في رثاء الحبر وآخرين .. الجفلن خلهن .. أقرع الواقفات – هذي رؤاي – ✍️ عبد العزيز عبد الوهاب
إن السودان إذ يفقد اليوم ويبكي العالم الفذ بروف الحبر يوسف ،فإنه يقف بلا ساق ويحدق بلا صبر ولا بصيرة و يمحو بيده لا بيد عمرو ذواكره الباسطة النابضة ، وشخوصه الصفية الوفية و الحية ، الواحد تلو الآخر .
دون التوثيق لها وحلب أفكارها ورؤاها لتبقى زادًا لمعاد ودواء لأسقام وسراجا لعتمات .
يتم التغافل جماعة وفرادى ، حكومات ومؤسسات عن الجلوس بأدب والتسجيل بأناة وحدب لحضرات مئات العلماء والحذاق ممن برعوا وسمقوا في اللسانيات والإنسانيات و في علوم الأرض والسماء.
ليمضوا إلى باطن التراب وصدورهم ملآى وعقولهم ضاجة بما كسبوا دون أن يفرغوا ما حوت في أشرطة التسجيل ووسائل التصوير مما يحفظ للبلاد عروتها وحضورها .
و يضع عنها وزر غفلتها عن المساهمة بمدماك في بناية الحضارة سواء في الداخل السوداني أو الخارج الإنساني ، ويرفع ذكرها بين الأمم و يرعى للأجيال حجتها وسداة أفهامها وأحكامها .
حتى متى نكتفي ببعض بكائيات وحكايات منقوصات عجلات عن التذكير بمحاسن و مزايا ومآثر رموز فخرنا وأعمدة مجدنا ؟، دون بذل الجهد في تحصين مكنونات وما وعت صدورهم وحمايتها من التآكل والتلف عبر إطلاق الصفحات العنكبوتية والقنوات على اليوتيوب الخاصة بكل عالم متفرد و حاذق مفرهد على إمتداد بسيطة هذا الوطن العملاق .
رجال ونساء ، سوامق لوامع تشهد لهم حكومات الدول وشعوبها وجامعاتها ومنظمات الإقليم و الأمم المتحدة .
فلنتدارك سريعا وعاجلا ، نواضر السلك الدبلوماسي ، فرسان القوات النظامية ، أساتذة المدارس والجامعات ، رجال الأعمال الأوفياء ، الصفوة من سيدات المجتمع، الفنانين ، نجوم الكرة والمسرح ، وأصحاب الأفهام من حملة الأقلام ، همباتة السافل والصعيد وشعرائهم وحكاماتهم بل وحتى سفهائهم ففي جعبة كل منهم ما يغري بالتقريظ والتوثيق .
وبكلمة ، لا أقول في مقام فقد العالم الأريب واللسان الرطيب الثبت الصدق الراسخ بروف الحبر طيب الله ثراه ، وريث الشيخ العالم الضليع الوسيع والفهيم الحليم البروف عبد الله الطيب يرحمهما الله وكل الأسلاف النجباء وليبرد الله حشا بواكيهم ومحبيهم من أساتيذ وتلاميذ ، سوى التذكير بما قالته البادية في صفاء ونباهة واختزال صميم صارم :
الجفلن خلهن ..
أقرع الواقفات
ويا ترب السروراب أمانة ما دخلك راجل
ودمتم
* بمناسبة مرور عام على وفاة البروف الحبر ، تغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة