اخبار
أخر الأخبار

الفيتو الروسي في ابطال المشروع البريطاني وتباين وجهات النظر يعتبر مؤشرا بعدم اجماع المجتمع الدولي حول السودان ✍️ هشام محمود سليمان .. الامين العام الاسبق لحقوق الإنسان 

هذا الموضوع يعكس جدلية متجددة في السياسة الدولية حيث تلعب ازدواجية المعايير دورا بارزا في التعاطي مع القضايا الدولية خاصة في الأزمات والصراعات الإقليمية الفيتو الروسي ضد مشروع القرار البريطاني يشير إلى تصاعد الخلافات بين القوى الكبرى حول كيفية التعامل مع القضايا الحساسة بما في ذلك القضية السودانية

القضية السودانية تعد مثالا واضحا على كيفية توظيف الدول الكبرى للمبادئ الإنسانية والساميه لتحقيق مصالحها فنجد الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تنظر إلى الأزمة السودانية ليس فقط من منظور إنساني بل أيضا من زاوية المصالح الجيوسياسية والتنافس مع قوى أخرى كروسيا والصين

ازدواجية المعايير تظهر عندما يتم التركيز على أزمة معينة

مع التغاضي عن أزمات مشابهة أو أشد خطورة وذلك بناء على المصالح السياسية على سبيل المثال التدخلات في السودان غالبا ما تكون موجهة لتحقيق أهداف استراتيجية مثل السيطرة على الموارد الطبيعية أو تعزيز النفوذ في المنطقة وليس بالضرورة حل الأزمة بشكل عادل وشامل

بالتالي تناول القضية السودانية بمنظار سياسي بحت يجعل الحلول المطروحة ناقصة وغير مستدامة ويزيد من معاناة الشعب السوداني من المهم أن تعي الدول الكبرى أن العدالة الدولية يجب أن تكون متساوية وغير خاضعة للاعتبارات السياسية وإلا فإن العالم سيشهد مزيدا من التوترات والصراعات

ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية السودانية تتجلى في مواقف بعض القوى الدولية التي تغض الطرف عن تجاوزات واضحة لأطراف معينة بما في ذلك قوات الدعم السريع ودور دول مثل الإمارات وذلك لارتباط هذه الأطراف بمصالح سياسية واقتصادية للدول الكبرى وذلك كالاتي :-

تجاوزات الدعم السريع

قوات الدعم السريع التي تمردت علي الدوله بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي ارتكبت العديد من الانتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان بما في

1. الهجمات على المدنيين

خلال النزاع في دارفور وأحداث النزاع الحالي تورط الدعم السريع في شن هجمات على مناطق سكنية مما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين ونهب الممتلكات وارتكاب انتهاكات جسيمة

2. الاعتداءات الجنسية والخطف:-

وُثقت حالات اغتصاب جماعي وخطف للنساء والأطفال في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع

3. تجنيد الأطفال:-

تقارير متعددة أشارت إلى أن قوات الدعم السريع جندت الأطفال وأجبرتهم على القتال في صفوفها

4. تقويض الدولة:-

بدلا من المساهمة في استقرار السودان انخرط الدعم السريع في مواجهات مسلحة مع الجيش السوداني مما أدى إلى تفاقم الأزمة

الدور الإماراتي وتجاهل التجاوزات :-

الإمارات واحدة من الدول التي تحافظ على علاقات وثيقة مع قوات الدعم السريع هناك تقارير تشير إلى أن الإمارات قدمت دعما ماليا ولوجستيا للدعم السريع نظرا لمصالحها الاستراتيجية في السودان والمنطقة

1. دعم المرتزقة:-

الإمارات استخدمت قوات الدعم السريع كمصدر للمرتزقة في نزاعات إقليمية أخرى مثل الحرب في اليمن حيث وردت تقارير عن إرسال آلاف من الجنود السودانيين بدعم إماراتي

2. نهب الموارد:-

تسهّل الإمارات تصدير الذهب السوداني عبر قنوات غير شرعية بالتعاون مع قوات الدعم السريع مما يساهم في تمويل العمليات العسكرية لهذه القوات

3. تجاهل التجاوزات:

رغم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تحافظ الإمارات على موقف داعم لقوات الدعم السريع متجاهلة الدعوات الدولية لفرض عقوبات على الأطراف المسؤولة عن الفظائع

ازدواجية المعايير الدولية:-

الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لم تظهر موقفا حازما تجاه تجاوزات الدعم السريع أو الدور الإماراتي في السودان بدلاً من ذلك:-

1. تركز انتقاداتها على أطراف أخرى مثل الجيش السوداني رغم تورط قوات الدعم السريع المتمرده في الأزمة

2. تسعى لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في السودان متجاهلة الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان

3. تقدم حلولا مجتزأة وغير شاملة تهدف للحفاظ على التوازن بين المصالح الدولية بدلا من حل الأزمة جذريا

أمثلة أخرى على غض الطرف

العلاقات الاقتصادية مع الإمارات بوصفها شريكا استراتيجيًا في المنطقة تجعل القوى الكبرى تتردد في اتخاذ خطوات حازمة بشأن ممارساتها في السودان

الخلاصة:-

ازدواجية المعايير تعيق أي جهود لتحقيق العدالة في السودان التغاضي عن تجاوزات قوات الدعم السريع ودور الإمارات يظهر بوضوح أن المصالح السياسية والاقتصادية تغلب على اعتبارات حقوق الإنسان لتحقيق العدالة، يجب أن يكون هناك ضغط دولي متساوٍ على جميع الأطراف مع التركيز على حماية المدنيين في السودان

هشام محمود سليمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام