الحمد للمولي تعالي الذي لايحمد علي المكروه سواه
وسبيل الموت غاية كل حي فداعيه لارض الارض داع
في يوم متوشح بالحزن نعي الناعي لنا من قاهرة المعز الرجل القامه والقمه والقيمه الشيخ عوض طه رحمه الله احد قيادات وزارة المالية والاقتصاد ومن مؤسسي اسواق المحاصيل ووقع خبر وفاته كالصاعقه علينا ولانقول الا مايرضي الرب وبفقده فقدنا احد رجال البر والخير ورحل ورحلت معه الحكمه والحنكه والاخلاق الحسنه الفاضله والسماحه وطيب القلب وحسن المعشر كان الجميع بوزارة المالية الكبار والصغار يناديه بعم عوض لتعامله الراقي كان الفقيد يمشي بين الناس بالتواضع والمحبه وحب الخير للناس وتقديم المساعده لهم كان عم عوض كما كنا نحب ان نناديه يمد اياديه البيضاء ويمدنا بالراي السديد وكنا نستشيره في كل امورنا العامة والخاصه بل وكنا نشركه حتي في معالجة مشاكلنا الاسريه لعلمنا بحكمته وكان مكتبنا باعلام وزارة المالية انذاك هو محطه مهمه من محطات الفقيد والجلسه والمجلس الطيب بمشاركة الشيخ الاستاذ احمد الامين المجذوب متعه الله بالصحة والعافية والمرحوم الاستاذ بابكر الزين رحمه الله والمرحوم حامد ابراهيم رحمه الله ومرات ينضم الينا في المجلس العامر المرحوم رضوان علي رضوان رحمه الله والاستاذ علي العطا متعه الله بالصحة والعافية وغيرهم حقيقة كان هذه الجلسات ممتعه للغاية نستمتع بحكاوي شيخنا أحمد الامين المجذوب وشيخنا المرحوم عوض طه واستاذنا المرحوم بابكر الزين رحمه الله واستفدنا غاية الفائده من خبراتهم وتجاربهم في الحياه وحقيقة كما قيل بان الحياه مدرسه لقد كان الفقيد من الموطئين اكنافا الذين يالفؤن ويؤلفون واذ رايته هبته من شكله واللحي الكبيره وحسبته من اهل الصرامه والغلظة والشده ولكن ما ان تقترب منه الا تجد اللين والعطف والفكاهه اذ انه كان صاحب حكاوي وطرف وملح واذكر انه كان مديرا لاحدي الادارات بوزارة المالية وعندنا احد اخوتنا الشباب الذين تم تعيينهم بالوزارة وتم الحاقه ليعمل تحت امرة المرحوم عوض بالاداره وجاءني الاخ مستنجدا وهو يطلب نقله لاي ادارة اخري ولو خارج رئاسة الوزارة بالدامر وعندما استفسرته عن السبب قال لي ان المدير شكله صعب وهو من اصحاب اللحي وظاهر عليه متشدد وطمانته وقلت له بالحرف الواحد انت محظوظ بان مديرك شيخنا عم عوض وقلت ليه امش جرب وشوف براك وبالفعل ذهب وواصل عمله وجاءني بعد فتره ليشكرني وقال لي انه والله في غاية السعاده من التعامل والانسجام والتعاون الذي وجده ومن التوجيه والارشاد والفائده التي جناها ومالمسه من شيخ عوض من اخلاص وتفان وتجرد ونكران ذات ومحبة الجميع في الاداره وخارجها له وعكس ماكان يتوقعه كما قال لي من الصرامه والجهامه ووجد الظرافه والفكاهة وتقديم كل عون وقال لي وجدت الجميع يلجاون اليه من بعد الله فعاملنا معاملة الاب لاولاده وبالفعل كان عم عوض نعم المربي الفاضل كان يمازحنا ويؤانسنا وماان يرفع النداء للصلاه حتي يبادر ويسارع فقد كان حمامة مسجد من اكثر الناس حرصا علي اداء الصلاة في اوقاتها مع الجماعة من حيث ينادي المنادي وكان من اكثر حرصا علي العلاقات الاجتماعية لذلك اتسعت دائرة معارفه في العمل وفي السكن ومما هو دليل علي كلامي هو اندماجه في مجتمع الدامر سريعا عكس بعض الاخوة الذين جاءت بهم ظروف العمل الدامر وعطبرة والولاية فعم عوض اتسعت دائرة معارفه وكان مواصلا وتجده من اول الواصلين في المناسبات للزملاء والمعارف في السراء والضراء وكان رحمه الله موسوعه وذخيرة من المعلومات ومتابع متابعه لصيقه مايدور في الساحه وكنا نستعين به كثيرا في التحليل والتعليق علي الاحداث التي كانت تدور في ذلك الزمان علي راسها الحرب العراقيه الامريكيه ومابين ايران والعالم وغيرها من احداث سياسيه واقتصاديه وحقيقة عندما وجدت النعي في قروب اسرة مكتب الدكتور غلام الدين عثمان ادم ونقله لنا الاخ عبدالاله حواية الله نقلت الخبر لكل مجموعات الولاية مع التعريف بالفقيد وعمله بوزارة المالية وباسواق المحاصيل وجد النعي التفاعل من الجميع وترحموا عليه وعدد كبير تحدثوا عن ماثره وفضائله وحقيقة عرفت الفقيد عن قرب وعرفت عنه اخلاصه وتجرده وامانته وحرصه علي المال العام وحرصه علي تمليك المعرفه والخبره لمن معه ولكل متعامل معه وكان مبذولا ومتاحا للجميع في عمل البر والخير والاحسان الي الناس وكان بلغة اهلنا البسطاء رجل حبوب سريع الدمعه حقيقة هذه مجرد شذرات لان الحديث عن الفقيد لاتوفيه حقه مثل هذه الكلمات ويحتاج لمقالات بل ومجلدات وفاتني ان اذكر بان الفقيد كان شهما وكريما وداره بمربع 9 بالدامر ظلت مفتوحة علي الدوام لاستقبال الضيوف من الاهل وغيرهم وكان مواصلا لارحامه وبارا بهم وسبحان الله عندما نقلت نباء رحيله لجيرانه بالدامر ولمعارفه ضجوا بالبكاء لما عرفوا عنه من طيب الخصال والفعال وكذلك مازال الناس يذكروا حتي ابناءه بالخير فكانوا نعم الابناء الادب والاحترام والتقدير للجميع ومرؤتهم وخدمتهم ومساعدتهم للجميع وهذا قليل من كثير وغيض من فيض في حق المرحوم العم عوض طه التعازي الحاره لانجاله مدثر ومزمل وطه ولاسرتهم الكريمه جميعا وللدكتور غلام الدين عثمان ادم والي نهر النيل الاسبق والفقيد خاله ولزوجته وايضا الفقيد خالها ولجميع اسرة واهل الفقيد داخل وخارج الوطن ولزملاء الفقيد ولعارفي فضله ولانقول الا مايرضي الرب وانا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم