مقالات الرأي
أخر الأخبار

نداء لإنصاف طالب و حماية حقوق المواطنين تبدأ من محاسبة المتجاوزين من افراد الشرطة – همس الحروف – ✍️ د الباقر عبد القيوم علي

جريمة نهب مكتملة الاركان نفذها تيم شرطة المباحث بإرتكاز كبري مروي ، و ضحيتها طالب جامعي يافع بكلية الحقوق جامعة القاهرة ، و مسرحها مباني رئاسة شرطة المحلية , و شهودها أمة لا إله إلا الله ، إضافة إلى عدد خمسون شخص من ركاب بص أبو عامر القادم من عطبرة ، الذي كان يستغله الضحية إلى مدينة دنقلا .

 

تم إحتجاز البص عند الإرتكاز من الساعة الثانية ظهراً الى ما بعد المغرب لإستغلال كل ادوات الرعب تجاه هذا الطالب المكلوم حتى يرى ان مسألة الافراج عنه غنيمة نظير المبلغ المنهوب منه .

 

دارت أحداث هذه الجريمة بمدينة مروي الٱمنة الوديعة التي يمكن ان تضيف للناس و لكنها لا تأخذ منهم أبداً ، انها بلد الخير و الطيبة و بلد الأمن و الأمان و العطاء ، و لكن ليس للجريمة وطن أو قبيلة أو عنوان ، و لكن على الرغم من ذلك حدثت هذه الكارثة الأخلاقية بمروي قبل ان نفسرها جريمة ، كانت بدايتها عند تفتيش إرتكاز الكبري بمروي ، و في أثناء التفتيش تم العثور على مبالغ مالية بحوزة هذا الطالب و معظمها بالجنيه المصري ، و ردا على السؤال المباشر له أجابهم بأنه طالب جامعي يدرس بالقاهرة و هذا المبلغ الذي بحوزته عبارة عن تكملة رسومه الدراسية ، و قد تم التعرف عليه من خلال المستندات التى ابرزها لهم .

 

تم اقتياده إلى مباني رئاسة شرطة المحلية حيث انضم إلى الذين نفذوا عملية القبض شخصان آخران كانا بمكاتب الشرطة ، و كان أحدهما طويلاً والآخر أقصر منه ، وكان الأخير يضع على يده فراشة تغذية محاليل وريدية.

 

هذه التفاصيل تشير إلى أن الوضع كان مقلقاً للغاية، حيث يبدو أن الفرد الأقصر يعاني من حالة صحية تستدعي استخدام هذه الفراشة ، الأجواء في مكتب الشرطة كانت مشحونة بالتوتر ، مع وجود الشكوك حول دوافع القبض على هذا الطالب وطبيعة التهم الموجهة إليه ، هذا التداخل بين إستغلال السلطة و ضعف الضحايا في مثل هذه المواقف و خصوصاً بعد حجم الجرائم و الفظائع التي ارتكبتها المليشيا في حق المواطنين .

 

أربعة ساعات أو تزيد من الانتظار الممل تحت وهج الشمس الحارقة، بدأ ركاب البص يشعرون بالتململ والقلق الشديد ، علاوة على قلة مياه الشرب التي كانت بحوزتهم جعلتهم مضطرين لطرق أبواب الجيران المجاورة بحثاً عن سد عطشهم أو قضاء حاجاتهم .

 

كان المشهد يعكس معاناة حقيقية في ظل غياب أي توضيح من السلطات حول وضع الطالب المحتجز ، مما زاد من توتر الأجواء وعمق شعور الجميع بالقلق ، و تداخل حالات الغضب مع الخوف ، مما جعل الجميع يتساءل عن مصير رفيق دربهم ، وما قد يحدث له في تلك اللحظات الحرجة .

 

بعد هذا الانتظار الطويل ، تم الإفراج عن الطالب ، لكنه كان مذهولًا مما حدث له من جرم ، و قد عادت إليه جزء من أمواله ، لكن حالة الخوف التي انتابته من شدة الإرهاب الذي تعرض له منعته من المطالبة بباقي مبلغه ، و إعتبر أن مسألة الإفراج عنه و خروجه من فك التمساح بمثابة غنيمة ، في ظل الخطر الذي كان يهدده .

 

شعر جميع ركاب البص بالامتنان لنجاة رفيقهم ، ولكن الطالب كان يعاني من صدمة نفسية حادة من جراء ما تعرض له من ظلم أسود من قبل الشرطة (خادمة الشعب) الشيء الذي جعله يعيد حساباته في ميثاق دراسته لمادة القانون الذي تم إغتياله بإرتكاز المبري من قبل نظاميين ، و هذه التجربة تركت أثرًا عميقًا في نفسه ، وجعلته يعيد التفكير في الثقة بالجهات المسؤولة عن حمايته .

 

أناشد وزير الداخلية ومدير عام الشرطة بضرورة معالجة ما حدث لهذا الطالب من تجاوزات على يد أفراد المباحث بمدينة مروي، عند ارتكاز الكبري. يجب إعادة المبلغ المنهوب منه وتعويضه عن الضرر النفسي الذي تعرض له نتيجة سلوك من يفترض بهم حماية المواطنين.

 

هذا النوع من التصرفات يفقد الثقة في مؤسساتنا الأمنية ، و لهذا يجب التعامل معهم بحسم شديد لضمان عدم تكرار مثل هذا النوع من الابتزاز ، و يجب حماية حقوق المواطنين في جميع الأوقات .

 

و الله من وراء القصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!