مفهوم المناطق الامنه والتدخل الدولي لحمايتها .. بين الموضوعبه و الاستغلال السياسي لتعزيز نفوذ الدول العظمي ✍️ هشام محمود سليمان
المناطق الآمنة والتدخل الأممي لحمايتها يمثلان جزءا من استجابة المجتمع الدولي للأزمات الإنسانية والصراعات المسلحة التي تتسبب في تهديدات كبيرة للمدنيين ويمكن شرح هذين المفهومين فيما يلي:-
1. المناطق الآمنة:-
المناطق الآمنة هي مناطق جغرافية يتم تحديدها في سياق النزاعات المسلحة أو الأزمات الإنسانية بهدف توفير الحماية للمدنيين أو الفئات الضعيفة (مثل اللاجئين الأطفال النساء أو الأقليات) من أعمال العنف أو الهجمات العسكرية غالبا ما يتم تحديد هذه المناطق بناء على اتفاقات أو قرارات دولية ويمكن أن تكون في داخل دول النزاع أو على الحدود
أنواع المناطق الآمنة:-
1 المناطق الآمنة المؤقتة
يتم إنشاء هذه المناطق في حالات الطوارئ للحفاظ على حياة المدنيين لفترة محدودة مثل ما يحدث أثناء الهجمات أو الاجتياح العسكري
2 المناطق الآمنة الدائمة
تُنشأ في مناطق النزاع المستمر لتوفير الحماية على المدى الطويل وقد تشمل وجود معسكرات للاجئين أو مناطق محمية بواسطة قوات دولية
أهداف المناطق الآمنة:-
أ حماية المدنيين:
لضمان عدم تعرض المدنيين للهجمات العسكرية أو العنف
لابد من توفير ملاذ آمن ملاذ للمشردين أو اللاجئين الهاربين من مناطق القتال لما يساعد
تسريع وتقديم المساعدات الإنسانيةو تيسير وصول المساعدات مثل الطعام والدواء للمحتاجين
2. التدخل الأممي لحماية المناطق الآمنة:-
يعد التدخل الأممي في حماية المناطق الآمنة من أهم آليات المجتمع الدولي لمواجهة الأزمات الإنسانية والنزاعات المسلحة يعتبر هذا التدخل ضروريا عندما تصبح حكومة الدولة المعنية غير قادرة على حماية مواطنيها أو عندما يكون هناك تهديد موجه للمدنيين
آليات التدخل الأممي:-
قوات حفظ السلام:
تحت إشراف الأمم المتحدة أو تحالفات دولية تنشر قوات عسكرية في المناطق الآمنة لضمان عدم تعرض المدنيين لأي هجوم أو اعتداء
مثال:-
نشر القوات الدولية في مناطق مثل البوسنة والهرسك في التسعينات
المساعدات الإنسانية:
تشمل تقديم مساعدات إنسانية (غذاء، دواء، مأوى) للمناطق المتضررة من النزاع
مثال: استخدام الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية لتوزيع الإغاثة.
فرض مناطق حظر الطيران:- تُفرض مناطق حظر طيران فوق المناطق الآمنة لمنع أي هجمات جوية ضد المدنيين.
