المبعوثون الأمريكيون وتبني سياسات الحزب الجمهوري اليساري في السودان…!! – استراتيجيات – ✍️ د. عصام بطران
– رغم الفروقات في المفاهيم السائدة عن اليسار والليبرالية الا انهما وجهان لعملة واحدة، فكلاهما يتبنى (خزعبلات) التقدمية العلمانية اليسارية التي من ضمنها الفكرة الشيوعية ، وفي كثير من الاحيان يتدثر اليساريون تحت عباءة المسميات الهلامية لاخفاء هويتهم المنبوذة بين الامم المحافظة بالضبط كما يحدث بالسودان…
– منذ خليقة الدولة الأمريكية الحديثة نشأ حزبان كبيران يتنافسان تداولا في كرسي البيت الابيض الامريكي ، هما الحزب الجمهوري (اليميني) المحافظ والحزب الديمقراطي (اليساري) ولعل من شواهد الكراهية العالمية للفكرة اليسارية لم يتلقد اليسار الذي يمثله الحزب الديموقراطي منصب الرئاسة الامريكية الا 16 مرة مقابل31 مرة من ضمن 47 رئيس امريكي ..
– رغم ان السياسة الخارجية الامريكية تحكمها دولة المؤسسات وخلايا المخابرات واللوبي الصهيوني الا ان توجهات اليمين الذي يمثله الرئيس الامريكي من الحزب الجمهوري واليسار الامريكي الذي يمثله الحزب الديموقراطي تجاه السودان تظهر اكثر ميولا وانحيازا لليسار التقدمي في السودان حال كان الرئيس الامريكي المنتخب من الحزب الديمقراطي وهي اكثر الفترات التي يصعد فيها نجم الليبراليين أو اليساريين في السودان…
– تلاحظ خلال مدة الرؤساء الأمريكيين من قائمة الحزب الديموقراطي تبني سياسات الحزب دون المرور بدولة المؤسسات الامريكية عبر مايعرف بالمبعوث الخاص للسودان مقابل تقليص دور الدبلوماسية الرسمية عبر السفارة الامريكية ..
– أربعة مبعوثين أمريكيين تعاقبوا على السودان جميعهم في فترة حكم رئيس امريكي من خلفية الحزب الديموقراطي ، هم:
– الاول المبعوث جون دانفورث في الفترة من 2001 الى 2005م في عهد الرئيس الديمقراطي جورج بوش…
– الثاني المبعوث ريتشارد وليامسون في الفترة من 2008 الى 2009م ايضا في في عهد الرئيس الامريكي الديموقراطي جورج بوش…
– الثالث المبعوث اسكوت غرايشن في الفترة من 2009 الى 2011م في عهد الرئيس الديموقراطي باراك اوباما…
– الرابع المبعوث الامريكي توم بريلو الذي تولى ملف البعثة في فبراير 2024م في عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن المنتهية ولايته في يناير 2024م.
– ظهر الخبث اليساري الامريكي متمثلا في الحزب الديمقراطي في عهد الرئيس جو بايدن ، اذ لأول مرة منذ 25 عاما تم تعيين جون غودفري كأول سفير أميركي في السودان منذ العام 1996م تزامنا مع حلم تقلد اليسار السوداني متمثلا في (جوقة) قوى اعلان الحرية والتغيير وصنيعة توم بريلو (تقدم) ، حسب ماورد في بيان الخارجية الامريكية التي ذكرت ان السفير غودفري سيساعد السودان في الحرية والسلام والعدالة والانتقال الديمقراطي…
– عقب اجراءات 25 اكتوبر 2021م لفظ الشعب السوداني حمدوك وعملاء اليسار من سدة الحكم في السودان حتى اعلنت الخارجية الامريكية سحب السفير وتقليص دورها وعودة الديمقراطيين الى تعيين المبعوث الامريكي الرابع في السودان توم بريلو ، وقد ذكر بيان وزير الخارجية أنتوني بلينكن في فبراير 2024م عن تعيين توم بيرييلو كمبعوث أمريكي خاص للسودان. وحدد البيان ان يقوم المبعوث الخاص بيرييلو في إطار هذا المنصب بتنسيق السياسة الأمريكية بشأن السودان وتعزيز جهودنا الرامية إلى إنهاء الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق ودعم الشعب السوداني في سعيه إلى تحقيق طموحاته بالحرية والسلام والعدالة ، وانه سيعمل على تمكين القادة المدنيين السودانيين وقيادة مشاركتنا مع الشركاء في أفريقيا والشرق الأوسط والمجتمع الدولي…
– وصول الرئيس الامريكي الجمهوري المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض في يناير ٢٠٢٥م سيطيح بالمبعوث الامريكي توم بيريلو ان لم يعتذر بيريلو عن مهمته بانقضاء فترة الرئيس الديمقراطي جو بايدن وربما ستتقلص حظوظ اليسار السوداني في الانفراد بالفترة الانتقالية تحت غطاء المبعوثين الأمريكيين الخاصين للحزب الديمقراطي اليساري في السودان…
