يحتاج وزير الإعلام الأستاذ خالد الإعيسر ، أن يقفز سريعا من مركب (حفلات الإستقبال والمفاكهات وصور السلفي) التي يجيدها بنعومة وثعلبة ، أصحاب المكاسب والمناصب من كهنة الحكومة و التي تكاد تغرقه وتلهيه عن أمجد مهامه العجِلة ، التي تتطلب المبادرة والنجابة الصلبة في الفعل والقول .
فليطمئن هؤلاء أنك لست عدوًا لأحد ، وإنما مبذول للإصلاح برفق وصدق.
ثلاثة أو أربعة ملفات ساخنة ، ستحدد مكاسب تعيينك وزيرًا من عدمها ياخالد .. أولها
* أن تظهر هيبتك ومهابة دولتك و تلبس الكاكي من فورك ، وتتقدم الصفوف لتكون أول من يخاطب الدنيا باللغات الحية بإنهاء الإحتلال ، وليكون في معيتك أمهر المصورين والمذيعين في تلفزيونك الكسول المملول وسونا ووكالات الأنباء العالمية.
وقد كانت ملحمة سنجة سانحتك الذهبية الأولى لتذيع بيان تحريرها بنفسك ، لكنك فوٌتها بإنغماسك في كليشهات المطايبة وكبابي الشربات رفقة باشكتبة وزارتك العتيقة .
* يجب أن تباشر بهمة ونشاط وبكل الأدوات والوسائط محاصرة الأنشطة العدائية التي تتولى كبرها دويلة الشر ، وذلك بتسليط الكاميرات والتقارير والكشف عن السيارات والأسلحة الإماراتية وجوازات سفر المرتزقة الذين حشرتهم في تلك المحرقة .
وعليك أن تحدث الدنيا ، بلغة فصيحة وحاسمة لا بلغة الشعور بالقلق والفتور والغثيان الذي تشعر به الحوامل ، وتذكرها بأيادي السودان البيضاء على الدويلة المغرورة وعلى أهل الخليج والعرب والأفارقة عامة.
فسيادته بينهم ظاهرة وعلو كعبه فيهم لا تنكر ، وأن السودان يمكن أن يتدهور وأن يتقهقر لكنه أبدًا لن ينهار .
وأن تفضح الدور التآمري القديم لبريطانيا وتعاونها مع الإمارات لتطويق السودان وتمزيق وحدته ، وعلى الحكومة أن تدرس جديا طرد السفير البريطاني .
وأن تكشف حجم المصالح الإقتصادية التي تجمعنا بها ، وهي بتقديري أحطٌ من أن نسعى للإحتفاظ بها ، فهذه الإمبراطورية العجفاء المتآكلة شمسها، لم تعد معدودة في عالم الكبار الذي تحكمه المصالح لا المبادىء .
وعليك أن تعقد لقاءات دورية مع أجهزة الإعلام الدولية لشرح التعدي الفاضح للإمارات وتنمرها وعملائها من جوغة آل دقلو وشلة حمدوك ومقدار عمالتهم وعمولاتهم التي يتقاضونها لخدمة أجنداتها.
وأن تحيط ممثل الأمم المتحدة والسفراء الأجانب كافة وتطلب منهم الإعلان عن مواقف بلادهم مما يجري في السودان .
* نرجو عاجلا أن تستثمر، وبأوسع طاقة في الفيتو الروسي الذي أنقذ السودان في اللحظة الحاسمة من التدخل الدولي .
وذلك بالتوسع في نشر الفرص الإستثمارية الواسعة التي تتوفر في السودان للقطاعين الحكومي و الخاص الروسي ، فذلك مما يعزز من الدور الحمائي الروسي لبلدنا بوصفه نطاقا إقتصاديا عظيم الفائدة .
* ارجو ان تبادر من فورك و تسعى للإستثمار بأعلى قدر من المسؤولية في فوز ( التاجر ترامب) الذي لا يعتني كفاية بملفات المباديء والإنسانيات ، فعالمه لا وجود فيه إلا للمصالح والمال .
وهو ما يمكن أن يفتح شهيته حال طرحنا أمامه مئات المكاسب والفرص التي سيوفرها له سودان ما بعد الحرب .
وأن التقارب مع روسيا والصين لن يكون على حساب أمريكا ، فقماشة السودان تسع الجميع وخيرات أرضه كافية ووافية .
وأن المعادن والنفط والصمغ ، ستجعل من المنطق أن يعود السودان زاهرا ذاخرا ، فيما ستُغلب دولة عيال زايد وتتقلب في جحيم حقدها ولوثة كيدها .
ختاما ، لعلك تدرك من واسع خبراتك يا خالد ، أن خارطة الإعلام تحتاج إلى تغيير جذري قد يكون عسيرا في يومنا هذا ، لكنه يبقى ممكنا .. فقط بعد أن ترفع تمام نهاية معركة الكرامة .
ودمتم