مثال:
في 1991 فرضت الأمم المتحدة منطقة حظر الطيران في شمال وجنوب العراق لحماية الأكراد والشيعة من الهجمات الجوية
المراقبة الدولية:
نشر فرق مراقبة دولية لمراقبة حقوق الإنسان وتوثيق الانتهاكات في المناطق المتضررة مثل بعثات الأمم المتحدة للمراقبة في مناطق النزاع
الشرعية القانونية للتدخل الأممي:-
يجب أن يكون التدخل الأممي مشروعا وفقا للقانون الدولي ويمكن أن يسمح من خلال
قرار من مجلس الأمن الدولي عادة ما يكون التدخل الأممي بناء على قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث يتخذ المجلس إجراءات قانونية تسمح بفرض عقوبات أو تدابير عسكرية
التفويض من الحكومة المعنية:-
في بعض الحالات قد يكون التدخل الأممي بموافقة الحكومة المعنية خاصة إذا كان التدخل جزءا من عملية سلمية
التحديات في تطبيق المناطق الآمنة والتدخل الأممي:-
القدرة على التنفيذ: –
في بعض الحالات لا تكون الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية قادرة على فرض مناطق امنة بشكل فعال بسبب نقص الموارد أو التحديات العسكرية
المقاومة السياسية:-
قد تواجه الأمم المتحدة تحديات سياسية من الحكومات المحلية أو الدول الكبرى التي قد تعارض التدخلات
المخاطر على المدنيين:-
يمكن أن تتحول المناطق الآمنة إلى هدف للهجمات العسكرية مما يزيد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون
أمثلة تاريخية على المناطق الامنة والتدخل الأممي:-
المنطقة الامنة في العراق 1991 بعد حرب الخليج الثانية فرضت الأمم المتحدة مناطق آمنة للأكراد في شمال العراق والشيعة في الجنوب في محاولة لحمايتهم من الهجمات الحكومية
البوسنة والهرسك 1992-1995 خلال الحرب في البوسنة تم إنشاء مناطق امنة في مدن مثل سراييفو وسربرنيتشا ورغم أن قوات حفظ السلام كانت موجودة لحماية المدنيين إلا أن هذه المناطق لم تكن محصنة بالكامل ضد الهجمات كما حدث في مذبحة سربرنيتشا عام 1995
سوريا:-
على الرغم من أن هناك محاولات لإنشاء مناطق آمنة في شمال سوريا لم تكن هناك إجراءات موحدة لحمايتها من هجمات القوات السورية أو الجماعات المسلحة الأخرى
في المجمل يشكل التدخل الأممي لحماية المناطق الآمنة أحد الأدوات الرئيسية للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في ظل النزاعات المسلحة لكنه يتطلب التنسيق الجيد والقدرة على التنفيذ لضمان فعاليته
الأسباب والدواعي والمبررات لإنشاء المناطق الآمنة والتدخل الأممي لحمايتها:-
تقوم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإنشاء المناطق الآمنة والتدخل الأممي لحمايتها بناء على عدة أسباب ودواعي إنسانية وقانونية وأمنية فيما يلي تفصيل للأسباب الريسية التي تبرر هذه الإجراءات:-
1. الأسباب الإنسانية
حماية المدنيين من العنف
في حالات النزاع المسلح يتعرض المدنيون إلى تهديدات كبيرة من هجمات عسكرية هجمات جوية قصف عشوائي،د وعمليات قتل جماعي يتم إنشاء المناطق الامنة لتوفير الحماية لهم من هذه الاعتداءات التي تنتهك حقوق الإنسان كما تمثل مناطق الحماية ملاذا للمشردين واللاجئين
تخفيف الأزمات الإنسانية:-
النزاعات المسلحة تؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية مثل نقص الغذاء الدواء والمساعدات الأساسية إنشاء المناطق الآمنة يسهل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع مما يساعد في تخفيف المعاناة الإنسانية
حماية الفئات الضعيفة:-
