مقالات الرأي
أخر الأخبار

حماية تراثنا السمعي والبصري.. واجب وطني – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

“الماضي مرآة الحاضر، والحاضر بذرة المستقبل”، هذه المقولة تجسد أهمية الحفاظ على تراثنا، لا سيما التراث السمعي والبصري الذي يشكل ذاكرتنا الجماعية ويعكس هويتنا الثقافية. يأتي الاحتفال باليوم العالمي للتراث السمعي والبصري ليعيدنا إلى هذا الواقع، ويؤكد على ضرورة حماية هذا الكنز الثمين.

يشكل التراث السمعي والبصري مرآة عاكسة لتاريخنا وحضارتنا، فهو يحكي قصص أجدادنا، ويوثق تطور مجتمعاتنا، ويحفظ أصواتنا وصورنا. من خلاله نستطيع أن نتعرف على أنفسنا، ونفهم حاضرنا، ونخطط لمستقبلنا. إنه بمثابة خريطة طريق توجهنا نحو هويتنا وتراثنا.

يمثل السودان حالة خاصة، حيث فقد بسبب الحروب والنزاعات الكثير من تراثه السمعي والبصري. هذا الفقدان الكبير يعتبر جرحاً نازفاً في نسيج المجتمع السوداني، ويؤثر سلباً على هويتنا الوطنية. فالتراث السمعي والبصري ليس مجرد مجموعة من التسجيلات والأفلام، بل هو جزء لا يتجزأ من روحنا ووجداننا.

إن الحفاظ على التراث السمعي والبصري ليس مجرد واجب ثقافي، بل هو ضرورة وطنية وأمانة أودعها الأجداد في أيدينا. ومن أهم أسباب الحفاظ على هذا التراث الحفاظ على الهوية الوطنية، التراث السمعي والبصري يعكس هويتنا الوطنية، وهو جزء أساسي من تراثنا الثقافي، وتعزيز السياحة الثقافية، فيمكن الاستفادة من التراث السمعي والبصري في تطوير السياحة الثقافية، وجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، ودعم البحث العلمي فيعتبر التراث السمعي والبصري مصدراً غنياً للباحثين في مختلف المجالات، كالتاريخ والاجتماع والأنثروبولوجيا، ونقل المعرفة للأجيال القادمة التي من من حقها أن تعرف تاريخها وتراثها، وأن تستفيد من تجارب الأجيال السابقة.

هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحفاظ على التراث السمعي والبصري، ومنها تأسيس مؤسسات متخصصة، بإنشاء مؤسسات متخصصة في حفظ وصيانة التراث السمعي والبصري، وتوفير الموارد اللازمة لذلك، ورقمنة التراث السمعي والبصري للحفاظ عليه من التلف، وتسهيل الوصول إليه، وتوعية المجتمع: توعية بأهمية التراث السمعي والبصري، ودوره في الحفاظ على الهوية الوطنية، وتشجيع المبادرات الفردية بتشجيع الأفراد والمؤسسات على المشاركة في الحفاظ على التراث السمعي والبصري.

في الختام، فإن الحفاظ على تراثنا السمعي والبصري هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع. علينا أن نعمل معاً للحفاظ على هذه الذاكرة الثمينة وننقلها إلى الأجيال القادمة، لكي يظل تراثنا حياً يلهمنا ويوجهنا نحو مستقبل أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام