السياحة والسلام من جورجيا: جسور تبنى وتاريخ يروى – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

تستضيف جورجيا في هذا العام 2024 احتفالاً عالمياً بيوم السياحة العالمي، حاملةً شعاراً مؤثراً هو “السياحة والسلام”. هذا الشعار لم يكن اختياراً عشوائياً، بل كان تعبيراً عن إيمان عميق بدور السياحة في بناء جسور التواصل بين الشعوب والثقافات، وتعزيز قيم السلام والتعايش السلمي.

تقع جورجيا في قلب القوقاز، وهي ملتقى الحضارات الشرقية والغربية. هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي جعل منها على مر التاريخ نقطة التقاء وتبادل ثقافي غني. تتميز جورجيا بتنوع طبيعي خلاب، وتراث ثقافي عريق، ومدن تاريخية ساحرة، كل ذلك يجعلها وجهة سياحية جذابة.

لطالما كانت السياحة أكثر من مجرد نشاط ترفيهي، فهي أداة قوية لبناء السلام وتعزيز التفاهم بين الشعوب. من خلال السفر والتعرف على ثقافات مختلفة، يمكن للأفراد كسر الحواجز، وتحدي الصور النمطية، وبناء علاقات إنسانية قوية. السياحة تساهم في تعزيز التسامح والاحترام المتبادل، فمن خلال التعرف على تقاليد وعادات الشعوب الأخرى، يتعلم المسافرون تقدير التنوع الثقافي واحترام الاختلاف، وتساهم السياحة في خلق فرص عمل ودعم الاقتصاد المحلي، مما يساهم في تحسين مستوى المعيشة للسكان، وتعمل السياحة على حماية التراث الثقافي وتسليط الضوء على أهميته، مما يشجع على الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

تلعب جورجيا دوراً محورياً في تعزيز السياحة كأداة للسلام. من خلال استضافتها لهذا الحدث العالمي، ترسل جورجيا رسالة للعالم مفادها أن السياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي استثمار في المستقبل، واستثمار في بناء عالم أكثر سلاماً وتسامحاً.

تهدف احتفالات هذا العام إلى تحقيق العديد من الأهداف، منها تسليط الضوء على الدور المحوري للسياحة في تحقيق السلام، وسيتم خلال الفعاليات مناقشة دور السياحة في بناء جسور التواصل بين الشعوب وكيف يمكن أن تساهم في حل النزاعات وتعزيز التعاون الدولي، وتبادل الخبرات والمعارف، فستوفر الفعاليات منصة لتبادل الخبرات والمعارف بين الخبراء والمهنيين في مجال السياحة من مختلف أنحاء العالم، مما يساهم في تطوير هذا القطاع وتعزيز أفضل الممارسات، وتؤكد الفعالية على أهمية السياحة المستدامة التي تحافظ على البيئة والثقافة المحلية، وتضمن استفادة المجتمعات المحلية من عائدات السياحة.

على الرغم من الإمكانات الهائلة للسياحة، إلا أنها تواجه العديد من التحديات، مثل التغيرات المناخية، والأزمات السياسية، والنزاعات المسلحة. ومع ذلك، فإن هذه التحديات تمثل أيضاً فرصاً للابتكار والتطوير، وتعزيز دور السياحة في بناء مجتمعات أكثر مرونة واستدامة.

إن احتفالات يوم السياحة العالمي 2024 في جورجيا تمثل نقطة تحول مهمة في تاريخ السياحة العالمية. فهي تأكيد على أن السياحة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي أداة قوية لبناء عالم أفضل. من خلال العمل معاً، يمكننا الاستفادة من إمكانات السياحة في تحقيق السلام والتنمية المستدامة.