في كثير من الأحيان تكون النساء والأطفال وكذلك الأقليات العرقية أو الدينية أكثر عرضة للاستهداف في الحروب فالمناطق الامنة توفر لهم مكانا محميا بعيدا عن العنف المرتكب ضدهم
2. الأسباب السياسية:-
الاستجابة لأزمات سياسية دولية:
التدخل الأممي غالبا ما يكون استجابة لأزمات سياسية كبيرة أو نزاعات تتسبب في نزوح جماعي للمدنيين وتدمير للبنى التحتية في بعض الحالات قد يفرض مجلس الأمن الدولي مناطق امنة أو تدخل عسكري استجابة لضغوط دولية أو لمطالبات من دول متأثرة بالنزاع
حماية المصالح الاستراتيجية:-
في بعض الحالات قد يتم إنشاء المناطق الآمنة لحماية مصالح دولية استراتيجية على سبيل المثال يمكن أن يكون التدخل الأممي مرتبطا بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي أو ضمان عدم انتشار النزاع إلى دول مجاورة
دعم عملية السلام:-
المناطق الآمنة قد تُنشأ أيضا كجزء من جهود السلام أو التفاوض بين الأطراف المتنازعة قد يُنظر إليها كخطوة لبناء الثقة بين الأطراف المتحاربة وتخفيف التوترات الميدانية وهو ما يسهم في إحراز تقدم في مفاوضات السلام
3. الأسباب القانونية:-
حماية حقوق الإنسان:-
إنشاء المناطق الآمنة والتدخل الأممي لحمايتها يستند إلى المبادئ القانونية للأمم المتحدة، مثل مسؤولية الحماية Responsibility to Protect – R2P بموجب هذه المبادئ تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية حماية المدنيين في حال عجزت الدولة المعنية عن حماية شعبها من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان
الالتزام بالقانون الدولي الإنساني:-
يتطلب القانون الدولي الإنساني مثل اتفاقيات جنيف لحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة هذه القوانين تتيح للمجتمع الدولي التدخل في الحالات التي تشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أو تهديدا للسلام والأمن الدوليين
4. الأسباب الأمنية:-
منع تصعيد النزاع الإقليمي أو الدولي:-
في بعض الحالات يمكن أن يؤدي النزاع الداخلي إلى تصعيد أو امتداد أمني عابر للحدود ويؤثر على استقرار المنطقة بأكملها إنشاء مناطق آمنة مثل المناطق التي تعلن حظر الطيران أو وضع القوات الدولية لحفظ السلام قد يساهم في منع انتشار العنف إلى الدول المجاورة
تحجيم أعمال العنف والميليشيات:-
في حالات النزاعات حيث تسيطر الميليشيات أو الجماعات المسلحة غير الحكومية على مناطق واسعة يمكن أن توفر المناطق الآمنة حماية للسكان المدنيين من التهديدات المتزايدة من هذه الجماعات وبالتالي الحد من تفشي العنف المسلح
ضمان وصول المساعدات الإنسانية في مناطق نائية:-
في بعض النزاعات يمكن أن يكون من الصعب وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة بسبب القيود التي تفرضها الأطراف المتنازعة. التدخل الأممي يوفر إطارًا أمنيًا يسمح بتأمين وصول المساعدات وتوزيعها على المحتاجين.
5. الأسباب الأخلاقية:-
مسؤولية المجتمع الدولي:
هناك قناعة أخلاقية في المجتمع الدولي بأن جميع البشر يستحقون الحماية من العنف والانتهاكات بغض النظر عن الجنسية أو الانتماء الديني أو العرقي التدخل الأممي في حماية المناطق الآمنة يعتبر جزءًا من المسؤولية الأخلاقية للمجتمع الدولي لضمان حقوق الإنسان
الضغط العام من المنظمات غير الحكومية:-
غالبا ما يكون هناك ضغط من المنظمات الإنسانية والدولية للمجتمع الدولي للعمل سريعا لحماية المدنيين في حالات النزاع. هذا الضغط يتزايد مع انتشار المعلومات عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي تكشف الانتهاكات بحق المدنيين مما يحفز الأمم المتحدة والدول الكبرى على التدخل
