*عشرات الملايين من السودانيين إضطرتهم ظروف الحرب لمغادرة وطنهم الكبير السودان ومغادرة بيوتهم التى كانت تأويهم فى ستر خرجوا من بيوتهم ولسان حالهم يقول والله إنك أحب الله إلينا لولا أُخْرجِنا منك إِخّراجاً بفعل القوة القاهرة لما خرجنا منك إطلاقا خرجوا فى رحلة نحو المجهول لا يعرفون قبلتهم التى سيذهبون إليها خرجوا حفاظا على أرواحهم بعد أن فقدوا ممتلكاتهم وحفاظا على أسرهم بعد أن أصبحت الإنتهاكات هى العنوان الأبرز للمعركة وأصبح دم المواطن بلا قيمة يمكن أن تقتل من دون أى سبب قتل من أجل التسلية وإشباع رغبة الكراهية والحقد التى عبأت مزاج حاملى السلاح من جنود المليشيا الذين يرون فى كل مواطن كوز وفلولى ونظام بائد لا توجد عندهم منطقة وسطى أبدا كل من لم يكن معهم فهو ضدهم أناس لا يعرفون إلا العنف والإرهاب يتلذذون جدا بتعذيب المواطن من ضرب وتبريج وتجريح وهذه الأفعال الشنيعة جعلت اللجؤ والنزوح فرض عين تمليه ضرورة الرغبة فى البقاء والحفاظ على الأسر من الإضطهاد والإغتصاب*.
*عشرات الملايين من السودانيين خرجوا لاجئيين بطرق لم يكن أكثرهم تشاؤوماً أن يتخيل أن يمر بهذه الطرق يشق وديان وجبال وصحارى نساء حوامل وأخريات مرضعات كهول وشيوخ وأطفال رُضع وآخرين من دونهم ومن فوقهم ترى أعزاء القوم تحت رحمة السماسرة من أصحاب سيارات التهريب تجد البروفيسور والطبيب الحاذق وسيد قومه تحت رحمة مهرب يمارس عليه أبشع أنواع الإضطهاد ويسمعه من بزئ القول ما لا تحمل الأذن سماعه فى رحلة تمتهن كرامة ذرة الإنسانية فى أبشع صورها رحلة لا تجد فيها دموع العذارى والحرائر أدنى تعاطف فالجميع فى صحارى التيه وعتامير الضياع يذهبون نحو المجهول لذلك إنعدمت فرضية العزة والكرامة المدعاة إدعاءً والتى كشفت عورتها ظروف الحرب ورحلة البحث عن الأمان المفقود*.
*عشرات الملايين من السودانيين ما كانوا يظنون أنهم سيفترشون رمال الصحارى ويتوسدون الصخور ويلتحفون بالتيه ويبذرون بذور اليأس قبل يلتحفوا السماء كغطاء جماعى لكنه لا يحميهم من زخات المطر أو البرد القارس ولفحات هجير الشمس إلا أن السماء تمنحهم الأمل بأن الله موجود يعلم ويرى ويعرف ما تخفى الأنفس والصدور كهول وشيوخ يتضرعون الله وسط الصحارى أن يحفظهم الله فى سفرهم نحو المجهول وهم أكثر يقيناً أنهم يدعون كريما ولا يرغبون فى شئ عند لئيم إطلاقا فالجميع سواسية فى المعاناة والمسغبة وقلة الماء والزاد وهم للموت أقرب من الحياة ورغما عن ذلك يتشبثون تشبثا بخيوط الأمل الواهية من أجل الوصول الى نقطة تعيد إليهم الأمل المفقود والتوازن الإنسانى*.
*صبايا مثل الورد كن ينتظرن مستقبل واعد تظمأ أجسادهن للطلح والكُليت والشاف فها هن يجلسن القرفصاء ما بين صحارى وجبال ووهاد أملهن فى إتكاءة تذهب عنهن رهق التسفار بعد أن حلت الغبشة مكان النضارة والسحر والجمال وتحولت الوجوه من أثر لفحات الشمس وغبار الرحلة الى لوحة مشوهة أخفت أثار كريمات التجميل وظهرت الوجوه على حقيقتها وعلا فوقها الران وزاد من رهقها رهقا ونصبا وبات الأمل عندهن أن تنتهى رحلة المعاناة والمجهول لتغيير ملابس إلتصقت بالإجساد معطونة بعرق المعاناة وذرات غبار الصحراء العالق فى الإجساد وجوه تحولت فيها الإبتسامات الى دموع والضحكات الرنانة الطروبة تحولت الى آهات ممزوجة بتوجس وخيفة*.
نــــــــــــص شـــــــــوكة
*عشرات الآلاف من الشباب المغرر بهم الذين تم تغييبهم عن الوعى ورددوا مثل الببغاءات (الطلقة ما بتكتل بكتل سكات الزول) عندما عرفوا أن الطلقة تحرق وتهدم وتقتل هربوا قبل الكنداكات يبحثون عن مكان آمن بعد أن أصبحوا شهوداً على خراب وطن إسمه السودان*.
ربــــــــــــع شــــــــوكــة
*رحلة المجهول للشعب السودانى ستستمر وكل من يتملك مقومات الحد الأدنى من مقومات اللجؤ سيخرج اليوم قبل الغد لأن السودانيين خربوا وطنهم بأيديهم وها هم يدفعون الثمن*.
*ونواصل فى رسم اللوحة الحزينة*