تقارير و حواراتمقالات الرأي
أخر الأخبار

حقوق المرأة بين الإسلام والعهود والمواثيق الدولية وحقوق الانسان  الحديثة – ✍️ هشام محمود سليمان .. الامين العام الاسبق لمفوضية حقوق الانسان

هذه المقارنة تأخذ في الاعتبار السياقات الثقافية والدينية والأطر القانونية التي تنظم الحقوق في كلا النظامين

1 فيما يتعلق بالمساواة والكرامة الإنسانية

أ  الإسلام:-

يومن الاسلام علي ضرورة المساواة في الكرامة الإنسانية بين النساء والرجال من حيث الكرامة الانسانيه قال الله تعالى في القران

ولقد كرمنا بنِي ادم  وبني ادم تشمل المرأه والرجل معا

ومع ذلك هناك تمييز في بعض الحقوق بناء على الأدوار الاجتماعية والوظائف التي يضطلع بها كل من الرجل والمرأة في الأسرة والمجتمع مثل التوزيع المختلف للميراث أو المسؤوليات في الأسرة

الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم في هذا السياق يحدد الإسلام أدوارا معيشية وأسروية لكل من الرجل والمرأة

ب في حقوق الإنسان الحديثة:-

المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في كافة الحقوق الإنسانية وفقا للمعايير الدولية التي وضعتها الأمم المتحدة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 وكذلك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة CEDAW

المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان تشمل المساواة في المعاملة بين الجنسين دون أي تمييز على أساس النوع أو الدين أو العرق

2 الحق في الحياة والأمن الشخصي :-

في الإسلام :-

حق الحياة محفوظ للمرأة مثل الرجل لا يجوز قتل النساء أو التعدي عليهن إلا في حالات نادرة مثل الدفاع عن النفس أو القضاء العادل

وفي الشريعة الإسلامية يعتبر القتل أو الاعتداء على النساء جريمة يعاقب عليها الإسلام

في حقوق الإنسان الحديثة:-

يعتبر الحق في الحياة والأمن الشخصي هو حق أساسي لكل فرد وفقا للماده

( 3 ) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتم التركيز على منع العنف ضد النساء سواء كان من قبل الشريك أو الأسرة أو المجتمع

المبادئ الدولية تدعو إلى حماية النساء من جميع أشكال العنف بما في ذلك العنف الأسري والتحرش الجنسي والاغتصاب.

ج الحق في التعليم:-

في الإسلام:-

الإسلام شدد على أهمية التعليم للنساء حيث يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة لذا يعتبر التعليم حقا من حقوق المرأة

المرأة في الإسلام يمكنها تلقي التعليم في شتى المجالات كما كانت هناك فقيهات وعالمات كبيرات في التاريخ الإسلامي

حقوق الإنسان الحديثة:-

التعليم حق أساسي لكل طفل سواء كان ذكرا أو أنثى وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حق التعليم للجميع كما تلتزم العديد من الدول بالتعليم المجاني والإلزامي للإناث

المنظمات الدولية مثل اليونسكو تعمل على ضمان إتاحة التعليم للفتيات في كل مكان خاصة في المناطق التي قد تحرم فيها بعض الفتيات من التعليم بسبب الحروب أو التقاليد المجتمعية

د الحق في العمل والمشاركة الاقتصادية:-

في الإسلام:-

حق المرأة في العمل مكفول المرأة يمكنها العمل في مختلف المجالات لكن يشترط أن يكون العمل متوافقا مع الشريعة الإسلامية يسمح لها بالتجارة والصناعة والتعليم والطب وغيرها من المهن لكن

على الرغم من ذلك قد تكون هناك بعض القيود بناء على القيم الدينية أو الاجتماعية مثل العمل في بيئات مختلطة قد تعتبر غير ملائمة في بعض السياقات الإسلامية

في حقوق الإنسان الحديثة:-

تضمن حقوق الإنسان المساواة في الفرص بين الرجال والنساء في العمل والمشاركة الاقتصادية بما في ذلك التوظيف والأجر المتساوي مقابل العمل المتساوي

منظمة العمل الدولية (ILO) تدعو إلى تشجيع النساء على المشاركة في الاقتصاد في جميع القطاعات وضمان المساواة في الأجور وحمايتهن من التمييز في العمل

ه الحق في الزواج والطلاق:-

في الإسلام:

الإسلام يعطي المرأة حق اختيار شريك الحياة حيث لا يجوز الزواج القسري في الشريعة الإسلامية وتتم الموافقة من قبل الفتاة على الزواج

الإسلام أيضا يسمح للمرأة بالحصول على الطلاق في حال رغبت في إنهاء الزواج الخلع رغم أن الطلاق في الإسلام يعتبر من الحقوق التي يمارسها الرجل أكثر من المرأة