6. المبررات العسكرية:-
تحقيق الاستقرار:-
نشر قوات حفظ السلام أو تدخل قوات أممية قد يعتبر ضرورة لتحقيق الاستقرار في مناطق النزاع القوة العسكرية الدولية قد تستخدم لمنع الهجمات على المناطق الآمنة وللسيطرة على الأراضي المتنازع عليها لضمان عدم تجدد العنف
تقليل الفوضى والعنف العشوائي:-
في بعض النزاعات تصبح السيطرة على الأرض غير واضحة مما يؤدي إلى أعمال عنف عشوائي ضد المدنيين التدخل العسكري الدولي يمكن أن يساعد في إعادة النظام وإنهاء هذه الفوضى
استغلال الدول الكبرى للتدخل الأممي وإنشاء المناطق الآمنة لتحقيق مصالح سياسية أو تصفية حسابات سياسية:-
يمثل هذا الأمر أحد التحديات الرئيسية في تطبيق هذه الآليات الدولية في بعض الحالات قد تستخدم هذه الأدوات ليس فقط لأغراض إنسانية بل أيضا لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية هذا الاستغلال يظهر التوتر بين المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية وبين الواقع السياسي والمصالح الجيوسياسية للدول الكبرى
أسباب استغلال الدول الكبرى للتدخل الأممي والمناطق الآمنة:-
1. تحقيق مصالح استراتيجية
السيطرة على مناطق حيوية الدول الكبرى قد تستغل التدخل الأممي لإنشاء مناطق آمنة في مناطق ذات أهمية جيوسياسية أو اقتصادية على سبيل المثال قد تكون هذه المناطق غنية بالموارد الطبيعية أو تقع بالقرب من طرق التجارة الحيوية أو على حدود مناطق نزاع مهمة التدخل الأممي قد يكون وسيلة للتموقع في مناطق استراتيجية لتحقيق مصالح اقتصادية أو عسكرية
التأثير على موازين القوى الإقليمية:-
تدخل الدول الكبرى في نزاع داخلي قد يعكس رغبتها في تعزيز نفوذها الإقليمي أو في التنافس مع قوى أخرى. هذا قد يتضمن دعم أطراف معينة ضد أخرى مما يؤدي إلى استخدام المناطق الآمنة كأداة لتحقيق أهداف سياسية على حساب الاستقرار الإنساني
2. تعزيز النفوذ السياسي:-
دعم حلفاء سياسيين:
في بعض الحالات قد تستخدم الدول الكبرى مناطق آمنة لتوفير الدعم العسكري أو السياسي لحلفائها المحليين أو الإقليميين مما يعزز قوتهم السياسية في النزاع هذا التدخل قد يستخدم لإبقاء حلفاء في السلطة أو لإضعاف خصوم سياسيين
استخدام مناطق امنة كأدوات للضغط السياسي: –
قد تستغل الدول الكبرى وجود مناطق امنة كوسيلة للضغط على الأنظمة الحاكمة أو على أطراف النزاع بهدف تحقيق مصالح سياسية معينة يمكن أن يُفرض هذا الضغط من خلال تهديدات أو شروط سياسية ترتبط بالمساعدات الإنسانية أو الدعم العسكر
3. إضعاف خصوم جيوسياسيين:-
تصفية الحسابات مع خصوم إقليميين:-
في بعض الحالات قد يتم استخدام التدخل الأممي تحت ذريعة حماية المدنيين أو إنشاء مناطق آمنة كوسيلة لإضعاف أو تقويض خصوم دوليين أو إقليميين. على سبيل المثال قد تستغل الدول الكبرى التدخل في مناطق النزاع لإضعاف الأنظمة المعادية لها أو لتغيير موازين القوى السياسية في المنطقة
التحكم في السلطة المحلية:- في نزاعات متعددة الأطراف قد تسعى الدول الكبرى إلى استخدام التدخل العسكري أو إنشاء مناطق آمنة لتقوية فصيل معين ضد فصيل آخر بما يخدم مصالحها الخاصة في تعزيز النفوذ داخل البلد المعني أو على مستوى المنطقة بأسرها
أمثلة على استغلال التدخل الأممي والمناطق الآمنة:-
1 العراق 1991
