حمدوك.. هل سيعد الإنجليز بدفع دية غردون ؟؟ – شؤون وشجون – ✍️ الطيب قسم السيد
*شؤون وشجون*
* حمدوك.. هل سيعد الإنجليز بدفع دية غردون *؟؟
*الطيب قسم السيد*
عنوان مقالي هذا الذي إنبثقت فكرته من مقال رشيق طالعته مرسلا لي في الخاص، من أستاذي د. عبد العظيم عوض نائب مدير الإذاعة السودانية الأسبق المذيع ومقدم البرامج المعروف، المستشار الاعلامي الأسبق لسفارة السودان بجمهورية مصر العربية،، الأمين العام للمجلس القومي، للصحافة والمطبوعات.
ومطالعتي لمقال دكتور عبد العظيم، الذي تحول تعقيبي عليه إلى هذا الذي تطالعون،،كان ضمن ما بيننا من تواثق غير مكتوب لتبادل ما نكتب في مرحلة ما قبل التعميم..
وحتى لا يعرضني تناول مقال استاذي دكتور عبد العظيم، لأي مساءلة قانونية،،خصوصا ان الرجل قانوني ضليع سارعت بابلاغه مستاذنا بانني سأكتب مقالي المقبل، وهو الذي بين أيديكم الأن مستندا علي مقاله الذي أرسله لي في الخاص، بعنوان (متاهة حمدوك).
أشار الدكتور عبد العظيم عوض، في مستهل مقاله ذاك الرصين، الي إحتمال هو أقرب إلى الواقع في ان الترتيب لزيارة د.عبدالله
حمدوك لبريطانيا الأخيرة، التي كلفته ومن رافقوه،صفعة تاريخية مذلة موجعة، من سوداني بريطانيا،، في زيارة تم الترتيب لها بعناية بواسطة الجهة المضيفة بحيث تتزامن مع تولي بريطانيا لرئاسة مجلس الأمن الشهر الجاري، وهو توقيت صادف إنتهاكات مليشيا الدعم السريع الواسعة في مناطق شرق الجزيرة والتي وجدت استهجانا وإدانات واسعة من مختلف انحاء العالم كانت آخرها ادانة الكونغرس الأميركي لانتهاكات مليشيا آل دقلو القجرية الإرهابية المتمردة.. مما يساعد بظنهم في بلورة فكرة إرسال القوات الأممية بدعوى حماية المدنيين في السودان،، وإيجاد مايسمى بالمناطق الآمنة محظورة الطيران ، وطرح مشروع قرار بهذا الشأن في مجلس الأمن الدولي علما بأن بريطانيا تتولي حاليا ايضا مهمة ما يُعرف في دوائر مجلس الأمن بحامل القلم .
و يضيف مقال دكتور عبد العظيم عوض، ان اهتمام حمدوك وحرصه ذاك علي التعويل علي الأجنبي ، ليس بالأمر الصدفة بل هو منهج مفروض عليه شمل حتى مرتبه ومرتبات معاونيه في مجلس الوزراء على أيامه تلك البائسة كسابقة غير معهودة في إدارة دولة يفترض انها تتمتع بالسيادة والاستقلال.
حيث إن تصرفات المبعوث الأممي سيئ الذكر فولكر بيرتس وتحركاته الماسة بسيادة الدولة كانت ماثلة للعيان لدرجة ان البعض، وصفه وفقها بانه كان الراعي الرئيس للاتفاق الإطاري الذي اعترف حميدتي أخيرا بأنه كان السبب في إشعال الحرب بعد ان تسلمه من قبل ووافق علبه.
