*العمل فى مجال الصحافة لم يترك لنا صديقاً ولا عدواً والعمل فى هذا المجال يتطلب توسيع مواعين الصبر والمصابرة والعمل فى مجال الصحافة يتطلب قوة الإحتمال ووضع كل التوقعات فالصحفى مرآة تعكس ما يقع أمامها بكل تجرد فلذلك قد يكون هناك ما لا يعجب الآخرين أو يضر بمصالحهم الشخصية والحزبية والسياسية والإقتصادية فيتحول المرء فيهم من خانة الصداقة للعداء من دون أن تكون هناك منطقة وسطى على الإطلاق أو مساحة لإبداء الرأى والرأى الآخر والعمل فى مجال الصحافة له ثمن لابد أن ندفعه إبتداءً من الكراهية وعدم الرضاء وإنتهاءً بالمحاكم والمعتقلات ومن لم يمر بهذه المحطات فليراجع ملفات عمله الصحفى ومسيرته الإعلامية فإما أن يكون موظف علاقات عامة أو معلن أو منتج صفحات تسجيلية*.
*وللصحفى مواقف لا يمكن تجاوزها منها ما يضبطه ميثاق الشرف الصحفى وقبل ذلك ما تضبطه القيم والأخلاق لأن ما نتناوله من قضايا يخرج من كوة (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ومن تحت راية (ورب كلمة تلقى بصاحبها أربعين خريفا فى النار) لذلك يكون التناول الصحفى الموضوعى للقضايا بعد التأكد والتحرى وإستخلاص المعلومة بقدر كبير فهناك معلومات لا يمكن تأكيدها إلا بالإجتهاد وعلى كل يكون الخطأ وارد طالما أن الإنتاج الذهنى والعقلى إنتاج بشرى مهما كان فهو إنتاج ناقص ومنقوص قابل للوقوع فى الخطأ ويبقى رأيئ خطأ يحتمل الصواب ورأى غيرى صواب يحتمل الخطأ*.
*وموقفى الشخصى الذى لا يقبل التفاوض أو الجدل هو وقوفى فى صف القوات المسلحة والقتال الى جانبها فى معركة الكرامة وقبل إندلاع الحرب وسأظل على هذا الموقف وهذا المبدأ الى أن يفعل الله أمرا كان مفعولا ولقد كتبت من قبل فى (عمود شوكة) أن البيشى دعانى للإنضمام لمليشيا الدعم السريع مقابل منحى رتبة بحكم أننا من منطقة واحدة لأن موقفى مع القوات المسلحة لم ولن يقبل التفاوض وسيظل قلمى سلاحى الثانى فأنا قاتلت فى معركة الكرامة جنديا وليس صحفيا فلذلك لن أخون القوات المسلحة السودانية إطلاقا ولن أطعنها من الخلف ولن أبدل موقفى تجاهها لأن موقفى منها ومعها موقف مبدئى وأخلاقى ولن أتوقف فى المحطات الصغيرة أبدا*.
*وستكون (شوكة حوت) غصة فى حلق مليشيا الدعم السريع فهى من ناصبت الشعب السودانى العداء هجرت وقتلت وإغتصبت ومارست كل الإنتهاكات ومجرد التفكير فى الوقوف الى جانب المليشيا خيانة لا تغتفر ومصدر فخرى وسعادتى أن غرف إعلام المليشيا إعترفت صراحة أن ما فعله بهم وفيهم عمود (شوكة حوت) أوجع عليهم من ما فعله السوخوى والأنتنوف ويجب أن يعلم قادة المليشيا أن عميق إنتمائى للوطن وللقوات المسلحة وليس عميق إنتمائى لقبيلتى وأفتخر جدا بأن هنالك عشرات الآلاف من أبناء قبيلتى قبيلة الهبانية ما بين ضابط عظيم وضابط صف وجندى يقاتلون تحت رأية القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى على أنهم سودانيين وليست هبانية وهناك قلة قليلة غرر بهم يقاتلون كبندقية فى صف المليشيا يقاتلون على أنهم هبانية عطاوة وجنيد وهؤلاء سوف يعودون الى رشدهم ومنهم من عاد فعلا ورمى سلاحه وأعلن الإستسلام وسلم نفسه للقوات المسلحة*.
نــــــــــــص شـــــــــوكة
*سخرت غرف إعلام المليشيا من عملية الإعتقال التى تعرضت لها أمس الأول وكتبوا أن جهاز أمن الكيزان بمدينة بورتوكيزان يلقى القبض على (شوكة حوت) فأنا مواطن لا أعلو على القانون وليس لدى حصانة تمنعنى من الإعتقال والمسآلة على الإطلاق ورغما عن ذلك سأظل جنديا مخلصا لوطنى وللجيش السودانى*.
ربــــــــــع شـــــــوكـة
*لو لا كلمة سبقنى عليها المرحوم غازى سليمان قالها فى العام ٢٠٠٥ عقب خروجه من المعتقل بعد إحسان تعامله داخل المعتقل عندما قال (يا جماعة إنتو ناس الأمن ديل جنو ولا شنو) لو لم يقلها غازى سليمان لقلتها أنا معقولة يا ناس الأمن غرفة مكيفة وشاشة ٤٣ بوصة وتلاجة وفواكه وحمام وغيار جديد وأنا معتقل معاكم شكرا يا أمن يا جن*.