قد يتبادر لذهن قاريء هذا العنوان.. حدباي و(الوطنية)، حالة التنافس الشديدة التي كانت بين بصات (حدباي) و(الوطنية) في وقت قد مضى والتي كانت تعمل بين شندي والخرطوم وبالعكس،وكان التنافس بسبب طريقة العمل وعدالته كما رشح في ذلك الوقت وادى تشدد الطرفين الى ان تنخفض قيمة (تذكرة) السفر الى( 25%) ثم الى( 50% )ووصلت احيانا الى ان تكون( مجانا) .
الى ان تدخلت غرفة البصات السفرية وجهات أخرى في إنهاء الخلاف بين سفريات (حدباي) و(الوطنية)،وعادت الامور الى طبيعتها.
ولكن (الوطنية) التي عنيناها في عنوان هذا العمود هي المنسوبة الى العمل (الوطني) أو أي عمل يعزز من استقلالية وسيادة الوطن أو يدفع به الى الامن والاستقرار.
وبصات (حدباي) نفسها لم تكن بعيدة من ذلك فقد كانت حاضرة وهي تقدم خدماتها للجمعيات والروابط الطلابية في رحلاتها العلمية ،ولم تغب خدماتها عن الاندية( الرياضية) وهي تتنافس على (الممتاز) فكانت تنقل (إبداعات) و(مهارات) لاعبي كرة القدم بين مدن السودان
المختلفة.
وكانت سفريات حدباي حاضرة بين الناس في (السراء) و(الضراء) ،فكم (زفت) عريس الى عروسه بين فرحة (الأباء) وزغاريد (الامهات) ،وكم حملت بصات حدباي بين جنبيها قوم حملوا معهم أيات (التعازي) و(المواساة) لفقدهم عزيز كان بعيدا عن الديار.
ونقلت (أشواق ) أهل السودان الى بيت الحرام في مكة المكرمة وقبر رسول الله صل الله عليه وسلم ، في رحاب المدينة المنورة وهي تنقل الحجاج في رحلة الذهاب والإياب الى ميناء سواكن.
ولكن سيف بشير حدباي نفسه عندما قامت حرب الدعم السريع ضد الدولة السودانية خرج ب(نفسه) و(ماله) ،وحمل (سلاحه) وظل مرابطا مع الهيئة الشعبية العليا لدعم واسناد القوات المسلحة مع (خيرة) من أبناء الوطن تدافعوا من اجل نصرة الوطن وقواته المسلحة.
وفي معسكرات الكرامة( 1) والكرامة (2) لتدريب المستنفرين التي تجاوزت المائة معسكرا كان سيف حدباي حاضرا في التدشين والتخريج كان مساندا للمدير التنفيذي لمحلية شندي خالد عبد الغفار راعي هذه المعسكرات ، ذهب معه الى اقصى حدود المحلية في الشرق والشمال والجنوب وداخل حواضرها في مربعات المدينة والمناطق القريبة ذات الكثافة السكانية العالية مثل (القليعات) و(الشقالوة ) وغيرها.
لم يخلق (الاعذار) لكي (يتغيب) ،وعندما تتجاوز منصات التدشين والتخريج ذكر( أسمه) ضمن الحاضرين لا (يحتج) ولا(يتبرم).
ولكن الله ييسر له مواقف تعيد إليه جزءا من حقه المعلوم) وجهده (المبذول) ،ففي واحدة من تخريح معسكرات المستنفرين وكان يخاطبها الفريق أول شرطة محجوب حسن سعد واثناء تحيته لكبار( الحضور) وكان من بينهم اللواء حمدان عبد القادر قائد الفرقة الثالثة مشاة بشندي فقد منح الفريق محجوب حسن سعد رتبة (المشير) للاخ سيف حدباي ،تقديرا لدوره الكبير ،وهلل وكبر الحاضرون تأييدا لهذا الرتبة التي يستحقها حدباي.
وعندما وقف المدير التنفيذي لمحلية شندي خالد عبد الغفار الشيخ من داخل الكلية الحربية وفي قاعة الفريق أول توفيق أبو كدوك يعرف قائد منطقة وادي سيدنا العسكرية وقائد الكلية الحربية اللواء عثمان ابراهيم علي الجالي بالوفد المرافق للقافلة الأولى على مستوى السودان والتي سيرتها ولاية نهر النيل،وعندما جاء اسم سيف حدباي صاحب الناقل الوطني إلتفت إليه قائد منطقة وادي سيدنا العسكرية وقائد الكلية الحربية اللواء ركن الجالي وصافحه يدا بيد وقال اننا نرى بصات حدباي كثيرا ولكن اليوم نرى صاحبها لأول مرة.
وسيف حدباي الذي شكل حضورا دائما في كل عمل يتخص بالمجهود (الحربي) خاصة معسكرات الاستنفار ،لم يخاطب يوما واحدا من هذه المعسكرات ولكن كان (جيبه) يخاطب بعضا من (احتياجاتها)،وكان حضوره رفقة القيادات العسكرية والتنفيذية في كل هذه الاعمال دليلا على روحه (الوطنية).