ومضى استاذي دكتور عبد العظيم في مقاله العميق والساخر في وقت معا،،بعنوان،،(متاهة حمدوك) للقول،بان ذلك حسب رؤية الطرفين -حمدوك وبريطانيا- الذين كانا مسلمين،بان فرص نجاح مساعي الموافقة علي دخول قوات أممية في عمق المحرقة السودانية الحالية ضئيلة للغاية إن لم تكن معدومة – وحديث للدكتور عبد العظيم-،، عزا ذلك لعدة اسباب .. منها ان مثل هذه القوات عادةً ما يرتبط وجودها بعمليةحفظ السلام لا صنعه ، لذلك يأتي أوانها بعد توقف القتال او التوصل لهدنة لوقف إطلاق النار فتكون مهمتها المحافظة علي ماتم تحقيقه من سلام علي الأرض.. وليس صنع السلام ابتداءًا ، و يضيف،،انه مامن بلدٍ بإمكانه القذف بجنوده وسط حمم نيران الحرب الطاحنة الحالية ، ولعلّ الأمين العام للأمم المتحدة قد أشار لذلك صراحةً في مجلس الأمن الاسبوع الماضي حين تحفظ علي تدخل دولي في السودان بقوله،، (الظروف الحالية لا تساعد علي اللجوء لقوات دولية في حرب السودان) واضيف من عندي هنا،، انه كان على الأمين العام للأمم المتحدة ان يقول بدل عبارته تلك:-إن القانون الدولي هو الذي لايسمح باللجوء لارسال قوات دولية للسودان وليس الظروف الماثلة، هي التي حسب قوله لاتسمح. وفقا لحالة السودان.
ونبه دكتور عبد العظيم عوض،الى ان أحداث السودان الحالية ليست حربا بين دولتين يتوجب الفصل بينهما بقوات من ذوي القبعات الزرقاء ، إنما هي مسعي مشروع للدولة السودانية جيشا وشعبا للقضاء علي فئة تمردت وحملت السلاح ضد الدولة. وتلك حسب مقال الدكتور عبد العظيم، هي الحقيقة التي ينساها البعض احيانا أو يتناساها !
وبنظرة فاحصة للتاريخ القريب يقول مقال الدكتور،، إن العالم قد شهد مرات عديدة كيف فشلت مثل هذه التدخلات الدولية من قبل في الكونغو وفي رواندا وفي البوسنة .. والحقيقة إنها لم تفشل فقط ، بل وجدت نفسها تحارب مع فصيل ضد فصيل آخر فزادت من لهيب النار بدلا من إطفائها..
وخلص المقال الحصيف القيم ذاك،، إلى أن فعلة حمدوك الأخيرة التي اخمد فتنتها وأفسد خطورتها،، ونزع فتيلها،، ذلك التنادي المهيب لسوداني بريطانيا، الذين سددوا لحمدوك والدولة المضيفة ووفده المرافق،، صفعة قوية موجعة اشفت غليل أهل السودان الذين اكتوا بلهيب الحرب المدمرة، التي اشعل نارها اطاري حمدوك وثلته المنبوذة ورعاة عمالته من الدول الظالمة المستكبرة.. ليسهل الفصل الأخير من متاهة حمدوك وولعه بكل ماهو أجنبي.. وهو الذي بدأ بإستقدام الألماني فولكر بيرتس بدايةً كحاكم في الظل،،ثم وضع السودان تحت مايشبه الوصاية الدولية حين رفع الدعم كليا عن السلع الحيوية كالمحروقات تنفيذا لسياسة البنك الدولي..ومضي أكثر من ذلك باعترافه الغريب والعجيب بتورط البلاد في حادثة تفجير المدمرة الأمريكية (كول) في شواطئ الصومال والزم الشعب المغلوب علي أمره بدفع ٣٥٠ مليون دولار تعويضا عن ذلك العدوان المتوهَم ، ولعله قد سمع بطرفة سودانية انتشرت مع زيارته لبريطانيا تقول :- أنه سيُقر بمقتل السودانيين لغردون ظلما،، وسيُعدالامجليز، بدفع الدية فور عودته للسلطة.. واضيف-من عندي- هنا،، كم يا ترى من المليارات الدولارية سيلتزم حمدوك، بدفعها من عرق وقوت أهل السودان الذين،أوردهم وجماعته مهالك حرب طاحنة مدمرة قضت على يابسهم واخضرهم، وافقدتهم اطهارا كراما من فلذات اكبادهم،ودمرت بنياتهم ومرافقهم والمنشأت.؟
والله من وراء القصد.
٤/نوفمبر/٢٠٢٤
القضارف.