اخبار
أخر الأخبار

غابة الأمل – قصة قصيرة – ✍️ تأليف هشام محمود سليمان

في قلب غابة الأمل حيث كانت الأشجار القديمة تروي للأجيال الجديدة قصصا عن الأيام التي كان فيها السلام يسكن كل زاوية والسماء زرقاء دائما كيف ان الظلام قد بدأ يتسلل إلى الأرض يحيط بكل شيء كيف كان طائرا اسود غريب يحمل في دواخله ظلاما مخيفا بدأ في التساب الي داخل الغابه وبدأ يجند معه جيوشا من الخونة الذين انقلبوا على غابتهم فكانوا يزرعون الفتن بين الأشجار ويحاولون قطع الأمل من جذوره سلاحهم الترغيب والوعود الزائفه بانه لابد من التخفف من الجذور العتيقه لمواكبه التطور والحداثه وبدأ الرعب يدب في الوصال الأشجار العتيقه خوفا من مصير مجهول يكتنف الغابه السعيده

ولكن في تلك الغابة كان هناك شجرة صغيرة ولدت حديثا اسمها نور ذات الجذور ولدت في ظل الفوضى التي بدأت تدب ولكنها كانت تحمل في قلبها شعاعا من النور الازلي القديم لا يمكنه أن يغيب برغم من صغرها كانت نور ذات الحذور لا تخاف من الظلام وكانت تشعر أن لديها القدرة على إعادة الحياة إلى الغابة ولكن الثمن كان كبيرا جدا

بدأت نور الصغيرة تزرع بذور الأمل في كل مكان وتغني أغان من الفرح ولكن سرعان ما اكتشفت أن الظلام لم يكن فقط طائرا شريرا لوحده بل كان قد وجد من يساعده

كانت هناك بعض الأشجار الكبيرة التي خانت غابتهم وانحازت إلى الظلام خوفا أو طمعا في القوة كانوا يعتقدون أن الظلام سيمنحهم عظمة لا يمكنهم الحصول عليها في الضوء

هل تعتقدين أن بمقدورك تغيير هذه الغابة يانور ؟ قال أحد الأشجار العتيقه القديمه التي سقطت في فخ التعاون مع الظلام لقد اقتنعنا بأن البقاء في الظلام أفضل من مواجهة النور

لكن نور الصغيرة لم تيأس حاولت بكل قوتها أن تحفز الأشجار المترددة وتذكرهم بماضيهم الجميل وكيف كانت الغابة تزدهر بالحب والتعاون لكن البعض منهم كان قد ضاع من نفسه وآخرون كانوا قد فقدوا الأمل تماما

ومع مرور الأيام بدأ الظلام ينتشر بشكل أكبر وزادت الرياح العاتية حتى كادت تقتلع كل شيء ومع ذلك كان هناك شعاع صغير ينطلق من قلب الشجرة الصغيرة ورغم كل محاولاتها لإعادة النور كانت الخيانة تضرب في كل زاوية والظلام يزداد قوة وكلما شعر الظلام بالضعف كانت الجروح التي تنزفها الشجرة الصغيرة تصبح أكبر

أدركت الشجرة الصغيرة أن الطريق إلى النصر يتطلب التضحية وقالت محدثة نفسها إذا لم أتمكن من إيقافهم الآن فإن الظلام سيأخذ كل شيء وعرفت أن عليها أن تتخذ القرار الأصعب قرار طرد الخوف من دواخلها وبدات في بذر بدور المقاومه ضد مشروع الظلام

وفي تلك اللحظة

تقدمت الشجرة الصغيرة نحو قلب الظلام حيث كان الطائر الأسود ينتظر أنت لا تعرفين ماذا تفعلين قال الطائر وهو يطير فوقها لن ينجو أحد.

ولكن الشجرة الصغيرة أجابت إذا كان النور في قلبي سيضيء طريقا للآخرين فأنا مستعدة لذلك

وفي لحظة من التضحيات الكبرى ربطت الشجرة الصغيرة جذورها بالأرض العميقة وبدأت بتوجيه كل قوتها إلى السماء موجهة ضوءا قويا يعكس قوتها الداخلية كان النور يتسرب من قلبها حتى بدا وكأن الأرض كلها تهتز

لكن الظلام لم يستسلم بسهولة هجم الطائر الأسود ومعه جيوشه من الخونة ليحاولوا إطفاء هذا النور كان الهجوم قاسيا والرياح تقتلع الجذور وأصوات الأشجار تئن من الألم ومع ذلك ظلت الشجرة الصغيرة تقاوم

في اللحظة الأخيرة حينما كان الظلام على وشك الانتصار تصاعد الضوء من جذور الشجرة ليخترق سماء الغابة وفي تلك اللحظة تحررت الأشجار المترددة من الخوف وعادت لتقف إلى جانب الشجرة الصغيرة بدأ النور ينتشر في كل مكان ليهزم الظلام لكن الثمن كان باهظا فالشجرة الصغيرة كانت قد استنفدت آخر قوتها

عندما انتهت المعركة كانت الشجرة الصغيرة قد اختفت لكن مكانها ظل ينبض بالحياة ينبض بحب الوطن والعدل والمساواة بدأت الأشجار الأخرى تعود إلى الحياة وأصبحت الغابة تتنفس بحرية مجددا

لقد أعطت الشجرة الصغيرة حياتها لكي يحيى الأمل فينا لكي نعود ونعيش معا في سلام

رغم أن الظلام كان قد رحل إلا أن ألم الخيانة والتضحيات ظل في قلوب الأشجار ولكن بعد أن اجتمعوا جميعا حول جذع الشجرة الصغيرة التي قد اختفت بدأوا يشعرون بنور جديد في أرواحهم أدركوا أن الوطن لا يبنى إلا بالحب وأنه لا يمكن لأحد أن ينتصر في معركة الظلام إلا إذا وقف الجميع معا مهما كان الثمن

وفي النهاية عادت الغابة إلى ما كانت عليه وأصبح حب الوطن هو النور الذي يضيء سماء كل شجرة وكل طائر وكل حجر

هشام محمود سليمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام