اخبار
أخر الأخبار

المقترحات والحلول المفخخة في قمة العرب والمسلمين تجاه السودان – اخر العلاج – ✍️ خالد فضل السيد

في الوقت الذي بدات فيه علامات النصر للقوات المسلحة السودانية علي مليشيات الدعم السريع ومرتزقته تظهر في الميدان بدات تلوح في الافق العديد من المبادرات الخارجية المفخخة التي تظهر دوما في مثل هذه الاوقات و تنادي بانهاء الازمة في السودان مما يجعلنا نشك في نزاهتها والحلول التي تضعها .

وقد سبق ان تناولنا في مقالات سابقة ان الدول الداعمة للحرب والتمرد لم تياس بعد من تنفيذ المخطط طالما لم يتم الحسم العسكري لهؤلاء الاوباش فهي تقوم بتغير خططها باستمرار طبقا لمتغيرات الاحداث في الساحة العسكرية والسياسية فهم الان بعد الفشل العسكري الذريع وعدم امكانية تحقيق النصر في الميدان وفشله اتجهوا للخطط البديلة والتي من ضمنها مثل هذه المؤتمرات والقمم والتجمعات .

نحترم ونقدر هذه الجهود التي تبذل من الدول الاشقاء لايقاف الحرب التي دخلت عامها الثاني لكن ما جعلنا ننظر اليها بتوجس ونتسال اين كانت هذه الدول قبل ان تدخل الحرب عامها الثاني فلم نسمع منهم ادانات او استنكارات واضحة لدولة الامارات والدول الداعمة للمليشيا عسكريا واعلاميا في ظل قيامها بالابادات الجماعية واغتصابات النساء والسرقات وتدمير البني التحتية بطرق واساليب ممنهجة وغيرها من الجرائم الاخري وهذا علي سبيل المثال لا الحصر .

ومن الملاحظ في هذه المبادرة انها تاتي في وقت تتقدم في القوات المسلحة في كل المحاور العسكرية ومؤشرات الهزيمة للمليشيا اصبحت واضحة للعيان الامر الذي جعل بعض الدول الداعمة لها تنسحب وتتوقف من دعمها خجلا بعد الفظائع التي ارتكبتها وظهرت في وسائل الاعلام العالمية وخروج الشعوب في العديد من الدول ضد القيادات التي تدعمها مما جعل بعض الدول تراجع حساباتها خوفا من هدير الشعب وضياع المناصب في وقت صمتت فيه معظم الدول العربية والاسلامية خوفا من الدول الراعية للحرب وتركت السودان وحيدا يصارع في هؤلاء الاوباش وقد نجحت قواته المسلحة بفضل حنكة ومهارات القيادات العسكرية في ايقاف تقدمهم واصبح جاهزا للقضاء عليهم نهائيا رغم صعوبة المعركة التي ابهرت العالم والداعمين انفسهم من صمود وبسالة القوات المسلحة والشعب السوداني في وجه هذه الحرب التي اصبح النصر النصر فيها قاب قوسين او ادني.

نحن ليس ضد اي مبادرات لانهاء الازمة لكن تحفظنا علي مثل هذه المبادرات انها تظهر فجاءة عند تقدم الجيش والقوات المساندة له في الميدان وفي لحظات الشعب السوداني باكمله سعيدا بهذه الانتصارات و ينتظر الاعلان النهائي للقضاء علي هذه المليشيا ومرتزقتها كل هذه الاسباب مجتمعة تجعلنا نشك في مصداقيتها ومن يحركها متخفيا لايجاد الحلول التي تناسبه ولا تناسبنا شعبا وحكومة .