بعد حرب الخليج الثانية فرضت الأمم المتحدة مناطق آمنة في شمال وجنوب العراق لحماية الأكراد والشيعة من هجمات النظام العراقي بقيادة صدام حسين. لكن من جهة أخرى كان لهذه المناطق أيضا دوافع سياسية فالدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة سعت إلى تقييد قدرة النظام العراقي على مهاجمة الأقليات وتثبيت النفوذ الغربي في العراق كما أن التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة كان له دور في محاصرة النظام العراقي وإضعافه مما ساهم في تعميق الخلافات السياسية بين الولايات المتحدة والعراق
2. سوريا 2012-2020
في سوريا تم الحديث عن إنشاء مناطق آمنة في شمال البلاد لحماية المدنيين من الهجمات الحكومية والتعرض للقتال العنيف لكن كانت هذه المناطق محل نزاع بين القوى الكبرى
على سبيل المثال
الولايات المتحدة وتركيا
دعمتا إنشاء مناطق آمنة في شمال سوريا لحماية الأكراد من الهجمات التركية في نفس الوقت الذي كانتا تسعيان فيه لمحاربة تنظيم داعش هنا كان التدخل السياسي جزءا من الاستراتيجية الأمريكية والتركيا لموازنة النفوذ الإيراني والسوري في المنطقة
روسيا:-
من جهتها دعمت النظام السوري ضد أي تدخل خارجي مُستخدمة النفوذ السياسي العسكري في محاربة أي محاولات لإقامة مناطق آمنة تهدد استقرار النظام السوري وتزيد من نفوذ الأطراف المعارضة له
3. ليبيا 2011
في ليبيا استخدمت القوى الغربية التدخل العسكري لحماية المدنيين أثناء الثورة ضد معمر القذافي المجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وافق على تدخل عسكري تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة العسكرية لحماية المدنيين رغم أن هذا التدخل كان موجها بشكل رسمي لحماية المدنيين إلا أن هناك تهما بأن الدول الكبرى قد استغلت الوضع لتصفية حساباتها السياسية مع القذافي وتعزيز مصالحها الاستراتيجية في المنطقة مما أدى إلى انهيار الدولة الليبية وانتشار الفوضى
التحديات والآثار السلبية:-
1 فقدان الثقة في المجتمع الدولي عندما يتبين أن التدخلات الدولية تتسم بمصالح سياسية بعيدة عن الأهداف الإنسانية قد يؤدي ذلك إلى فقدان الثقة في الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة يرى البعض أن هذه التدخلات ليست سوى أداة لتحقق أهداف سياسية للدول الكبرى على حساب شعوب الدول المتأثرة
2 تفشي الصراع بدلاً من حله
التدخلات التي تحكمها المصالح السياسية قد تؤدي إلى تصعيد النزاعات بدلاً من إنهائها ففي بعض الحالات قد تكون المناطق الآمنة التي يتم إنشاؤها في الواقع نقاطا للانقسام بين القوى الإقليمية والدولية مما يودي إلى مزيد من العنف والصراع
3 التشويش على الأهداف الإنسانية
عندما تستخدم المناطق الآمنة كأدوات لتصفية الحسابات السياسية يتم التشويش على الأهداف الإنسانية الحقيقية فبدلا من أن تكون هذه المناطق ملاذا آمنا للمدنيين قد تتحول إلى أدوات ضغط سياسي أو أسلحة جيوسياسية
الخلاصة:
رغم أن إنشاء المناطق الآمنة والتدخل الأممي يُعتبر أداة لحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة فإن الدول الكبرى قد تستغل هذه الآليات أحيانا لتحقيق أهداف سياسية أو استراتيجية هذا الاستغلال قد يؤثر سلبا على النزاعات ويحرف الأهداف الإنسانية مما يعقد الوصول إلى حل حقيقي ومستدام للأزمات من المهم أن يتجنب المجتمع الدولي استخدام هذه الأدوات لأغراض سياسية ضيقة وأن يلتزم بالمبادئ الأساسية لحماية المدنيين وضمان السلام والاستقرار في المناطق المتأثرة
هشام محمود سليمان
الامين العام الاسبق للمفوضيه
القوميه الحقوق الانسان
تعليق واحد