في حالات الطلاق يحق للمرأة أن تحصل على نفقة في فترة العدة وفي بعض الحالات يمكنها الحصول على جزء من الميراث أو النفقة الدائمة

في حقوق الإنسان الحديثة:-

الحق في الزواج والطلاق هو حق أساسي للمرأة في حقوق الإنسان الحديثة يشترط الاختيار الحر للطرفين في الزواج مما يتوافق مع اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW)

لا يجب أن يفرض على المرأة الزواج القسري أو أن يحرم حقها في الطلاق دون رغبتها

كما تضمن حقوق المرأة في الطلاق أن يكون حقها في الرعاية والمال محفوظة

و الميراث:

في الإسلام:-

الميراث في الإسلام يعتمد على نظام محدد فالمرأة تأخذ نصف نصيب الرجل في بعض الحالات على سبيل المثال في الميراث عن الوالدين أو الزوج

لكن هذا النظام مرتبط بالمسؤوليات التي يضطلع بها الرجل في الأسرة حيث يفترض أن الرجل يجب عليه النفقة على عائلته في حين أن المرأة قد لا تكون ملزمة بذلك لذا ينظر إلى أن توزيع الميراث في الإسلام يهدف إلى حماية المرأة ماديا

في حقوق الإنسان الحديثة:-

في العديد من البلدان الحقوق المتساوية في الميراث هي جزء من قوانين حقوق الإنسان حيث لا يسمح بالتمييز على أساس الجنس

في بعض الدول التي تتبع نظم حقوق الإنسان الحديثة يتم الدفع نحو مساواة المرأة في الميراث إلا أن هذا قد يتناقض مع التشريعات الإسلامية.د

ز الحرية الشخصية:

في الإسلام:

الإسلام يعطي المرأة حرية شخصية في نطاق الشريعة لها حق اتخاذ قرارات بشأن حياتها الشخصية مثل الزواج والطلاق والعمل إلا ان هناك

هناك قيود دينية قد تؤثر على حرية المرأة مثل القيم المتعلقة باللباس والطريقة التي يجب أن تتعامل بها مع الرجال الأجانب عنها

في حقوق الإنسان الحديثة:-

حقوق الإنسان الحديثة تضمن الحرية الشخصية للمرأة في كل مجالات الحياة بما في ذلك حرية اللباس و التعامل مع الآخرين و القرار الشخصي في شؤونها الخاصة

ى العنف ضد المرأة:

في الإسلام:-

الإسلام يشدد على معاملة المرأة بالمعروف وعاشروهن بالمعروف والعنف ضد المرأة مرفوض بشكل عام

هناك اختلافات في كيفية معالجة الخلافات الزوجية فقد يتسامح في بعض الحالات مع الضرب الخفيف كحل أخير بعد محاولات أخرى وهو أمر محل جدل واسع

في حقوق الإنسان الحديثة:-

مكافحة العنف ضد النساء تعد واحدة من أولويات حقوق الإنسان الحديثة التي تدعو إلى القضاء على العنف الأسري التحرش الجنسي والاغتصاب

كما تركز القوانين الحديثة على حماية المرأة من أي شكل من أشكال العنف الجسدي أو النفسي في جميع العلاقات

ذ الحق في المشاركة السياسية:-

في الإسلام:-

الإسلام يتيح للمرأة المشاركة السياسية في إطار معين ويمكن أن تشارك في الانتخابات والمجالس

هناك أمثلة في تاريخ الإسلام على نساء شاركن في الحروب و الشؤون السياسية مثل أم سلمة و عائشة رضي عنها

في حقوق الإنسان الحديثة:-

المشاركة السياسية للمرأة جزء أساسي من حقوق الإنسان الحديثة حيث يحق للمرأة التصويت والترشح للمنصب في أي حكومة أو مؤسسة

تحظى الحقوق النسائية في المشاركة السياسية بشدة في الكثير من البلدان الحديثة التي تطالب بمساواة التمثيل السياسي

خلاصة:-

التشابه:-

في كلا النظامين يعترف بحقوق المرأة في الحياة والتعليم والعمل والمشاركة في الحياة السياسية

الاختلاف:-

الاختلافات بين النظام الإسلامي وحقوق الإنسان الحديثة فيما يتعلق بحقوق المرأة يشمل عدة جوانب حيث أن النظام الإسلامي يختلف في بعض نواحيه عن المبادئ التي أقرها إعلان حقوق الإنسان الحديثة لكن هناك أيضا بعض التوافقات بينهما في العديد من المجالات وتتمثل أهم الاختلافات في الاتي :-

أ دور المرأة في المجتمع:

النظام الإسلامي:

يحدد الإسلام دور المرأة في المجتمع استنادا إلى مفاهيم الشريعة التي قد تكون موجهة نحو الحفاظ على الأسرة والمجتمع وفقاً للقيم الدينية الإسلام يعترف بالحقوق الفردية للمرأة ولكنه يؤكد على مسؤولياتها الخاصة في الأسرة مثل دورها كأم وزوجة

حقوق الإنسان الحديثة:-

تسعى حقوق الإنسان الحديثة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين في جميع المجالات بما في ذلك العمل والتعليم والمشاركة السياسية بعيدا عن الأدوار التقليدية التي قد تفرضها الثقافة أو الدين

ب المساواة في الحقوق:-

النظام الإسلامي:

الإسلام يمنح المرأة حقوقا متساوية مع الرجل في العديد من الجوانب مثل حقها في الميراث والتعليم والعمل والاختيار في الزواج لكنه قد يضع بعض القيود بناء على تفسير الشريعة مثل مبدأ القوامة للرجل في الأسرة

حقوق الإنسان الحديثة:-

تؤكد على المساواة التامة بين الرجل والمرأة في جميع المجالات القانونية والاجتماعية دون تمييز استنادا إلى الجنس تطالب بالمساواة في الأجور الفرص والمشاركة في المناصب القيادية

ج الحقوق السياسية:-

النظام الإسلامي:

في العديد من الدول الإسلامية المرأة تمتلك الحق في المشاركة في السياسة مثل الانتخاب والترشح ولكن هذا قد يختلف بحسب الثقافة أو التفسير الديني المحلي

حقوق الإنسان الحديثة:-

تضمن حقوق الإنسان الحديثة للمرأة المساواة في الحقوق السياسية مما يعني أن المرأة يمكنها أن تشغل المناصب العليا في الدولة دون تمييز

د الملابس والتفاعل الاجتماعي:

النظام الإسلامي:

يوصي الإسلام بارتداء المرأة للزي المحتشم ويضع ضوابط تتعلق بتفاعل المرأة مع الرجال خارج إطار الأسرة هذه القوانين قد تكون أكثر تشددا في بعض الدول الإسلامية

حقوق الإنسان الحديثة: –

تركز على حرية المرأة في اختيار لباسها وطريقة تعاملها مع الآخرين دون تقييدها بقوانين دينية أو ثقافية وتؤكد على حقوق الحرية الشخصية في المجتمع

ه حق الطلاق والميراث:-

النظام الإسلامي:-

الإسلام يمنح المرأة الحق في الطلاق والشروط المتعلقة بالميراث حيث تكون حصة المرأة في الميراث نصف حصة الرجل في بعض الحالات

حقوق الإنسان الحديثة:-

تؤكد حقوق الإنسان الحديثة على حقوق المرأة في الطلاق والميراث من دون تمييز في بعض الأنظمة القانونية الحديثة قد تساوي حصة المرأة مع الرجل في الميراث وهذا قد يتناقض مع التفسير الإسلامي التقليدي

و الزواج والولاية:

النظام الإسلامي:

يُسمح للمرأة بالزواج وفقا لشروط معينة وقد يحتاج زواجها إلى موافقة ولي أمرها خاصة في بعض التقاليد الثقافية أو الفقهية كما أن الزواج المبكر قد يُدعتبر مقبولا في بعض السياقات

حقوق الإنسان الحديثة:-

تؤكد على حق المرأة في الزواج بناء على إرادتها الحرة ورفع السن الأدنى للزواج بما يتماشى مع مصلحة المرأة وحقوقها الشخصية

ى العنف ضد المرأة:-

النظام الإسلامي:

الإسلام يحرم العنف ضد المرأة ولكن قد يتفاوت التطبيق في بعض المجتمعات الإسلامية في بعض الحالات يظل هناك تفسيرات قانونية ثقافية قد تؤدي إلى المعاملة غير العادلة للنساء

حقوق الإنسان الحديثة:-

تحارب حقوق الإنسان الحديثة جميع أشكال العنف ضد النساء وتعتبرها انتهاكا لحقوق الإنسان وتشمل قوانين لحماية النساء من العنف الأسري والتحرش الجنسي والتمييز

س التعليم والعمل:-

النظام الإسلامي:

الإسلام يوافق على تعليم المرأة والعمل لكن التطبيق قد يختلف حسب تفسير الشريعة في بعض البلدان الإسلامية. في بعض الأماكن يمكن أن تفرض قيود على وظائف معينة أو مهن بناء على جنس المرأة

حقوق الإنسان الحديثة:-

تضمن حقوق المرأة في التعليم والعمل على قدم المساواة مع الرجل وتعارض أي تمييز مهماكان في هذا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام