للعطاء والتضامن الذي له القدرة على تغيير مجرى الحياة، مشعلاً الأمل في قلوب الكثيرين، فضلاً عن كونها رسالة عميقة تشجع على الإنسانية والمحبة.