السودان، حربٌ على النسيج الاجتماعي أم حربٌ على الشائعات؟ – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
السودان، حربٌ على النسيج الاجتماعي أم حربٌ على الشائعات؟
يشهد السودان منذ فترةٍ مضطربةٍ موجةً من الشائعات التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وضرب النسيج الاجتماعي بين مكونات الشعب، وتسعى هذه الشائعات، التي يتم نشرها بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى خلق الفتنة وبث الكراهية بين المكونات الاجتماعية لخدمة أجندة خبيثة تهدف لإذكاء نار الحرب واستهداف النسيج الإجتماعي المتماسك بين أهل السودان.
ولكن من المهم أن نُدرك أنّ هذه الشائعات لا تعكس الواقع الحقيقي، وأنّ غالبية الشعب السوداني يرفضها ويدينها، فالشعب السوداني معروفٌ بتسامحه وتآخيه، وقد عاش لقرونٍ طويلة في وئامٍ وانسجامٍ بين مختلف مكوناته.
إن تفويت الفرصة بوعي الشعب السوداني وان يلعب الإعلام أدوار هامة في كشف المؤامرات التي تتلاعب في تماسك النسيج المجتمعي السوداني ضروريٌ لقطع الطريق على هذه الشائعات الخبيثة. ويجب على وسائل الإعلام أن تتحلى بالمسؤولية وأن تُبادر إلى نشر الحقائق وتكذيب الشائعات، كما يجب على الشعب السوداني أن يكون على درايةٍ بالمخاطر التي تُهدد وحدته، وأن يتكاتف لمقاومة هذه الشائعات وحماية نسيجه الاجتماعي.
نُؤكد على أنّ محتوى الخطاب المتداول بشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي عن عزم الجهات الأمنية المختصة في السودان مراجعة الجنسية السودانية لبعض القبائل في غرب السودان هو شائعةٌ كاذبةٌ لا أساس لها من الصحة، ونُطالب جميع وسائل الإعلام بتحري الدقة في نشر الأخبار، ونُحذر من نشر الشائعات المغرضة التي تُهدد الأمن والاستقرار في البلاد.
إنّ السودان يمرّ بمرحلةٍ حرجةٍ تتطلب من جميع أبنائه التكاتف والوحدة الوطنية. ونُؤمن أنّ الشعب السوداني قادرٌ على تجاوز هذه التحديات والحفاظ على نسيجه الاجتماعي المتماسك.