وبعد اطلاعنا علي البيان الذي صدر عنها لاحظنا فيه بعض الفقرات المفخخة والتي مضمونها متعدد المعاني فظاهريا تعطي معنا ولكن عند التنفيذ والتوقيع والاتفاق عليه ستتغير المعاني والكلمات لتعطي معاني اخري فالكلمات التي تعطي عدة معاني وغير واضحة خطر متخفي وهو نفس الدور الذي كانت تمارسه امريكا مع السودان في الاتفاقيات السابقة حيث كانت تتلاعب بالالفاظ والكلمات التي تعطي عدة معاني عند المفاوضات و التي تتغير وفقا لمجريات الاحداث وتطورها وقد عاني السودان من ذلك كثيرا طيلة السنوات السابقة.

وبالعودة لبيان القمة لدينا بعض التحفظات والملاحظات حول بعض الفقرات التي تحمل الارقام 2 _ 3 _ 4 _ 5 _ 6 _ 7 .

ففي الفقرة 2 و 3

نجدها تنادي بفتح قنوات حوار سلمي للوصول الي تسوية سياسية شاملة تستند الي مبدا الوحدة الوطنية واحترام التنوع وتطلعات جميع السودانيين في عملية سياسية تضمن تمثيلا عادلا وتحترم جميع الحقوق .

هذه الفقرات تعتبر مفخخة عند تمحيصها نجدها تدعو لعودة قحت او تقزم كما يحلو لهم تسميتها ومشاركتها كجناح سياسي في الحكومة .

اما في الفقرات 4 و5و 6 والتي تؤكد التزام تلك الدول بتقديم الدعم الإنساني العاجل بما في ذلك المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والإيواء للمتضررين من النزاع والتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها في جميع أنحاء السودان.

وكذلك تخصيص صندوق لدعم الاستقرار والتنمية في السودان والذي يهدف إلى إعادة إعمار المناطق المتضررة من النزاعات وتطوير البنية التحتية وتعزيز فرص العمل والتعليم والصحة بما يضمن بناء مستقبل مستقر ومستدام للشعب السوداني.

بجانب تشجيع المؤسسات الدولية للتعاون مع السودان اقتصاديا واجتماعيا ووضع برنامج تنمية طويل الامد نجد ان الغرض من ذلك اصبح واضحا وهو اسلوب الاغراء فبعد ضمان مشاركة قحط في الحكومة سيتم فك يد المنظمات الدولية لدعم السودان واعماره بعد الحرب

وكذلك تخصيص صندوق لدعم الاستقرار والتنمية في السودان بعد تطبيق تلك الشروط وهي تعتبر رسالة ايضا .

اما في الفقرة 7

التي تنادي بالتاكيد على ضرورة احترام سيادة السودان ورفض التدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد الأزمة والدعوة إلى معالجة هذه الأزمة في إطار إفريقي وعربي إسلامي مع الأخذ في الاعتبار خصوصية السودان واحتياجات شعبه.

فذلك يعني حصر وترك قضية السودان في الاطار الافريقي والعربي والاسلامي فقط لضمان السيطرة علي مجريات الامور بالتنسيق مع هذه الدول وذلك حتي بتم حسم القضية بعيدا عن مجلس الامن الدولي و المنظمات الدولية الاخري التي تعمل في حقوق الانسان وكذلك حتي لاتتدخل روسيا والصين في مجلس الامن باستخدام حق الفيتو لصالح قضية السودان وافشال المخطط الذي تم صرف عليه ملايين الدولارات لضمان نجاحه .

في ظل هذه المعطيات لايمكن ان يساق السودان بالخلا فهو الان يقوم بحل قضاياه بنفسه ويتجه لحسم التمرد عسكريا والذي هو علي الان علي مشارف حسمه وقطع فيه شوطا طويلا ولايحتاج الي كل هذه المبادرات والحلول الخارجية المفخخة التي وضعت بعناية استخباراتية لعودة عملاء الخارج من القحاته وغيرهم كجسم سياسي في الحكومة من خلال هذه البنود والتي ترفضها الحكومة والشعب معا .

واخيرا نؤكد لكل هؤلاء القوم ان السودان قادر علي حل قضاياه وحسمها بنفسه ولا يحتاج الي وصايا خارجية لتضع له الحلول فهو قادر علي وضعها حسب متطلباته وليس متطلبات الاخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام