مقالات الرأي
أخر الأخبار

مفهوم دولة ٥٦ – شـــــــــوكة حــــــــوت – ✍️ ياسر محمد محمود البشر

*كثر الحديث بعد إندلاع حرب السودان عن تفكيك دولة ٥٦ ويمكن القول أن دولة ٥٦ معنى بها جمهورية السودان التى نالت إستقلالها فى العام ١٩٥٦ أما المعنى السياسى المتحفظ عن الحديث عليه المقصود بدولة ٥٦ السودان النيلى وإنسانه على إمتداد ما يعرف بمثلث حمدى الواقع فى المساحة ما بين دنقلا والأبيض وسنار أو معنى أصح هو دولة الجلابة والجلابة المقصودون هنا هم أبناء الشمال من ولايتى نهر النيل والشمالية والمتهمين بالإنفراد بحكم السودان منذ الإستقلال وحتى اليوم وإستلائهم على ثروات السودان على حساب ولايات الأخرى ويبقى هذا الإتهام يوجه سهامه الى أهل الشمال النيلى فى الوقت الذى تم المطالبة بإعلان الإستقلال من داخل البرلمان فى التاسع عشر من ديسمبر ١٩٥٩ عن طريق إثنين من أبناء غرب السودان هما مقدم مقترح إستقلال السودان دبكة من دائرة البقارة من دارفور ومشاور جمعة سهل من كردفان الذى قام بتثنية مقترح دبكة وحتى هذه الحقيقة نجد أن هناك مجموعة حاكت حولها الإدعاء بأن جلابة برلمان ١٩٥٣ الذى طالب بالإستقلال أرادوا أن يقدموا دبكة وسهل كبشى فداء فى حال لم توافق بريطانيا على إستقلال السودان*.

 

*ويمكن القول أن أحزاب اليسار السودانى هى أول من تحدثت عن دولة ٥٦ وتحدثت عن جدلية المركز والهامش وتحدثوا عن إستئثار المركز على حساب الهامش إلا أن هذه الأصوات كانت تتحدث بإستحياء وخير من طرح قضية المركز والهامش هو الدكتور جون قرنق ديمبيور الذى قاد حربا ضد المركز إستمرت أربعين عاما إنتهت بإنفصال جنوب السودان فى العام ٢٠١١ وقد كان العقيد جون قرنق يتحدث عن أنه سيشرب القهوة فى شندى وعنده تمثل شندى معقل من معاقل الجلابة مثلما يحدث الآن من تحركات بغرض نقل الحرب من الخرطوم الى شندى وأيضا تحدث الكتاب الأسود الذى قامت بإعداده حركة العدل والمساواة السودانية والذى يتحدث عن إختلال ميزان السلطة والثروة بالسودان وهيمنة الجلابة على الوظائف والوزارات فى السودان منذ فجر الإستقلال ونادى بضرورة إزالة الغبن الناريخى حتى تمت عملية تولى أبناء الهامش معظم الوزارات بالمركز أمثال التيجانى السيسى وابو قردة وجبريل إبراهيم وغيرهم كثر تزدحم بهم الذاكرة ولا يتسع المجال لذكرهم ولا تنسوا الفريق أول محمد حمدان دقلو ويمكن القول أن السودان كدولة تعرض الى أكبر محنة فى تاريخه السياسى بعد أن شارك دعاة نظرية الهامش والمركز فى السلطة المركزية*.

 

*وإذا إفترضنا جدلا أن أبناء الشريط النيلى هم من تولوا الوظائف العليا فى الدولة السودانية بعد الإستقلال ويرجع السبب الى أن أهل الشمال تعلموا قبل أهل الهامش دخلوا المدارس وعلموا أبنائهم فمن الطبيعى جدا أن يكون حظهم أوفر فى تولى الوظائف العامة ولم يكتف أهل النيل بتعليم أبنائهم بل أصبحوا رسل لإزالة الجهل فى كل أنحاء السودان وإذا سأل كل من أهل الهامش نفسه من كان يأتى إليهم معلما أو مساعد طبى أو ضابط إدارى أو ضابط بوليس أو موظف سكة حديد هل يوجد بينهم جلابى جاهل أم كانوا متعلمين وكل فى مجال تخصصه وإن كان هناك عيب للجلابة أنهم عرفوا التعليم قبل الآخرين* .

 

*أما مسألة إمتلاكهم للثروة فإن الجلابة قد عرفوا الإغتراب قبل الآخرين فقد عرفوا الطريق الى أمريكا قبل إستقلال السودان ودونكم الشيخ الماجد حاج ماجد وسيد سليمان الذى دخل أمريكا عام ١٩٤٠ والصديق إبن القولد وغيرهم عشرات الآلاف من أبناء الجلابة أو الشمال النيلى ويبقى السؤال هل المطلوب من أهل الشمال النيلى أن يخرجوا أهل الهامش من مراعيهم ومزارعهم ليدخلوهم المدارس مع تعمق مفهوم أن المدارس (تبوظ) أولاد الهامش وكل من يتم إدخاله للمدرسة فى ذلك الوقت فإن أبنائهم سيمارسون عمل قوم لوط فى الوقت الذى يمارس ابناء الجلابة العملية التعليمية من دون تعقيدات فهل يعد التعليم والإغتراب وجمع الأموال وبناء العمارات جريمة يحاسب عليها الجلابة؟*.

 

نــــــــــــص شـــــــــوكة

 

*جدلية الهامش والمركز والتى تحولت الى دولة ٥٦ يجب أن يتم نقاشها بصورة مختلفة عن مما هو عليه الآن وهذا لا ينفى وجود بعض حالات الفساد من الذين تولوا مناصب بالدولة مع الوضع فى الإعتبار غياب أدوات الرقابة والمحاسبة لكن ليس كل الجلابة هم بهذا السؤ الذى يوصفون به*.

 

ربــــــــــــع شــــــــوكــة

 

*ستقولون أننى (فلقناى) لكنها الحيقيقة التى يجب أن نواجهها بشجاعة* .

 

 

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!