مقالات الرأي
أخر الأخبار

العيد الوطني للملكة العربية السعودية – من الواقع – ✍️ بروفيسور عوض إبراهيم عوض

في ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية دعوني أهنئ جميع الأشقاء السعوديين بدءاً من ملك الدولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومروراً بولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وكذلك سمو الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة عسير التي نعيش فيها الآن ونكتب منها هذه الحروف رمزاً للمحبة والوفاء والتحية. وعبرهم أهنئ كل الأشقاء السعودين من أقصى البلاد إلى أدناها. وأقول لهم طبتم وطابت لك الديار التي بذلتم من أجلها الغالي والنفيس حتى أصبحت وطناً للأمان والسلام والطمأنينة والمحبة والوئام. وحق لكم أن تحتفلوا بهذا اليوم العظيم (العيد الوطني) الذي خلق على وجه الأرض بقعةً هي الأوفر سعةً لأهلها وقاطنيها والمستجيرين بها من رمضاء الحياة في ديارهم والهاربين من جحيم الحروب. وهي الأهنأ بالاً، والأكثر جمالاً، والأوسع صدراً لأهلها ولغيرهم من ساكني الأرض قاطبةً. يجيء إليها الناس في كل عام، بل وفي كل شهرٍ أو أسبوع لائذين بحرميها الشريفين فتفتح لهم صدرها الحاني بكل أسباب الترحاب والراحة والطمأنينة فيؤدي القادمون مناسك الحج أو العمرة أو الزيارة أو جميعها معاً ولا يشعر أحدٌ بالتعب أو الألم أو الغربة. ويعود كل منهم كيوم ولدته أمه نقياً من الذنوب وأدران الكسب التي لوثت حياة بني الإنسان في كل بقاع الأرض أينما كانوا وكيفما كانوا. ويجيء إليها طالب العمل فيجد فيها ما يصبو إليه من التوظيف سواءٌ في المؤسسات الحكومية أو الأهلية التي طال واستطال مداها بفضل النهضة الاقتصادية التي بسطتها حكوماتها المتعاقبة منذ أن تأسست الدولة في النصف الأول من القرن العشرين. وكانت تلك هي الفترة التي تحتفل المملكة اليوم بذكراها العطرة فيما أسمته (العيد الوطني). ويعود تاريخه إلى اليوم الذي تم فيه توحيد المملكة في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر والذي تحتفل فيه كل أرجاء المملكة بشكل سنوي من اثنين وتسعين عاماً. وهذا التاريخ يعود إلى صدور المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق ليوم 23 سبتمبر عام 1932م. وقد قضى ذلك المرسوم بتوحيد البلاد وتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى اسم المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك التاريخ ظلت جميع أرجاء المملكة بمثابة خلية النحل التي يعمل فيها كل الناس ليل نهار من أجل البناء والتعمير وتخليد اسمهم بين الأمم. وبعد أن كانت الديار صحراء جرداء لا كلأ فيها ولا ماء ولا زراعة ولا صناعة ولا مظاهر للحضارة والمدنية تحولت بفضل المثابرة والجد والاجتهاد الذي بذلته حكومتها المتعاقبة الرشيدة إلى جنة وارفة الظلال. ويكاد المرء لا يصدق حجم التحول الذي حدث في هذه الأرض ونحن شهود على كل ذلك لأننا نعيش بين ظهراني أهلها، نستمتع بخيراتهم التي فاضت على القريب والغريب. وأصبحت المملكة بفضلهم من أهم بلاد العالم اقتصادياً، ثم أصبحت واحدة من أهم الدول السياحية بفضل ما تم فيها من تعبيد الطرق وربط المحافظات في أرض شاسعة المساحة، مترامية الأطراف، وكذلك بسط الأمن الذي لا يوجد له مثيل في أي بقعة من بقاع العالم. وواكب كل هذا الطمأنينة والأمن الذي يعيشه القاصي والداني في ربوع المملكة الشاسعة. وكذلك الوفرة في المأكولات والمشروبات والملبوسات وكل وسائل التنعم بالصحة والعافية والتعليم والترفيه. وانتشرت المسنشفيات الحديثة في كل أرجاء المملكة بالمدن والقرى والأرياف، حيث لا يوجد أحد لا يتوفر له العلاج سواءٌ كان مواطناً أو متعاقداً أو حتى نازحاً بسبب الحروب في بلاده كأهل السودان وسوريا واليمن والصومال وغيرهم. وظل العمال المهرة يتقاطرون نحوها من كل بلاد شرق آسيا فوجدوا فيها الملاذ الآمن الذي ساعدهم في رفع شأن أسرهم النائية بفضل الرزق الحلال الذي وفرته لهم المملكة. ولذلك لا نملك في يوم عيدها الوطني إلا أن نرفع القبعات لها، ونكرر المحبة والثناء لكل القائمين على أمرها، ونقول لهم: شكراً لكم شكراً لكم شكراً لكم يا فتية السعودية لو أن إحسانكم يجزيه شُكرانُ. ولا نملك من عبارات الكلام ما نصف به إحساسنا لكم بالمحبة والتقدير والتحايا التي تنبع من أعمق أعماقنا لوطن ما أحسسنا فيه إلا ونحن وسط أهلنا وعشيرتنا الأقربين. وطن لم نلمس منه إلا الوفاء والمحبة والتقدير. وطن لم نر فيه إلا التطور المتسارع، والنماء الذي لا تحده حدود، والطموح الذي سربل كل النفوس من أجل مستقبل أفضل لوطنهم ولدينهم الحنيف. وختاماً دمتم ذخراً لأمة الإسلام، ولأمة العرب، بل وللإنسانية قاطبةً في كل أرجاء الدنيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!